وكالات
يبدو أن أسعار الذهب الأسود فقدت توازنها مجددًا، لتواصل السقوط الحُر الذي بدأته الأسبوع الماضي، وسط تصاعد مؤشرات القلق من أزمة اقتصادية عالمية تلوح في الأفق، بعد احتدام الصراع التجاري بين العملاقين: الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ففي الساعات الأولى من صباح الاثنين، نزلت أسعار النفط بأكثر من 3 بالمئة، حيث هبطت العقود الآجلة لخام برنت بـ2.28 دولار، أي بنسبة 3.5 بالمئة، لتستقر عند 63.30 دولارًا للبرميل، أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، فقد فقد بدوره 2.20 دولار أو ما يعادل 3.6 بالمئة، ليستقر عند 59.79 دولارًا.
والأخطر من ذلك أن الأسبوع الماضي وحده شهد انهيارًا غير مسبوق، حيث سجل خام برنت تراجعًا بنسبة 10.9%، في حين خسر خام غرب تكساس 10.6% من قيمته، في مشهد يعكس قلق الأسواق من مستقبل قاتم للاقتصاد العالمي.
وفي هذا السياق، صرح ساتورو يوشيدا، محلل السلع الأولية لدى راكوتين للأوراق المالية، قائلاً: “الدافع الرئيسي لهذا الانخفاض هو القلق من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى إضعاف الاقتصاد العالمي”، مضيفًا أن التوترات التجارية المتصاعدة باتت تهدد بانكماش اقتصادي قد يخنق الطلب العالمي على الطاقة.
مراقبون يتوقعون أن تتواصل دوامة الانخفاض إذا لم تهدأ حرب الرسوم الجمركية، خاصة في ظل ضعف مؤشرات النمو في كل من أوروبا وآسيا، ما ينذر بموجة تقشف طاقي عالمي قد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الأزمات السابقة.
ويترقّب المغاربة، كعادتهم، أن تنعكس هذه التراجعات التي تعرفها أسعار النفط في السوق العالمية على أسعار المحروقات بالمحطات داخل المملكة، خاصة في ظل معاناة شريحة واسعة من المواطنين من وطأة الغلاء وارتفاع تكاليف التنقل.
غير أن التجارب السابقة جعلت ثقة المستهلك المغربي مهزوزة، بالنظر إلى التأخر أو ضعف التفاعل مع تقلبات الأسواق الدولية، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى التزام الفاعلين في قطاع المحروقات بمبدأ ربط الأسعار المحلية بنظيرتها