حميد رزقي/ سوق السبت
رغم اختلاف انتماءاتها الإيديولوجية والسياسية، توحدت مساء يوم الاثنين 12 يونيو الجاري مجموعة من الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والشبيبية والديمقراطية (حزب الطليعة الدمقراطي الاشتراكي ، الشبيبة الطليعية ، شبيبة العدل والاحسان جمعية المغربية لحقوق الانسان / الجامعة الوطنية للتعليم: التوجه الديمقراطي ..)، في مسيرة احتجاجية بسوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح، تضامنا مع حراك الريف وتنديدا بتدهور الوضع المحلي بالمدينة.
المسيرة التي دعت لها هذه الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية تحت شعار محاربة الفساد والاستبداد، طالب خلالها المحتجون بإطلاق سراح كافة معتقلي الريف ومعتقلي باقي مواقع الاحتجاج ، ونددوا بآلة القمع والترهيب، واستنكروا اساليب التهديد والتخويف ولفق التهم المجانية تحت يافطة الانفصال والعمالة لصالح اجندة خارجية.
وقد عرفت مشاركة وازنة للعنصر النسوي والشباب، ومناضلي بعض التنسيقيات المحلية من بني ملال واولاد عياد وبعض المراكز المجاورة ، وصدحت خلالها حناجر المشاركين بشعارات سياسية قوية من قبيل ” عاش الشعب عاش .. المغاربة ماشي اوباش”، ” هي كلمة واحدة هاد الدولة فاسدة ” ..
وجاءت اغلب الشعارات التي وافقت عليها اللجنة التنظيمية، لتؤكد على ان مختلف القوى المشاركة في المسيرة مستعدة للانخراط المسؤول واللامشروط في دعم حراك الريف الى حين تحقيق مطالبه العادلة والمشروعة ، ومن اجل ابلاغ رسالة غير مشفرة وهي ان الحراك المطلبي بالريف لم يعد يهم هذه المنطقة وحدها، انما يعني كافة مناطق الاحتقان والاحتجاج بجهات المملكة.
ونال المتفرجون حقهم من شعارات المسيرة ، بعدما تعالت الأصوات البحوحة لتندد بموافق العدميين، وقد حملتهم مسؤوليتهم التاريخية ، وطالبت منهم دعم كافة القوى الحيّة والانخراط في اشكالها النضالية من اجل تحصين المكاسب الديمقراطية والاجتماعية وصون المطالب العادلة لأبناء الشعب قاطبة.
وقال بيان اصدرته هذه الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية باسم “الجبهة المحلية لمناهضة الفساد والاستبداد ” إن هذا الشكل النضالي الأول من نوعه للجبهة يأتي في اطار التضامن مع حراك الريف والمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين ورفض المقاربة الامنية التي انتهجتها الدولة مؤخرا ضد مختلف الاشكال الاحتجاجية السلمية بالحسيمة.
واكد البيان على ان حراك الريف ، حراك اجتماعي سلمي، حضاري بمطالب اجتماعية لا علاقة له اطلاقا بكل الادعاءات المخزنية التي تروم افراغه من محتواه الحقيقي عبر تسخير ابواق اعلامية وكتائب الكترونية ومثقفي السلطة..
وقال، ان حراك الحسيمة جزء لا يتجزأ من معركة الشعب المغربي التواق الى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وهو يعبر عن الاوضاع الكارثية لباقي مناطق المغرب بما فيها سوق السبت اولاد النمة التي يقول تعيش وضعا مأزوما اجتماعيا واقتصاديا وخدماتيا وثقافيا ..
ووقف البيان عند الوضع العام الذي يعرفه مستشفى القرب بسوق السبت ، ووصفه بالكارثي ونبه الى خطورة ضرب مجانية التعليم، والتشغيل بالتعاقد ، وضعف البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية ..، ورصد اختلالات التدبير العشوائي للمجلس الجماعي ، وتفشي ظاهرة الرشوة والمحسوبية ببعض المرافق العمومية ( المحافظة العقارية ) ، وعدم نزاهة النيابة العامة ، ووجود صفقات مشبوهة..
واشار الى معاناة بعض الاحياء مع شبكة الصرف الصحي والماء والكهرباء، وغياب الأمن ، وهشاشة البنية الطرقية ،وارتفاع العقار بسبب المضاربين، وارتفاع فواتير الماء والكهرباء مقارنة مع الوضع الهش لأغلبية الموطنين ، وتدني الخدمات بهذه المرافق شبه العمومية، وغياب فرص الشغل ..الخ.
وامام هذا الوضع المتشظي وطنيا ومحليا، اعلن البيان عن ادانة الجبهة المحلية لمناهضة الفساد والاستبداد لحملة القمع والاعتقالات التي طالت نشطاء الحراك المغربي بمختلف المواقع ، وللانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والحريات العامة من طرف اجهزة المخزن.
واستنكرت التوظيف السياسي ل “الدين “ولخطاب التخوين والدعاية المغرضة التي تعتمدها الدوائر الرسمية، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين فورا ووقف المتابعات والاستجابة لمطالب الجماهير بربوع المملكة، وحملت مسؤولية الاوضاع المزرية بسوق السبت الى السلطات المحلية والمجلس الجماعي.