حميد رزقي
مرة أخرى ها هي ساكنة حي جيرولا بدوار بوعزير بجماعة آرفالة بإقليم ازيلال تقضي رمضانها الحادي عشر تقريبا على ايقاع الوعود الزائفة ورنات أساليب التسويف…، ومرة أخرى يتم اختزال “عشرة سنين ” من عمر عائلات في وضعية هشة في خطاطة من الوعود الوردية، وفي طائلة من الخطابات المغلفة بلغة القانون ، حيث يبقى الجديد في واقع متشظي هكذا، هو استمرار معاناة ازيد من 30 أسرة بأطفالها وشيوخها ونسائها نتيجة غياب شبكة الربط الاجتماعي بالكهرباء والماء الشروب.
تفاصيل معاناة هذه الأسر المعوزة تعود الى مطلع الالفية الثالثة، وبالضبط بعد حوالي عقد من الزمن من تاريخ مغادرة شركة جيرولا الايطالية لعدد من الدور السكنية كانت تحت رحمة مستخدميها العاملين حينذاك بمشروع قناة للري، حيث قرر أنداك هؤلاء القرويون من دوار بوعزير على مرأى ومسمع السلطات المحلية الانتقال اليها بعدما اصبحت مهجورة وآيلة للسقوط .
يقول ع. ش وهو رجل خمسيني من دوار بوعزير، لقد “عمّرنا ” هذه الدور السكنية بعدما لاحظنا انها كانت في طريقها الى الاندثار، وبعد موافقة مجموعة من اعيان الدوار ، وباستشارة مع نائب اراضي الجموع، ومن أجل اعادة الحياة الى جدرانها بعد حوالي 15 سنة من الفراغ القاتل ، قمنا بكل ما يلزمها من اعادة بناء وترميم وصباغة ،مما جعلنا نهمل منازلنا الاولى التي كانت في الاصل آيلة للسقوط معتقدين ان السلطات المحلية والمجالس المنتخبة سوف تؤازرنا ، لكن يبدو أن الرياح اتت بما لا تشتهي السفن ،حيث تحولت مطالبنا الى معاناة حقيقية ،بحكم بعض المواقف التي تعارض انتقالنا وبسبب دخول طرف آخر في النزاع بحيث أنه في الوقت التي تقول الجماعة الترابية ان نائب اراضي الجموع قد فوت لها هذه الارض ، يقول صاحب مشروع اخر أن الارض اصبحت في حوزته بموجب وعد بالبيع .
واليوم يضيف المتحدث، وبالنظر الى هذه المدة الزمنية التي قضيناها بهذه المنازل التي تتواجد على اراض سلالية ، وبحكم الوضع التي اصبحت عليه بيوتنا الاصلية ، نتساءل عن طبيعة القوانين الوضعية التي من شأنها منعنا من العيش الكريم الذي لا يتحقق دون بعض الاساسيات التي منها الماء والكهرباء، كما اننا نلتمس ، يضيف ذات الخمسيني، من الجهات المسؤولة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتنا الناتجة عن غياب هاتين العنصرين والكف بالمقابل على زرع بدور اليأس والتذمر في صفوف ابنائنا بسبب اجترار نفس الوعود الكاذبة واساليب التسويف والمماطلة.
والى هذا، أعرب مجموعة من الشبان عن تذمرهم من هذا العيش المضنى ، وقالوا على أنه بالرغم من عشرات المراسلات واللقاءات والاجتماعات سواء مع المعنيين المحليين بهذا المطلب أو مع المسؤولين الاقليميين بما في ذلك عمال الاقليم ، فإن الوضع لازال على ما هو عليه بدعوى ان القاطنين بهذه الدور قد احتلوا ارضا في ملك الغير او بمبرر انهم لا يتوفرون على ملكية .
والحديث عن الملكية في نظر هذه الاسر المتضررة يعتبر تقصيرا في تدبير هذا الملف الذي عمر طويلا ،وشكل عبر سنوات خلت ورقة مربحة لتجار الوعود الانتخابية ، و يبقى حسب هذا الاعتقاد مجرد اداة لاجترار نفس الجواب لسنوات أخرى، مادامت اغلبية اراضي الجماعة هي أصلا تابعة لذوي الحقوق ويسري عليها ما يسري على حي جيرولا.
وبعيدا عن لغة الخشب ورمي المسؤوليات ، يقول سكان حي جيرولا ، إننا نلتمس من رئيس الجماعة الترابية آرفالة الدخول على الخط ، وتمتيعنا بحقنا في هذين العنصرين الحيويين ، و ترك المسطرة القانونية تأخذ مجراها الحقيقي ، وقد أكدوا على أنه مهما كان الحكم جائرا لن يبلغ هذا الواقع المؤلم ، حيث لازال الاطفال يدرسون على الشموع مثلما لازال الشيوخ في عز هذا الشهر الأبرك يتجرعون مياه ساخنة قد لا تصلح الا للوضوء.
.