تاكسي نيوز // خاص
نظَّم فريق البحث في التاريخ والمجال في المغرب والعالم المتوسطي، وفريق البحث في الاستعمار وقضايا التحول في المغرب، وفريق البحث في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية الجهوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، يوماً دراسياً، اليوم الإثنين بقطب الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، وذلك في موضوع :” مستجدات البحث الأثري حول تاريخ المغرب الوسيط”.
وفِي كلمة افتتاحية للدكتور سمير قفص الذي نسَّق فقرات هذا اللقاء، رحَّب فيها بالحضور أساتذة وطلبة، وذكَّر من خلالها بمضامين اليوم الدِّراسي الذي يهدفُ إلى تسليط الضَّوء على موضوع البحث الأثري، والاستفادة من التَّجارب القيِّمة والعلمية للأستاذين المحاضرين.
وبعد ذلك، قدَّم الدكتور الفقيه الإدريسي رئيس شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، كلمة رحّب فيها بالضيفين الكريمين وبجميع الحضور بينهم الدكتور محسن إدالي رئيس قطب الدكتوراه، والدكتورة سعاد بلحسين، والدكتور لحسن بودرقا، والدكتور عبد القادر ايت الغازي، والدكتور كمال أحشوش.
وأكّد الأستاذ الإدريسي أن البحث الأثري أصبح يُثير شهية الأساتذة بالجهة، خصوصا وأن جهة بني ملال خنيفرة، تزخر بتراث مادي ولامادي تَبْرُزُ أهميته وقيمته في تَنوع المواقع الأَثرية والتُّراثية كالنقوش الصخرية والعمارة الإسلامية، بالإضافة إلى التُّراث المائي المتمثل في الموارد المائية التي تتوفر عليها هذه الجهة.
وشدَّد الأستاذ الإدريسي أن هذا اللقاء يُشكل فرصة للاطلاع على مستجدات البحث الأثري، ولتوجيه بوصلة الاهتمام بهذا البحث، لما له من أهمية كبرى وجوهرية في تاريخ وتراث جهة تادلا سابقا و بني ملال خنيفرة حاليا.
ومن جانبها، رحبت الأستاذة سعاد بلحسين، بالأستاذين المُحمليْن بتجربتهما العلمية في الحقل الأركيولوجي ، وعبّرَت عن سعادتها لتنظيم هذا اللقاء، نظراً لحاجة الباحثين في الجهة لمعرفة ما تكتنزه الأركيولوجيا التي أكدت أنها تتكامل مع التاريخ.
وتحدَّثت الأستاذة بلحسين عن جهة بني ملال خنيفرة التي تتميز بغناها التّاريخي والثقافي ، وموقعها الجغرافي الذي شكَّل نُقطة استراتيجية و حلقة وصل ومعبراً بين مناطق المغرب من شماله وجنوبه وشرقه وغربه.
وذكَّرت الأستاذة بلحسين بالمواقع الأثرية والثَّقافية التي تحتويها جهة بني ملال خنيفرة من مدن تاريخية و قصبات وقلاع كدمنات، وفشتالة، وفزاز، والقصبة الزيدانية وغيرها.
ودَعت الأستاذة بلحسين إلى ضرورة الاهتمام بالبحث التاريخي والأركيولوجي وفق مُقاربة تنموية والتَّأسيس لهذا المشروع بشراكة بين الأكاديميين الباحثين و مختلف المؤسسات العمومية والمؤسسات المنتخبة…
وبعدها، جاءت مداخلة الدكتور محمد بلعتيق أستاذ المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في موضوع “أبحاث حول إمارة بني أبي العافية بالشمال الشرقي للمغرب، مقاربة تاريخية وأركيلوجية”.
وتحدَّث الأستاذ بلعتيق عن البحث الأَثري بإسهاب معتبراً أنه مخلفات الانسان في فترات زمنية متعاقبة، حيث ذكَّر بأنواع الأبحاث الأثرية التي يستوجب على الباحث معرفتها، أبرزها التحريات الجوية للكشف عن المواقع ودراستها بشكل أوضح، والتَّحريات الجيوفيزيائية الكهربائية التي تتمَيَّز بالدقة في البحث . بالإضافة إلى تقنية تقليدية وشائعة وهي التحريات الميدانية.
واستحْضر الأستاذ تاريخ الامارات التي عرفها المغرب بالقرن 10م و11 م ، وتحدَّث عن البحث الأثري في شمال إفريقيا و المغرب خصوصا، مُذكراً بالمنهجية المُعتمدة في هذا البحث، حيث قدم نماذجاً لنتائج البحث من مواقع عديدة بالمغرب كالمدن والقلاع و القصبات مثل جرماط وقصبة اولاد عبد الكريم وقصبة اولاد احمد وكدية القلعة، وقلعة جارة ، ومدينة لكاي.
أما المُتدخل الثاني في هذا اليوم الدراسي العلمي، الدكتور عبد الله فلي أستاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة، فقدَّم مُدَاخلَةً بعنوان “أبحاث جديدة حول الفترة الموحدية”، تحدث فيها عن الفترة المُوَحدية والتي اسغرقت منه 20 سنة من البحث الأثري، حيث دعا إلى ضرورة اهتمام البحث الأثري بالهوامش وبالبحث القروي، مُشدداً على
ضرورة ارتباط المواقع الأثرية بالساكنة المحلية للمحافظة عليها وتفادي تخريبها.
ودعا الأستاذ فلي إلى الاهتمام بتكوين جيل جديد من الباحثين الأثريين الشَّباب وأن يكون مرتبطا بالميدان ومقاربة المصادر التاريخية بطرق جديدة. مُؤكدا على ضرورة التّفكير في إعادة النظر في البحث الأثري في جل الموضوعات بمقاربات جديدة و برؤية شمولية من زوايا متعددة ترتكز بالأسَاس على الثِّقة في النفس لبلوغ النتائج الجديدة.
هذا، وعرف اللقاء مُشاركة الطّلبة والطالبات بمختلف الأسلاك (الإجازة والماستر والدكتوراه)، والذين طرحوا تساؤلاتهم ونقاشاتهم حول مواضيع هذا اللقاء الدراسي الذي وصفوه بالقَيِّم والمُفيد لهم في مسارهم العلمي، شاكرين أساتذة التاريخ بكلية الآداب ببني ملال والأساتذة الضُّيُوف على تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية، خصوصا مُناقشة موضوع البحث الأثري الذي يتعطش له الجميع، والذي من شأنه أن يكشف عن المزيد من خبايا التاريخ والتراث الذي تزخر به جهة بني ملال خنيفرة.