حميد رزقي
نددت مصادر فاعلة بالمجتمع المدني بالجماعة الترابية أفورار بإقليم أزيلال، بمجموعة من الممارسات اللابيئية التي طالت بعض الأشجار التي يتجاوز عمرها أزيد من خمسين سنة بمنطقة “دريهم” بتراب الجماعة.
وقالت ذات المصادر أن عمليات واجتثاث العديد من أغصان هذه الأشجار ، قد خلف استياء عميقا لديهم ولدى بعض المواطنين الذين يقطنون بالمنطقة ، وذلك بالنظر إلى قيمتها البيئية وعمرها المتجدر في تاريخ المنطقة لأزيد من 50 سنة .
وتساءلت عن الغاية المنشودة من وراء قطع هذه الأشجار الشامخة شموخ أبناء المنطقة ورجالاتها عبر التاريخ ، وعن دور الجهات المخولة لها منح ترخيص أو منعه بهذا الشأن ، واعتبرت العملية برمتها غير مسؤولة بما أنها تساهم حسبها في تدبير عناصر البيئة وتذويب علاقة حميمية للإنسان بالأرض امتدت عشرات السنين.
وطالبت من السلطات المحلية فتح تحقيق في الموضوع ، من أجل معرفة الأسباب الحقيقية التي يمكن أن تكون حافزا أساسيا للسماح بهذه الممارسات التي لا تتواءم والقوانين البيئية أو توصيات المنتظم الوطني والدولي في هذا الإطار.
وناشدت ذات الأصوات كل الجهات المسئولة محليا وإقليميا من أجل التدخل لوضع حد لهذه “الكارثة البيئية”، التي على الرغم من قلة تأثيراتها السلبية على المجال البيئي – بحكم طبيعة المنطقة الفلاحية- ،إلا أنها قد تفتح شهية ممارسات أخرى من شأنها تغيير المشهد البيئي بمركز أفورار باعتباره بوابة خضراء نحو إقليم أزيلال.
وقالت ذات المصادر، انه إذا كان الأمر يتعلق حسب ما يُشاع بمشروع تزويد القطب الصناعي بأولاد موسى بالطاقة الكهربائية من معمل إنتاج وتوليد الطاقة بأفورار، فإن ذلك ومهما اختلفت أهميته وغاياته النبيلة ، لا يجب أن يكون على حساب بيئة أفورار، خصوصا مع تواجد بديل آخر ، لو تم اعتماده تقول ذات المصادر ، لكان من الممكن تجّنبَ كل هذه الممارسات اللابيئية، وتجنب بالموازاة التأثيرات المحتملة للتوتر العالي على صحة وسلامة الساكنة .
و أعربت ذات المصادر عن قلقها ممّا يمكن أن يحدث مستقبلا بسبب هذه الشبكة ذات التوتر العالي التي تمر من فوق رؤوس الساكنة بأسلاكها المكثفة التي تثير نوعا من القلق والتساؤل عن الجهات التي سمحت للمقاولة بتمرير هذا المشروع من منطقة آهلة بالسكان، عوض ربطه مباشرة بمعمل إنتاج الكهرباء عبر الطريق المحاذية لقناة D، الرابطة بين أفورار والطريق الوطنية رقم 08 بالقرب من جماعة أولاد أمبارك.
وحذرت ذات المصادر من مغبة القول مرة أخرى من أن المواطنين هُم من اختاروا السكن تحث هذه الأسلاك الكهربائية ذات التوتر العالي، وذلك في إشارة منهم إلى بعض”الكوانين القريبة من مشروع إنتاج وتوليد الكهرباء التي لازالت إلى حد الساعة محرومة من الكهرباء بمبررات هي أقرب إلى هذا القول من الحقيقة .