محسن خيير
رغم مرور قرابة عشر سنوات على إنجاز محطة تصفية مياه الصرف الصحي بجماعة أولاد أكواوش التابعة لدائرة أبي الجعد بإقليم خريبكة، لا تزال هذه المنشأة الحيوية متوقفة عن العمل، ما يثير تساؤلات وانتقادات متزايدة من طرف الساكنة والمجتمع المدني.
المشروع، الذي اعتُبر حينها نموذجياً وفريداً من نوعه بالمنطقة، شمل إنشاء محطة للتصفية وشبكة لتطهير السائل، بهدف معالجة مياه الصرف القادمة من المنازل والمرافق العمومية وشبه العمومية مثل المدارس والمقاهي ودار الشباب والمطحنة المحلية. غير أن غياب الربط الكهربائي عن المحطة حوّل هذا الإنجاز إلى مشروع معلق لا يخدم الغرض الذي أنشئ من أجله، بل أصبح عبئاً بيئياً يهدد صحة السكان ويدفع ثمنه المواطن البسيط.
جمعية “النور للمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة” كانت من بين الأصوات التي بادرت إلى دق ناقوس الخطر، وراسلت مختلف الجهات المعنية مطالبةً بالتدخل العاجل لتشغيل المحطة وتفعيل الشبكة. وتساءلت الجمعية عن جدوى صرف ميزانية ضخمة على مشروع لا يؤدي أي خدمة فعلية للساكنة، بل يُبقي مياه الصرف راكدة في القنوات، مما يساهم في تلوث المياه الجوفية وتكاثر الحشرات، ويهدد السلامة الصحية للساكنة، خاصة الأطفال.
كما حذّرت الجمعية من انعكاسات هذا الوضع على المشاريع المستقبلية بالمنطقة، خصوصاً مع الحديث عن إنشاء مجزرة عصرية للحوم الحمراء، حيث تُعد البنية التحتية شرطاً أساسياً لإنجاح مثل هذه المبادرات التنموية.
في ظل هذا الواقع، يبقى مطلب ربط محطة التصفية بالكهرباء وتشغيلها مطلباً أساسياً لا يحتمل المزيد من التأجيل، في انتظار تفاعل حقيقي من الجهات الوصية وعلى رأسها عامل خريبكة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحقيق تنمية مستدامة تحفظ كرامة المواطن وتحترم حقه في بيئة سليمة وبنية تحتية متكاملة.