عبد العزيز المولوع
تعاني ساكنة جماعة بني عياط من انعدام دار الولادة بالمركز الصحي المتواجد بمركزها ، وتجدر الإشارة إلى أن دواوير الجماعة المذكورة تبعد عن أقرب دار للولادة والمتواجدة بالمركز الصحي بافورار بحوالي 5 كلمترات ومنها ما يضاعف المسافة وعن مدينة بني ملال حيث المستشفى الجهوي لبني ملال 25 كلمتر ، ومما يزيد من حدة المشكل أن أغلب الحالات الواردة من هذه االجماعة على مركز الولادة بافورار يتم إرسالها إلى المستشفى الجهوي مما يجعل العديد من الحالات تعاني الأمرين قبل الذي يعيش هو الأخر فوضى حقيقية بحيث أن عدد الأسرة لايوافق عدد الوافدات عليه لوضع المواليد بحكم استقباله لافواج من الحالات ومن مختلف مناطق الجهة،فقبل أن يفرح أي أب لابد له أن يعيش ليلة من البحث المضني عن المكان المناسب لوضع الجنين ومع هذا الوضع تحمل الأسر تبعات مادية إضافية هم في غنا عنها.
“راه العيالات ملي تيبغوا يولدوا تيمشو حتى لسبيطار ديال بني ملال ولا تيموتوا في الطريق .. هذا عار هذا عار” … بهذه العبارات المؤلمة وبلغة دارجة صادقة عبرت سيدة في عقدها الخامس تنحدر عن معاناة النساء الحوامل بجماعة بني عياط اقليم ازيلال ، نظرا لغياب دار للولادة مما يحتم عليهن الذهاب صوب المستشفى الجهوي لبني ملال وفي احسن الاحوال للمركز الصحي بافورار، وما يعنيه ذلك من مغامرة محفوفة بالمخاطر بالإضافة إلى التكاليف المادية.
جريدة “تاكسي نيوز ” زارت المستوصف المحلي، حيث صادفنا ذلك الصباح سيدة على وشك الوضع من احد الدواوير الجبلية فقالت للجريدة وقد ارتسمت على وجهها علامات البؤس والألم: “في شهري الثامن أعيش يوميا كابوسا من الخوف والقلق وأطلب من الله أن أضع مولودي في أحسن الظروف”، وتابعت قائلة: “مؤخرا وضعت سيدة مولودها على جنبات الطريق الرابطة بين بني عياط وبني ملال ونجت من الموت بأعجوبة”، قبل أن تتم كلامها مضيفة: “نطالب من المسؤولين بناء دار للولادة خاصة وأن الجماعة تجاوز عدد سكانها عشرون ألف نسمة”.
وحسب ساكنة المنطقة فإنه وفي وقت سابق راجت في الكواليس أخبار بإمكانية فتح دار للولادة بالمركز الصحي لبني عياط إلا أن أيادي خفية أجهضت المشروع ولم ير النور بعد وليس بغريب مايحدث بهذه البلاد التي فضل القائمون على تدبير شؤونها المحلية تحويل بناية كانت احدثت كنادي نسوي منذ سنوات قبل ان تتناوب مصالح السلطة المحلية والدرك الملكي على استغلاله كمقر ، لكن مؤخرا وبعد تسليم مفاتيحه تفاجأ الرأي العام المحلي بتحويله بعد اصلاحه من طرف المجلس الجماعي الى دار للضيافة، ليس من العيب ولكن العيب ان تشيد بنايات تكميلية امام هول الحاجيات الاولية فكان من الاجدر تحويل البناية الى دار للامومة اسوة بعدد من الجماعات القروية باقليم ازيلال انجزت بعدما تعذر احداث دار الولادة ان والتي تبقى مبادرات حميدة وناجحة ولما لا تحويل هذه البناية الى دار للولادة كمطلب اجتماعي ملح خصوصا بعدما اصبحت بني عياط دائرة صحية ومن شان احداثها إعفاء العديد من الأسر من التبعات المادية كالتنقل إلى المدن المجاورة وما يترتب عن ذلك من مصاريف اضافية واشكالية قانونية تحول دون تسجيل المواليد الجدد بسجلات الجماعة الترابية لبني عياط ما دام القانون يجبر تسجيل المولودالجديد بمكان ازدياده .