أجرى الحوار : عبد العزيز المولوع
تفعيلا لركن ضيف تاكسي نيوز الذي سنستضيف خلاله شخصيات مختلفة ، وفي سياق تعريف الرأي العام بمختلف المؤسسات الموكول إليها تدبير الشأن العام ،وتقريب المواطن باقليم بني ملال من هذه المؤسسات وطريقة اشتغالها، وتسليط الضوء على أهم التصورات التنموية التي يتبناها الفاعلون السياسيون داخلها. وتجلية لواقع ما يجري من تحولات على صعيد السياسة التنموية في اقليم بني ملال ، ارتأينا في جريدة ” تاكسي نيوز ” أن نجري هذا الحوار مع رئيس المجلس الاقليمي ” محمد حلحال ” للإجابة الدقيقة عن كثير من الأسئلة التي يطرحها المواطن بخصوص ما أنجز من هذه المشاريع، وكذا الآفاق التنموية المنتظر ارتيادها في مسار التجربة التمثيلية الجديدة.
وأجرت “تاكسي نيوز” هذا الحوار الذي حاولنا من خلاله طرح أهم الأسئلة لعلنا نكون قد وفقنا في اختيار أهمها وأشدها إلحاحا وراهنية لدى ساكنة الاقليم .
بداية نشكركم على قبول الدعوة، ونود منكم تعريف المواطن بإقليم بني ملال برئيس المجلس الإقليمي
محمد حلحال من مواليد مدينة دمنات سنة 1955 انخرطت في سلك التعليم سنة 1976 كأستاذ ثم كمفتش للتعليم سنة 1990 اشتغلت باقليم ازيلال ثم بني ملال واخيرا عمالة الفقيه بن صالح . علاقتي بالعمل الجمعوي كانت وطيدة منذ سنة 1998 كنت ايضا فاعلا سياسيا منذ سنة 1977 وحاليا اتقلد هذا المنصب كرئيس المجلس الاقليمي لبني ملال بحزب الاصالة والمعاصرة واناضل في صفوفه منذ سنة 2014.
الآن وبعد مرور قرابة سنتين على انتخابكم على رأس المجلس الإقليمي،ماهي أهم محاور برنامج تنمية الإقليم خلال ولايتكم؟
أولا أود أن أشكر “تاكسي نيوز” على إتاحتها هذه الفرصة لتسليط الضوء على المجلس الاقليمي لبني ملال، ثانيا لابد لي من هذه المقدمة التعريفية بالإقليم، يتميزاقليم بني ملال الذي تبلغ مساحته الاجمالية 45280كلمتر مربع بموقعه الإستراتيجي وتنوعه الجغرافي حيث تؤثته طبيعة متنوعة و خلابة بجباله وأوديته وغطائه النباتي المتنوع و المتميز بأشجاره المثمرة المتنوعة،وكذا تميزه بالقطاع الفلاحي اضافة الى الصناعة التقليدية ، هذا بالاضافة الى طاقات مائية مهمة تجعله مزودا أساسيا للاقليم وبعض الاقاليم المجاورة,و باعتباره عاصمة الجهة التي تتميز بمؤهلات سياحية تنضاف لما يتوفر عليه الاقليم مما يجعله محطة سياحية بامتياز لعشاق السياحة خصوصا الجبلية ،كما يبلغ الناتج الداخلي الخام مبلغ 59 مليار درهم فيما يبلغ معدل النشاط بهذا الاقليم نسبة 45 بالمائة ، ويتميز الاقليم بدينامية شبابية مهمة تتجلى في الانشطة التي تقام بالاقليم بشكل منتظم من قوافل طبية واجتماعية للرفع من المستوى الصحي والاجتماعي بجميع الجماعات التابعة للاقلبم ومحاربة ظاهرة الهدر المدرسي والامية وخلق فرص الشغل من خلال تشجيع الاستثمار وتعزيز البنية التحتية…كل هذه المؤهلات الطبيعية والبشرية ستمكن,في حال استغلت جيدا, من خلق دينامية اقتصادية واجتماعية من شانها تحسين وضعية الساكنة.
وارتباطا بسؤالكم ،ففي اطار المخطط الاقليمي للتنمية الذي تم وضعه في بداية الولاية ومن خلال التشخيص التشاركي والجولات التي قمنا بها بكل الجماعات داخل إقليم بني ملال تمكنا من وضع تصور شامل للمشاريع ذات الأولوية وذلك من خلال اشراك فعلي للمنتخبين والساكنة والمجتمع المدني في وضع الخطوط العريضة لهذا المخطط التنموي الشامل وتبني رؤية واضحة لما يجب العمل عليه مستقبلا .هذا المخطط الذي أصبح يحمل اسم برنامج عمل الاقليم يتضمن المحاور الإستراتيجية التالية:
المحور الأول:تحسين البنيات التحتية خاصة الطرق:
يبلغ الغلاف المالي المخصص لمشاريع البنية التحتية 85.006242.92 كدعم من طرف المكتب الشريف للفوسفاط منها ما ثم انجازه مؤخرا و منها ما هو في طور الانجاز 15 مشروعا بتكلفة تناهز 32.206.243.48 درهم موزعة بين تهيئة الطرق و انجاز المنشات الفنية بمختلف مناطق اقليم بني ملال
ثانيا : تحسين الولوج الى الخدمات الاجتماعية :
من خلال المساهمة في انجاز مشاريع مهمة في المجال الاجتماعي سواء في اطار محاربة الهدر المدرسي او تسهيل الولوج للخدمات الصحية من خلال اقتناء وسائل نقل التلاميذ او سيارات لاسعاف المرضى اضافة الى سيارات لنقل الرياضيين الى جانب شاحنات مزودة بالصهاريج لتزويد ساكنة بعض المناطق الجبلية بالماء الصالح للشرب كما عمل المجلس الاقليمي على بناء وتهيئة عدد من المرافق ذات الطابع الاجتماعي وبلغ الغلاف المالي المخصص لهذا الجانب المهم 14.250.000.00 درهم وغالبية هذه المشاريع انجزت في اطار شراكات سواء مع الجماعات الترابية او جمعيات المجتمع المدني .
ثالثا : تشجيع الاستثمار :
حظي اقليم بني ملال باعتباره عاصمة الجهة بعدة مشاريع مهيكلة ويبقى اهمها قطب الصناعة الغذائية الذي ثم انشاؤه بمنطقة اولاد امبارك على مساحة 208 هكتار بمبلغ استثماري ناهز 4000 مليون درهم سيوفر 9000 منصب شغب قارة وبلغت نسبة تقدم الاشغال لحد الساعة 90 بالمائة ، الى جانب ذلك يتوفر الاقليم على مشروع الانشطة الاقتصادية بمدينة قصبة تادلة على مساحة 10 هكتارات وحاليا يتم القيام باجراءات مستعجلة لتثمين المنطقة .
وباعتبار الاقليم يتوفر على مواقع سياحية وجدابة -الصورة- كعين اسردون وممرات تاكزيرت ومنتجع عين تاغبالوت ومخازن اوجكال ومناطق لرياضة القفز بالمظلات وموقع تاعدلونت فيمكن استثمارها لخلق مشاريع سياحية خصوصا بعد تاهيل وتهيئة عدد منها ، الى جانب ذلك فقد حظي ايضا اقليم بني ملال في اطار مخطط المغرب الاخضر بمشاريع مهمة في مجال الفلاحة الراسمالية والصناعة الغذائية كالمشروعين الفلاحيين univers genisse و domaine agricoles بقيمة 446 مليون درهم الى جانب مشاريع فلاحية تضامنية بقينة 181 مليون درهم ومشاريع للتجميع والتثمين بقيمة 330 مليون درهم بالقصيبة ومحطة خضراء بسد الشهيد احمد الحنصالي بقيمة 120 مليون درهم .
ولتنمية الاستثمار فان هناك عدد من المقترحات المهمة منها توسيع المنطقة الصناعية ببني ملال وإنشاء مناطق للأنشطة الاقتصادية ببعض الجماعات وتخصيص وعاء عقاري لها بمخططات التهيئة وتوفير احتياط عقاري وتخصيصه لاستقبال المستثمرين وخاصة المشاريع الكبرى وتوفير التشجيعات اللازمة لخلق مراكز كبرى للتسوق وخلق اقطاب ثقافية وفنية وقطب للبنيات التحتية الطبية وجامعة دولية خاصة ومناطق صناعية كبرى ومنطقة للطاقات المتجددة ومناطق لاقامة مشاريع سياحية تتماشى وخصوصيات الاقليم وحدائق للتسلية .
س:هل أنتم راضون على أداء المجلس الاقليمي خلال هذه المدة؟
جواب: نعم نظرا للحركة الدؤوبة لمختلف مكونات المجلس وسياسة طرق الأبواب تجعل أداءنا متواضعا أمام محدودية إمكانيات المجلس الاقليمي وقلة موارده، لكن بالنظر إلى طموحات المواطن الكثيرة فواقع الحال يقتضي منا بذل مجهودات جبارة ونحن بصدد تتبع جميع الإجراءات من أجل الإسراع في تنفيذ البرامج التنموية الطموحة للمجلس الإقليمي.
ما هي أهم المعيقات التي تواجه المجلس الإقليمي في تنزيل رؤيته التنموية في الإقليم؟
جواب: هي اكراهات عديدة نظرا لشساعة الاقليم وتباين تضاريسه بين الجبل والسهل ،لكن نقول أنه تعزز بمجموعة من المنجزات التنموية بفعل تظافر جهود هامة لعدة أطراف وجهات للدفع بعجلة التنمية بإقليم بني ملال ، إلا أن الإنتظارات تبقى مع ذلك كبيرة، وباستحضار المخطط التنموي الاقليمي فانه طموح نحو تأهيل أمثل للإقليم من مختلف النواحي، وأستحضر هنا جملة إكراهات، من بين أخرى، ما زالت تواجه فاعل التنمية بالإقليم، وفيها ما يتعلق بالأساس بالبنية التحتية والتجهيزات الأساسية ذلك أنه ما زالت لدينا بعض النقط السوداء خاصة بالجماعات المحلية القروية بمناطق الجبل تعاني من ضعف الربط الطرقي.
وفي الميدان الإجتماعي تتميز فئات عريضة من ساكنة الإقليم بكونها هشة اجتماعيا، وهذا يحيلنا على إكراه آخر وهو ضعف التنشيط الإقتصادي الذي يعد بالفعل حلقة ضعيفة في التنمية المجالية بالإقليم، ولهذا الإكراه الإقتصادي تأثيرات واسعة وسلبية أهمها استفحال إشكالية البطالة بالإقليم خاصة بطالة الشباب الذي يضطرمعظمهم للهجرة بعدما يصطدم بانعدام فرص الشغل لذا فاهتمامنا كبير لتشجيع الاستثمار من اجل التنشيط الاقتصادي .
وفي الميدان الصحي ما زلنا نسجل خصاصا مهولا في خدمات الصحة والتطبيب سواء على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات أو على مستوى الموارد البشرية. ولعل تجاوز مختلف هذه الإكراهات يستلزم بذل مزيد من المجهودات من قبل مختلف الأطراف الفاعلة في التنمية بالإقليم كالمؤسسات الحكومية والمنتخبين والمجتمع المدني وفق مقاربة تشاركية مجالية تحكمها أسس الحكامة الجيدة.
ولا انسى في الاخير اشكالية الوعاء العقاري الذي يقف اكراها حقيقيا في انجاز مجموعة من المشاريع ، لذا ومن هذا المنبر اناشد الجميع من اجل التعاون لتوفير الوعاء العقاري لان المشاريع القادمة كبيرة ومهمة .
صادفت ولايتكم إرساء الجهوية المتقدمة ،ماهو التصور الذي يتبناه المجلس الإقليمي لتنزيل الجهوية كمكون من مكوناتها؟
التصور الذي يتبناه المجلس الإقليمي لتنزيل الجهوية المتقدمة كما أرادها صاحب الجلالة محمد السادس فانا جد سعيد ومعتز بتحملي مسؤولية رئاسة المجلس الاقليمي لبني ملال, وهاته المسؤولية اعتبرها امانة على عاتقي لكي اكون جادا في عملي, و ذلك لتحقيق اكثر المكتسبات رفقة كل مكونات المجلس الاقليمي لبني ملال. ولكل منتخبيه نتمنى من الله ان يحقق ما نتمناه للساكنة فنحن مجندين لخدمة هذا الاقليم والمساهمة بآرائنا لخدمة الجهة التي ننتمي اليها ولنا كذلك وعي بالعمل التشاركي.
اما فيما يتعلق بجوابي عن مستقبل تنمية اقليم بني ملال في ظل الجهوية المتقدمة كباقي الاقاليم التي تنتمي لجهتنا اي جهة بني ملال – خنيفرة , اقول لك لنا طموح وطموح بعقلنة برامجه, وانا اتكلم باسم المجلس الاقليمي الذي احظى برئاسته , ويشاطرني فيه اعضاء المجلس.
اننا قررنا في البرمجة ان يكون في منهجية عملنا تحقيق اولويات التسيير اي حاجيات التسيير والشق المتعلق بالاتفاقيات, و ما يخص الاستثمارات ونحن واعون بأهمية العمل ضمن الرؤية الناجحة في الانخراط في مشاريع التنمية المهيكلة والهامة .
وهذه هي امنيتنا و الله المعين وفي الاخير نوجه عبر منبركم تشكراتنا لعامل اقليم بني ملال ووالي الجهة محمد دردوري الذي ما فتئ يقدم كل الدعم واعضاء المجلس الاقليمي الى جانب اعضاء مجلس جهة بني ملال خنيفرة وكل المتدخلين والداعمين من اجل تحقيق التنمية المتوخاة باقليم بني ملال خاصة والجهة عموما .
س:هل هناك مبادرات ستقومون بها لدعم النسيج الجمعوي بالاقليم،ونحن نعرف ان جمعيات المجتمع المدني تساهم بشكل كبير في جل المجالات المتعلقة بالتنمية؟
جواب: نعم هناك مبادرات لتشجيع النسيج الجمعوي، وخير دليل على ذلك كل دورة في المجلس الاقليمي نقوم بتوقيع اتفاقيات بين المجلس الاقليمي والجماعات والمجلس الاقليمي والجمعيات، بالاضافة الى الدعم الذي يوفره المجلس الاقليمي لاعداد مشاريع جمعوية اجتماعية تتماشى والتوجهات التنموية لاقليمينا وجهتنا .
المجلس الاقليمي يساهم في المشاريع المدرة للدخل الى جانب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عن طريق اتفاقيات شراكة سواء مع الجماعات الترابية او الجمعيات.
س:ما هي القيمة المضافة التي تعتقدون أنكم ستقدمونها للاقليم ؟
جواب: تنمية إقليم بني ملال بصفة عامة،و الملفات العالقة سنطرحها مع السيد العامل على الجهات المختصة ، كتصميم التهيئة لمراكز الجماعات ،و الاستثمار و مهمتنا هي مساعدة الجميع و خدمة ساكنة الاقليم .
س: هل لديكم رسائل معينة ترغبون في إرسالها إلى جهات معينة ؟
جواب: رسالة شكر من رئيس المجلس الاقليمي لبني ملال الى جميع الفاعلين من المجتمع المدني والجمعات المحلية والسلطات المحلية، وعلى رأسها السيد عامل اقليم بني ملال محمد الدردوري الذي يسهر دائما على تنمية الاقليم في شتى المجالات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.
كلمتكم الأخيرة :
مايمكن ان اختم به هذا الحوار هو ان المجلس الاقليمي سيعمل جاهدا من اجل تحقيق انتظارات الساكنة ،وبابنا مفتوح في وجه الجميع ، وامامكم من اجل ان تكونوا صلة وصل بيننا وبين المواطنين ونزكي العمل الذي تقومون به ونشجعكم ، خصوصا انكم تقومون بتشخيص وضعية المنطقة واجدد شكري لكم على هذا الحوار القيم وأعدكم أنني رهن الإشارة للإجابة على كل الأسئلة التي تطرحها الساكنة.
تاكسي نيوز تضرب لكم موعدا مع شخصية عمومية أخرى في ركن ضيف تاكسي نيوز.
