حميد رزقي
اعتبر الكثيرون انطلاق عمليات التحسيس بأهمية تحرير الملك العمومي بمدينة الفقيه بن صالح، ودعوة المسؤول الأول على الإقليم كافة المنتخبين والسلطات المحلية إلى إيلاء أهمية خاصة للموضوع والتعامل معه بجدية، بداية موفقة خلفت في أولى تجلياتها ارتياحا عاما لدى الساكنة، وأعادت الحياة للعديد من أرباب المحلات التجارية الذين عاشوا حصارا لا قانونيا دون تدخل ملحوظ من السلطات المحلية.
وتحرير الملك العمومي من أرباب المقاهي والباعة المتجولين لا يشكل حاليا مطلب ساكنة مدينة الفقيه بن صالح وحدها ، إنما هو مطلب جماعي أضحى من الأولويات لدى كافة المراكز الحضرية بالإقليم وخاصة منها سوق السبت أولاد النمة وأولاد عياد ودار ولد زيدوح والبرادية.. ، التي تحولت شوارعها خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة حقيقية للفراشة وأصحاب الشطارة من مختلف الجهات .
خصوصا وأن مؤشرات متعددة تشير إلى أنه على الرغم من كل المجهودات الجبارة التي بدلتها السلطات المحلية سابقا ببعض المراكز الحضرية من اجل إعادة إدماج الباعة المتجولون في محيطهم التجاري من خلال إعداد وانجاز أسواق نموذجية ، فإن الوضع لازال على حاله، مما جعل الساكنة تختنق بشوارعها، وجعل التجار يستنفدون كل ملتمساتهم في انتظار تدخل مسؤول يعيد الوضع إلى حالته الطبيعية .
والآن، وبما أن الكل أصبح يدرك حجم الظاهرة وخطورتها، مثلما يدرك الاحتقان الذي يخلفه تدخل السلطات المحلية في بعض المواقع الذي باتت تشكل محطات تجارية يومية ، يبقى المطلوب من الجهات المسئولة في الفترة الراهنة وضع حد للاستغلال العشوائي للملك العمومي من طرف أرباب المقاهي وبعض أرباب المحلات التجارية ،وذوي النفوذ خاصة بمختلف القطاعات الذين يستغلون الفضاء العام بشكل مفضوح أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية، في أفق إيجاد حلول بديلة للفراشة ووضع حد للتسيب الذي يطال هذا القطاع غير المهيكل.
والى ذلك، يُطالب الشارع العام بمختلف المراكز الحضرية بتقنين قطاع العربات المجرورة التي أصبحت تُشكل وحدها وضعا مخلا ، كما يطالب بوضع علامات تشوير تمنعها من ولوج بعض الشوارع والأزقة الضيقة وتخصيص غرامات زجرية لكل من يخالف مقررات المجالس الجماعية والسلطات المحلية والأمنية في هذا الشأن.
ويأمل الكثيرون أن يكون التعامل مع كافة المواطنين على قدم المساواة خلال معالجة ظاهرة احتلال الملك العمومي، وأن يتم نبذ أسلوب ” باك صاحبي” في تحرير الفضاءات العمومية ،ووضع حد لرخص المحلات التجارية والصناعية الفوضوية التي غالبا ما تصادق عليها اللجن المختصة على الرغم من عدم مواءمتها للشوارع والأزقة .