محمد كسوة
صامت ساكنة أولاد سي بلغيث التابعة لجماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح أول أيام شهر رمضان المعظم لعام 1438 هجرية في معتصمها المفتوح أمام مشروع تربية الديك الرومي للمطالبة برفع الضرر المتمثل في الرائحة الكريهة المنبعثة من المشروع والأمراض الجلدية والتنفسية إلى جانب تلويث البيئة.
ويصادف اليوم السبت 27 ماي 2017 أول أيام شهر رمضان ، و هو كذلك اليوم 69 من الاعتصام المفتوح للساكنة أمام المشروع السالف الذكر ، هذه المدة الطويلة بليلها ونهارها ، بردها وحرها ، تفترش الأرض وتلتحف السماء ، لم ينل من عزيمة الساكنة شيئا ، بل هم مصممون و عازمون على مواصلة النضال إلى حين رحيل المشروع .
الساكنة استقبلت شهر رمضان بالمعتصم ، تمارس جميع طقوسه الدينية بالمعتصم ، تفطر بالمعتصم ، وتصلي التراويح بالمعتصم ، وتتناول سحورها بالمعتصم ، وتبيت بالمعتصم ، ومستعدة للاحتفال بعيد الفطر وكذا عيد الأضحى بالمعتصم ، إذا لم يلبي من يعنيهم الأمر طلبهم وهو العيش في بيئة سليمة.
وأوضح المصطفى الشاكي ، خلال الوقفة الاحتجاجية أمام مشروع تربية الديك الرومي أن هذا الاعتصام المفتوح الذي دشنته الساكنة منذ 20 مارس 2017 ، يأتي بعد استنفادها لكل الإجراءات القانونية وتوجيه الشكايات للجهات المعنية والقيام بوقفات احتجاجية متفرقة ، حيث قدمت 17 شكاية لمختلف المصالح سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الجهوي أو الوطني ، ونفذت 17 وقفة احتجاجية منها : وقفة أمام البرلمان ، وزارة البيئة والماء ، قمة المناخ بمراكش وأمام سفارة المغرب بالعاصمة الإسبانية مدريد ، لكن كل هذه المحطات النضالية والمراسلات لم تكلف المسؤولين حتى عناء الجواب عنها ، مما اضطر الساكنة إلى اللجوء إلى الاعتصام المفتوح أمام المشروع السالف الذكر.
وأضاف الشاكي أن ساكنة أولاد سي بلغيث برجالها ونسائها ، شبابها وأطفالها ، كبارها وصغارها ، متضامنون متحدون ، يد واحدة ، لسان واحد ، كلمة واحدة ، عاهدوا الله على النضال حتى الاستجابة لمطلبهم ورحيل المشروع ، وأنهم غير مستعدون للتراجع أو التنازل ، فرغم معاناتهم مع الاعتصام المفتوح ، بالليل والنهار ، تحت الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة ، ورغم البرد أحيانا والحرارة أخرى ، فكلهم صمود و إصرار وقوة عزيمة حتى نيل حقهم المشروع ألا وهو ( العيش في بيئة سليمة ونظيفة ) ، ورفع ضرر الرائحة الكريهة والأمراض الجلدية عنهم .
وأكد الشاكي ، أن ساكنة أولاد سي بلغيث لا تطالب بتوظيف أبنائها ولا بالبنية التحتية التي تعرف خصاصا ونقصا حادا بدوار أولاد سي بلغيث وهي حق من حقوقها ، ولكن مطلبها واحد وهو رحيل المشروع للعيش في بيئة سليمة ورفع ضرر الروائح الكريهة والأمراض الجلدية والحساسية عنهم .
وأشار الشاكي ، إلى أن الساكنة فقدوا الثقة والأمل في كل المسؤولين ، وأملهم الوحيد بعد الله تعالى في جلالة الملك محمد السادس ، حيث يلتمسون من جلالته التدخل لرفع الضرر عنهم ومعاقبة من كان وراء محنة ساكنة أولاد سي بلغيث التي كانت تنعم بحياة هادئة آمنة مطمئنة ، لا يعكر صفوها شيء ، إلى أن ابتلوا بهذا المشروع سيء الذكر الذي لم يجلب لهم غير الشقاء والمرض.
وتساءل الشاكي ، كيف لمسؤولينا أن يوافقوا على بناء مشروع كهذا بالقرب من الساكنة ، وعلى أرض فلاحية مساحتها تناهز 12 هكتارات ، كانت تعتبر مصدر عيش للكثير من ساكنة الدوار ، في الوقت الذي توجد فيه الكثير من الأراضي البورية الغير الصالحة للزراعة ، والبعيدة عن التجمعات السكنية بإقليم الفقيه بن صالح التي يمكنها أن تستوعب مثل هذه المشاريع دون ( صداع الراس ).
واستنكر الشاكي صمت المسؤولين الإقليميين والجهويين ، وعدم تجاوبهم مع اعتصام الساكنة الذي دخل يومه الستون ( 69 يوما ) ، وتركهم وحيدين أمام مشروع تربية الديك الرومي يواجهون مصيرهم المحتوم لوحدهم فلا قائد المنطقة ولا رجال الدرك الملكي ولا حتى أعوان السلطة تحمي المعتصم الذي يضم المئات من الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات.
وشكر الشاكي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سوق السبت وكذا بعض المراسلين و المواقع الالكترونية على دعمها اللامشروط مع مطالبهم العادلة .