رجاء بني ملال… أيها المتـصارعون تذكروا: الكراسي لا تدوم لكن المجد يُكتب لمن صنع الفرق والرجاء لن يُبعث من جديد إلا حين يصبح الولاء للفريق لا للذات وحين نعيد للكرة قدسيتها وللجمهور إحترامه وللتاريخ إعتباره

هيئة التحرير24 أبريل 2025
رجاء بني ملال… أيها المتـصارعون تذكروا: الكراسي لا تدوم لكن المجد يُكتب لمن صنع الفرق والرجاء لن يُبعث من جديد إلا حين يصبح الولاء للفريق لا للذات وحين نعيد للكرة قدسيتها وللجمهور إحترامه وللتاريخ إعتباره
رضوان عريف

 

في حضرة التاريخ، يحنّ القلب لرجاء بني ملال، ذاك النادي العريق الذي لطالما صدح إسمه بين جدران الملاعب وكتب أمجاده بحبر العرق والـدمـوع. لا هو مجرد فريق، ولا هي مجرد قمصان تتبدل بتعاقب الفصول. رجاء بني ملال هو روح مدينة، وذاكرة شعب، وأمل لا يمـوت مهما إشتدت عليه العواصف.

لكن، يا للأسف! النادي الذي صال وجال، وأبكى خصومه قبل أن يُبكي عشاقه، صار اليوم مسرحًا لصراعـات لا تشبه كرة القدم في شيء. صـراعـات تافـهة على من يعتلي الكرسي، ومن يُمسك بالخيوط، ومن يصنع “الإسم”، بينما الفريق يُسـحق تحت وطأة الإهمال، وتُدفن هيبته في رمال الأنانية والركود.

منذ متى كانت صناعة المجد تمر عبر الإجتماعات المغلقة والكواليس المظلمة؟ ومنذ متى كانت الأسماء تُخلّد في صفحات التاريخ بالصراخ والمزايدات؟ إن المجد لا يُوهب، بل يُنتزع في ملاعب العرق والإلتزام. لا يكتب التاريخ أسماء من تسابقوا على المناصب، بل يخلد أولئك الذين جعلوا من مواقعهم جسورًا للنجاح، لا مقابر للطموح.

رجاء بني ملال اليوم تائه، لا لضعفٍ في اللاعبين، بل لتخبطٍ في المسيرين. نادي بحجم الحلم، بات رهينة لعقليات صغيرة تبحث عن الوهج الشخصي وتنسى أن أعظم الأضواء لا تُشعل إلا من وهج الألقاب. لو كان لكل متصـارع على الكرسي ذرة حب حقيقي للنادي، لركنوا خلافاتهم جانبًا، وتوحدوا خلف هدف واحد: عودة الرجاء إلى مكانه الطبيعي، شامخًا لا يطلب المجد بل يصنعه.

أيها المتـصارعون، تذكروا: الكراسي لا تدوم، لكن المجد يُكتب لمن صنع الفرق. والرجاء، لن يُبعث من جديد إلا حين يصبح الولاء للفريق لا للذات، وحين نعيد للكرة قدسيتها، وللجمهور إحترامه، وللتاريخ إعتباره.

وربما، فقط ربما، حينها… يعود صوت رجاء بني ملال ليهز المدرجات، لا بأصوات الشكوى، بل بأهازيج الإنتصار…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة