عبد العزيز المولوع/ مكناس
افتتحت جمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة يوم أمس الثلاثاء 6 يونيو 2017 بالمركز الثقافي محمد المنوني بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، وعرفت السهرة الأولى من سهرات هذه الدورة تكريم الإعلامي والشاعر المغربي عبد اللطيف بن يحيى، بحضور ثلة من مثقفي وأبناء المدينة وجمهور غفير احتفى باستقبال الصوت الإذاعي المتميز القادم من طنجة وإذاعتها.
سهرة الافتتاح أحياها جوق الموسيقى الأندلسية برئاسة الفنان محمد وارثي بمشاركة الفنان المطرب عبد الله المخطوبي، وتخللتها قراءات لزجالتين مغربيتين من جيلين مختلفين، ويتعلق الأمر بكل من الزجالة نعيمة الحمداوي التي أمتعت الحضور بقصيدة “سواكن الحركة”، تلتها قراءات الزجالة أسماء بنكيران لقصيدتي “الحب باب الله” و”رماد الاحلام”.
لحظة العرفان والتكريم الخاصة بمكرم الدورة، عرفت إلقاء كلمة من قبل الأستاذ محمد رمسيس في حق المكرم على شكل بورتريه، وصفه فيها “بالصوت المتفرد والشاعر الذي يكتب شعره بدقة جراح وشغف محب، وهو ذو لغة شعرية مثمرة شتاء ضد قوانين الطبيعة، فالشعر عنده مساهمة في تحرير الواقع وسفر في اللامتوقع، معروف بكونه مشاكس في أغلب نصوصه مهاجر باستمرار بين العربية الفصحى والدارجة رافض للإقامة الجبرية في اللغة الواحدة”، هكذا صور رمسيس نجم الدورة بكلماته.
بن يحيى الذي حضي بعشرات التكريمات بمختلف المدن المغربية، تارة كإعلامي وأخرى كشاعر، وجد في هذا التكريم “خلال هذا الشهر المبارك وفي هذه المدينة التي تجمعني بها ذكريات شتى، تكريم ذو طعم خاص، ومحطة متفردة في مسيرتي، فهي أولا مدينة ثقافية بامتياز عشت بها فترة من شبابي وكان ذلك في مرحلة عصيبة عاشها المغرب وهي سنوات الرصاص، ودرست بها اللغة العربية في بداياتي، وعشت بها أجواء ثقافية وأحداثا كثيرة رفقة مثقفيها وشعرائها”، يقول المكرم الذي لم يغادر منصة التكريم إلا بعد أن أمتع الجمهور الحاضر بقصيدة حول المجذوب الذي يقتدي به وقصائد أخرى من قصائده مثل “كيرا”.
من جهته، اعتبر مدير المهرجان محمد المدغري، كون هذه الدورة قد بصمت بتكريم الإعلامي والفنان عبد اللطيف بن يحيى، وهو ما يعد شرفا للجمعية بأن يقترن عنوان هذه الدورة بهرم من أهرام الإعلام السمعي والفن الجاد بالمغرب، مبرزا من جهة أخرى أنه “قد تمكنا خلال هذه الدورة من الوصول إلى النضج بفضل البرمجة المتنوعة رغم محدودية الإمكانيات وذلك بإشراك مجموعة من الفرق التراثية والشعبية، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الفرق والزجالين من مختلف المدن المغربية”، حسب تعبيره.
أما المدير الإقليمي لمديرية وزارة الثقافة بمكناس، عبد الرحيم البرطيع، فقد اعتبر أن “مهرجان المجذوب للكلمة والحكمة الذي يحتفي بالكلمة الراقية والموزونة وذات المعنى التي من خلالها نحتفي بأشخاص وفنانين حملين لها ومبدعين فيها، لا يخرج أبدا عن الجو الثقافي العام الذي يطبع العاصمة الإسماعيلية، مؤكدا أن الاحتفاء بالكلمة أيضا احتفاء برموز عصرنا من المبدعين، وهذه السنة اختير الشاعر والإعلامي عبد اللطيف بن يحيى تقديرا لعطائه ومسيرته، كما أن المهرجان خصص حيزا للتراث الشفهي وأيضا الموسيقي عبر برمجة عروض زجلية وأخرى موسيقية بمختلف فضاءات مدينة مكناس”.