عبد العزيز المولوع
وسائل النقل بازيلال ساحة حرب يضطر المواطن لمواجهتها يوميا
في اقليم جبلي بامتياز يتميز بوعورة التضاريس كاقليم ازيلال ، يشد إنتباهك مختلف انواع وسائل النقل الشاحنات المهترئة وسيارات الأجرة الكبيرة من نوع (مرسيدس 240)، وسيارات من نوع 207 الاكثر استعمالا واقبالا من طرف الزبناء وأنواع أخرى لم تعد موجودة إلا عندنا في المغرب العميق والدول شديدة الفقر ، منظر عبثي يجعلك تقف حائرا لوهلة هل أنت حقا في مناطق من مغربنا ؟.
تعد وسائل النقل في المناطق الجبلية بصفة عامة وفي اقليم ازيلال بصفة خاصة، ساحة حرب يضطر المواطنون لمواجتها كل يوم، ففي أول الطريق الذي سيحملها إلى عالم تحقيق الذات والمشاركة في بناء المجتمع، ستصطدم بأكبر عائق وأعنفه على الإطلاق، كابوس مزعج وثقيل سيفرمل سير القاطرة، ويجعلنا نتساءل عن مدى جدية الخطابات الرسمية، فالنقل حول اقليم ازيلال إلى جحيم لا يطاق، وأصبح ايجاد المواطن لمكان له فوق سيارة او شاحنة مهترئة إنجاز خارق.
بهذه المناطق ليست هناك وسائل نقل من النوع الذي ألِفناه في المُدن أو المناطق شبه الحضرية، هنا فقط تستعمل الشاحنات وحافلات صغيرة أو ما يطلقون عليه «الطرونزيت» يتكدس فيها الأدميون كما يتكدس السردين في علبه، ويختلط الإنسان بالحيوان، المهم أن يصلوا إلى مبتغاهم ويتنقلوا بين دورهم والأسواق أو المناطق التي تضم بعض الإدارات لقضاء مآربهم..
سكان المناطق الجبلية يمتطون أي شيء يقدلا على التحرك
تقول “ح” استاذة باعالي جبال انركي : “وسائل النقل بالمنطقة عبارة عن شاحنات وطاكسيات و سيارات النقل المزدوج و أي شيء يقدر على التحرك والحمل يمتطيه السكان. ومن يرغب في التوجه الى ازيلال عليه الانتظار منذ 5 صباحا و اذا أراد العودة لأنركي ينتظر حتى الرابعة مساء أو إلى غاية اليوم الموالي على العموم التنقل بمواعيد محددة لاي منطقة خارج انركي ، فكلما اقتربت العطلة على البداية او الانتهاء الا وحل مشكل التنقل في ذهني كما هو الشان لباقي زملائي الذين يجبرون على التقاسم نصيب ضئيل من المعاناة اليومية لساكنة هذه المناطق الجبلية التي لازالت تستعمل كل وسائل النقل حتى الدواب حاضرة في المنظومة كما هو الشان لدواوير باطلي وكوثر وايت عبدي وتيمقيت … “.
ﺗﺤﻮﻝ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺩﻭﺍﻭﻳﺮ مختلف جماعات اقليم ازيلال ، ﻧﻈﺮﺍ لقلة وسائل النقل ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻭﻳﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ ﺍلمراكز الجماعية والاسواق الاسبوعية، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺗﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ بمافي ذلك سيارات نقل البضائع ” بيكويات ” او شاحنات الرمال ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺪﻭﺍﻭﻳﺮ جماعات واويزغت وجماعة تباروشت ، جماعة ايت مازبغ ايت عباس ايت اومديس انركي وكل جماعات الاقليم بدون استثناء … ، ﻭﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﺍﻟجماعة ﺑﻜﻞ ﻳﺴﺮ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ .
محطات عشوائية للخطافة للاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية لاسرهم
« ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺩﻭﺍﻭﻳﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺮﺝ ﺗﺒﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﺟﺮ ﻣﻤﺘﻬﻨﻲ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ « ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ » بدمنات ” لكل دوار محطته ، ﺗﺼﻄﻒ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻓﻬﻨﺎﻙ سكانز ﻭ مرسيدس 207 و 210 ، واماكن اخرى معروفة بالشاحنات وسيارات البضائع المعروفة ب ” البيكوب”.
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻷﺳﺮﻫﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ « ﺍﺳﻤﻊ ﺃﺧﻮﻳﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻻ ﻣﺎﺧﺪﻣﺘﺶ ﻓﻲ ﺗﺨﺎﻃﻔﺖ ﺃﻭ ﻣﺘﺤﺮﻛﺘﺶ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻛﻴﺒﻘﺎﻭ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ » . ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ « ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ » ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻲ « ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ » ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﺠﻠﺐ ﺭﻏﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﻙ الملكي ..
ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ « ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ » ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺨﺬ ﻛﻤﻨﻄﻠﻖ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻧﺤﻮ مختلف الﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻧﻤﻮﺍ ﺩﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ … ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ تختلف حسب المسافة ووضعية الطرق التي تبقى غالبيتها مهترئة او عبارة عن مسالك تضررت كثيرا بفعل التساقطات المطرية و السيول في ظل غياب صيانة دائمة للطرق .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ المتوجه الى ايت امديس احد الجماعات القروية التي لا تتوفر على متر واحد من الطرق المعبدة « ﺃﺭﻛﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻲ ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ … ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ خصوصا مرسيديس 207 او سيارة البيكوب ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺎﻛﺴﻴﺎﺕ والنقل المزدوج ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻞ ﻣﻌﻚ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﺔ ﻭ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ … ﻭ ﺇﻳﺼﺎﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻚ رغم رداءة الطريق ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ـ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻛﺴﻴﺎﺕ والنقل المزدوج ـ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻓﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﻭ ﻳﻔﺮﺿﻮﻥ ﺳﻌﺮ سعر مضاعف ﻟﻠﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ » .
ﻳﺤﻤﻞ « ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ » عددا كبيرا من الركاب يتجاوزون في بعض الاحيان العدد المالوف باضعاف ، ، ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻔﻴﻔﻬﻢ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻌﻞ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ وتتم الاستعانة ايضا بسطح السيارة لاضافة بعض الركاب، ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺧﺼﻮﺻﺎ مرسيدس 207 ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪﺓ ﻭ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﺮﻛﺎﺏ ﻭ ﺛﻘﻞ ﺳﻠﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﺍﺕ …
صراعات واحتجاجات متبادلة بين مهنيي القطاع و النقل السري
مرارا يتم حجز سيارات النقل السري من طرف رجال الدرك الملكي ومرارا ما يتدخل ارباب النقل المرخص للاحتجاج على وقف عمل هؤلاء غير المرخص كان اخر هذه الاحداث ما وقع بواويزغت حيث خاض اصحاب سيارات الأجرة من الصنف الأول الى جانب ارباب النقل المزدوج وقفة احتجاجية صباح يوم الاحد 14 ماي الجاري إذ عمدوا على ركن سياراتهم الكبيرة أمام مقر الدرك الملكي احتجاجا على توقيف سيارة من نوع بيكوب واخلاء سبيلها فيما بعد ، وطالبوا بإبعاد أصحاب النقل السري من داخل المركز ، وبعد يومين خرج ارباب سيارات النقل ” البيكوبات ” مؤازرين بالسكان في مسيرة احتجاجية صوب عمالة ازيلال ،مطالبين هم أيضا بحقهم في العيش الكريم وإصرارهم على البقاء في خدمة السكان ، ورفعوا شعارا ” لا للإقصاء لا للحكرة “.
لمعرفة أسباب المشكل والصراع على خطوط النقل من وإلى جماعة واويزغت حاولنا الاستماع للطرفين.
يقول احد ارباب الطاكسيات الكبيرة بواويزغت ان مهنيي القطاع يعانون الأمرين من النقل السري في مقابل ظروف قاسية يعيشها المهنيون وسائقو الطاكسيات الكبيرة دفعت العديد منهم للإفلاس ومنهم من عجز عن تأدية مصاريف كراء المأذونية والضرائب والتأمين والوقود.. هذه الوقفة هي بمثابة دق ناقوس الخطر، ونتمنى من السلطات المحلية والدرك الملكي إعادة النظر في قراراتهم.
أما ممثلو سيارات السري بيكوبات فقد استغربوا من محاولة احتكار النقل من طرف أصحاب الطاكسيات الكبيرة والنقل المزدوج ، وتشويشهم الدائم على النقل السري واتهموا أصحاب الطاكسيات الكبيرة بخلق الفوضى بالجماعة . وادعوا في أقوالهم أن ” لوبي الطاكسيات ” يستفيدون من عدة امتيازات ومن المواقع الاستراتيجية، في حين يتم اقصاء وتهميش سائقوالنقل السري الذين يقبل عليهم المواطنين نظرا لان الثمن ارخص ويجمل الراكب كل متاعه والى منزله خصوصا ان سكان المناطق الجبلية يتبضعون كل حاجياتهم الاسبوعية لاسرهم وماشيتهم.
وعورة التضاريس وتمسك المواطنين تفرض ايجاد توافقات بين ممتهني النقل بازيلال
في مقابل الآراء المتضاربة توجهنا إلى رئيس المجلس الجماعي لواويزغت. وقد أكد لنا أن المجلس وبحكم طبيعة المنطقة التي تتميز بوعورة المسالك يطالب دائما بخلق توافقات بين ارباب الطاكسيات واصحاب النقل السري وذلك بتحديد مسالك ثانوية لخروج النقل السري من المدينة إلى القرى وهي طرق فرعية لا تؤثر على سيارات الاجرة من الحجم الكبير ولا تضر بمصالحهم . وأوضح السيد صالح أن هذا المشكل يراوح مكانه منذ سنوات « كلما أوجدت اللجنة المكلفة من سلطة محلية ودرك ملكي حلا للمشكل الا وعاد الى الواجهة بعد اسابيع لان اصحاب الطاكسيات يطالبون دائما من اصحاب النقل السري عدم مقل الركاب من محاداة الطرق او الموجهين للخطوط التي يلجونها .
ﺍﻟﺮﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﻄﺎﻓﺔ بدمنات ﻳﻜﻮﻥ طيلة يوم السوق الاسبوعي وﻓﻲ ﻓﺘﺮﺗﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭ بعد الزوال خلال باقي الايام ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻋﺪﺓ ساعات ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﻳﻔﻀﻞ ﺑﻌﺾ « ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ » ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ الزوالية للمغادرة ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﻮﻝ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ يشنها ﻋﻠﻴﻬﻢ رجال الدرك ولجان المراقبة الطرقية ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ، ﺣﺠﺰ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻜﺴﻴﺮ ﺯﺟﺎﺟﻬﺎ ﻭ ﺃﺿﻮﺍﺋﻬﺎ ﻭ ﺇﺗﻼﻑ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺟﺰ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ ﻳﻨﺪﺑﻮﻥ ﺣﻈﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺛﺮ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻤﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺪﺧﻮﻻ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ .
ﻭﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍلخامسة مساء ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍلمنطقة ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ « ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﺔ » ﻣﻤﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ الى المساء ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ الخامسة مساءا، ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺯﺑﻨﺎﺀ ﺁﺧﺮ اليوم ﻣﻤﻦ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻇﺮﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ، ﻟﻨﻘﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ بالمنطقة .
ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻤﻦ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻱ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺴﺒﺒﻮﻥ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭ ﻳﺘﺴﺒﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ الجبلية ﻭﻳﻔﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﺑﺜﻤﻦ ﺭﻣﺰﻱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺳﺒﺮ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﻠﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﻨﻬﻢ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﻠﻮﻥ ﺃﺳﺮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻭ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻓﺘﺢ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺎﺩ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻬﺪﻑ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺨﺮﺝ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻮﺿﻌﻴﺘﻬﻢ، ﻓﻲ ﻇﻞ « ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ » ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ اصحاب النقل المرخص ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺑﻄﺮﻖ ﻣﺪاﺧﻞ مراكز جماعات ازيلال .
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﻢ، ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻮﻥ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻌﺬﺍﺑﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﻭﺳائل ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻣﺤﻤﻠﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﺟﺮﺍﺀ ﺗﻘﺎﻋﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺑﺄﺛﻤﻨﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺩﻭﺍﻭﻳﺮﻫﻢ التي تفتقد ايضا الى طرق تليق باستعمال اية وسيلة نقل ، ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﺴﺆﻭﻝ بالمنطقة ، ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻤﺸﻴﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ يقوم بها رجال الدرك ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﺟﺬﺭﻱ ﻟﻸﺯﻣﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞ ﻋﻤﻠﻲ ﻳُﻨﻬﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻭﻳﻀﻤﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﻳﺔ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ .ويُجمع سكان مختلف مناطق اقليم ازيلال على أن همهم الوحيد هو فك العزلة عنهم و تمكينهم من حقهم في الولوج والتنقل بدون مشاكل لقضاء أغراضهم و حاجياتهم الضرورية.