إعداد: محمد البصيري
السباحة لرشاقة واسترخاء الجسم وتقوية عضلة القلب والجهاز التنفسي
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط، يتدفق الناس على الشواطىء والمسابح بحثا عن المتعة والإنتعاش التي يوفرها غطس الأجسام وسط الماء. وفضلا عن الترويح والإستمتاع وتجزية الوقت، فإن ممارسة السباحة كرياضة بتقنياتها الأربع(سباحة حرة، سباحة على الصدر،سباحة على الظهر وسباحة الفراشة أوالدلفين) تعتبر مفيدة كثيرا لصحة الإنسان النفسية والبدنية، لذى يعتبر تعلمها إجباريا بالدولة المتقدمة كما أن ممارستها تشمل فئات عريضة من الأطفال والشباب والكبار والكهول نساء وذكورا.
السباحة متعة واستفادة صحية
تعد السباحة من أنسب الرياضات المتنوعة لمختلف الفئات العمرية. فهي مفيدة للكبار والصغاروالرجال والنساء و للحوامل وكذلك لمن يعانون مشكلات صحية لا تؤهلهم للقيام بأنشطة رياضية أخرى كالمشي والركض مثلا. كما أن للسباحة فوائد لكبارالسن كونها تجدد الدورة الدموية وتخفف كثيرا من آلام الظهر و آلام المفاصل. وذلك لكون الماء يجعل الجسم يبدو اخف مما هو عليه فعلا بفعل ما يصطلح عليه في الفزياء ب “دافعة ارخميدس”.
وفي هذا الصدد يقول “تيودور شتمبر” العالم المتخصص في الرياضة في جامعة بيرجيشن في فوبرتال “ان 90 في المائة من الجسم يكون محمولا على الماء، ويعني ذلك ان المفاصل لا تبذل سوى عشرة في المائة لتحمل الجسم”. وطفو الجسم يضيف قدرا من الراحة ويخفف الضغط على المفاصل. ويوضح “شتمبر” ان هذا يوفر للشخص المشاركة في الكثير من التدريبات المائية حتى لو كان ثقيل الوزن، او حتى لو كان لم يمارسها من قبل. وفضلا عن الفوائد التي تتحقق من الطفو، فإن ضغط الماء له فوائده بالنسبة للجسم، لأن كل متر من العمق في الماء يضيف بارا واحدا من الضغط الجوي، وهذا الارتفاع في الضغط يؤدي الى نوع من التدليك للجسم وخصوصا للرجلين وأعلى الركبتين، كما أنه ينشط الدورة الدموية في الجلد والأنسجة.
وتدل العديد من البحوث الطبية و الرياضية على أن ممارسة السباحة لمدة نصف ساعة يوميا، تخفض من ضغط الدم وتقوي القلب وتقلل من معدل الكولسترول في الدم كما تزيد من كفاءة الدورة الدموية. وتفيذ ذات الأبحاث كذلك أن ممارسة السباحة لمدة ساعة تحرق ما بين 250 و 500 سعرة حرارية، حسب قوة و سرعة السباحة، لذا تعتبر من أفضل الرياضات لتخفيض الوزن.
و تجدد السباحة الدورة الدموية وتخفف كثيرا من آلام الظهر و آلام المفاصل وتزيدها مرونة وحيوية و تساعد على تقوية عضلة القلب مما يزيد من أدائه لإيصال الدم لبقية أجزاء الجسم، و تحسن كذلك من وصول الأكسجين إلى مختلف العضلات. إن الماء يمثل مقاومة للعضلات خلال السباحة، لذلك فإنها تعتبر من أفضل الرياضات لصقل العضلات و الحفاظ على قوام رشيق.
وتؤكد بعض الدراسات أن مجرد التواجد في الماء يحرض الكليتين و يضاعف أداءهما بنسبة جد عالية. لدى يتم الشعور بالرغبة في التبول عند الخروج من الماء.
كما ينصح مرضى الربو بممارسة السباحة كذلك لما لها من فوائد للجهاز التنفسي.
و تساعد السباحة المرأة الحامل على بناء عضلات الكتفين والبطن والتي تكون الحامل في حاجة لهذه العضلات لمرحلة الحمل المتقدمة، كما تساعد عموما على تخفيف الآلام المصاحبة للحمل وتحسن من حالة أي ارتفاع في الضغط أو السكري أثناء الحمل، لذا تنصح الحامل بالسباحة وخصوصا في الأشهر الأولى والوسطى من الحمل مع التأكيد أن تكون الحركات خفيفة وغير عنيفة.
وتبرز دراسة اجراها باحثون في «كوبر كلينيك» في مدينة دالاس، الفوائد الصحية للسباحة وقد قارنت ضغط الدم، مستويات الكولسترول، استهلاك الطاقة الاقصى، وقياسات اخرى لصحة القلب والاوعية الدموية، لما يقرب من 45 الفا من الرجال والنساء من ممارسي المشي، الركض، السباحة، ومن الخمولين ايضا. وكانت قياسات ممارسي السباحة والركض هي الافضل، ثم جاءت بعدها وبفارق قليل مؤشرات ممارسي المشي. أما الخمولين فكانوا من اكثر المشاركين الذين عانوا من الوزن الزائد، وكانت لهم معدلات أعلى لعدد دقات القلب اثناء الراحة، ولهم أسوأ مستويات الكولسترول وأسوا حالات اللياقة البدنية.
السباحة للتخلص من الضغوط النفسية
تعتبر السباحة أهم وسيلة لمساعدة الجسم على الاسترخاء و الشعور بالراحة النفسية. حيث تعد من أهم الرياضات التي يوصي بها الأطباء كطريقة علاجية لمرضاهم. هناك الكثير ممن يمارسون السباحة كوصفة علاجية وطبية مثلها مثل أي دواء يساعد على الشفاء وتحصين البدن من عدة أمراض. فهي مفيدة جدا في التخلص من الضغوط النفسية، واسترخاء الجسم والعقل، ورفع الروح المعنوية. فالماء يجعل الجسم يبدو أخف مما هو عليه فعلا، فيكون الشعور بالإسترخاء والإنتعاش والمتعة والإبتعاد عن ظغوط الحياة اليومية خلال فترات السباحة، مما يقلص من حدة القلق والإكتئاب.
إرشادات لابد منها
– تجنب السباحة بعد الأكل لأنها ستؤدي إلى تدفق الدم إلى الأطراف ويقل على إثر ذلك الدم المتجه إلى المعدة والجهاز الهضمي، مما يعطل ويؤخر عملية الهضم ويتسبب فيما يسمى عسر الهضم لدى يوصي المختصون بانتظار ساعتين قبل الغطس. كما أن الشد العضلي(كلاكاج) من مخاطر السباحة، حيث من الممكن ان يؤدي إلى الوفاة بسبب الغرق، ولتفاذي ذلك يجب القيام بحركات الإحماء وتمديد مختلف العضلات قبل الغطس في الماء.
– إن كنت من المبتدئين، او من العائدين قريبا لممارسة السباحة، فابدا السباحة بحركات بسيطة ببطء لمدة 5 إلى 10 دقائق، وما إن تتعود على الرياضة، وبعد ان تصبح ضربات يديك وركلات رجليك وتنفسك اكثر كفاءة، يمكنك السباحة لفترة اطول.
– حاول استعمال مختلف تقنيات السباحة لتحريك مختلف عضلات الجسم.
– الدخول إلى الماء تدريجيا والقيام برش القفا والصدرخصوصا بعد فترة من الإستلقاء تحت أشعة الشمس أو بعد مجهوذ بدني لتفادي صدمة الإغماء البردي(هيدروكوسيون).
– عند الشعور بدوار أو ألم ما يجب الخروج فورا من الماء.