السياسة ماعندهاش الأصل… العقلاء من ساكنة أفورار يعلقون الاحتجاجات بعد اكتشاف تسييسها ولا حديث إلا عن برلماني لعب دورا في تأجيجها رفقة الراسخين في السياسة المعلومة!

هيئة التحرير14 أغسطس 2017
السياسة ماعندهاش الأصل… العقلاء من ساكنة أفورار يعلقون الاحتجاجات بعد اكتشاف تسييسها ولا حديث إلا عن برلماني لعب دورا في تأجيجها رفقة الراسخين في السياسة المعلومة!

تاكسي نيوز / محمد الأفوراري 

 

 

الاحتجاج حق مشروع ، هي عبارة طالما رددها المحتجون في مختلف المسيرات التي تجوب الشوارع والأزقة بمختلف المدن المغربية ، لكن أن يتحول هذا الحق إلى حق يراد به باطل فهذا الذي يفسد هذه المشروعية وإن كان البعض من المشاركين في هذه الاحتجاجات من نساء ورجال ،صغار وشيوخ ، يحتجون بعفوية و لا يفقهون من يلعب بخيوط اللعبة ويتحكم فيها من وراء الكواليس ، وما هي الأهداف المتوخاة منها.

إنها السياسة يا سادة… نعم ، عندما خرجت بعض الساكنة من أفورار للاحتجاج في الشارع ضد التهميش والحكرة وللمطالبة بالربط بالواد الحار وتعبيد الطرقات وإحداث مرافق ترفيهية للأطفال ، كانت في البداية مسيرة عفوية ومطالب مشروعة لا يجادل في أحقيتها اثنان ، لكن ما لم نكن نعرفه أن سماسرة دكاكين السياسة استغلوها لتصفية حساباتهم السياسية مع خصومهم ، فكل واحد منهم أراد أن يتقمص دور القنفذ في قصته الشهيرة مع الذئب والجحر والبستان ،يأكل ويخرج غانما سالما ، و يسجل بها هدفا في مرمى أعدائه ولو على حساب معاناة بعض الساكنة التي لا تفقه في السياسة القذرة ، وفي البيع والشراء السياسي وعطيني نعطيك يا لفاهم…

خلال المسيرة التي انطلقت من بعض الدواوير وجابت شوارع أفورار وتوقفت أمام الجماعة ، لوحظ أن حتى بعض المحتجات والمحتجين أنفسهم لا يعرفون ما يريدون وماهي مطالبهم وماهي أهدافهم ، فاحدى النسوة أجابت في سؤال عن سبب مشاركتها في المسيرة  قائلة :” قالو لينا خرجو خرجنا حنا مهم داك الرايس خاصو يتحايد ” جواب يطرح ألف سؤال!!!

“يا سعيد رتاح رتاح …سنواصل الكفاح ” كما جاء في بيان أغلبية المجلس، يا ترى من هو سعيد الحظ الذي تناضل الساكنة من أجله ، هل هناك شاب اسمه سعيد اعتقل أم سجن أم … وما دخل هذا الاسم في مطالب اجتماعية ،شعار اعتبره العديد من المتتبعين والفاعلين بالمجتمع المدني الافوراري زلة لسماسرة الدكاكين السياسية ولهؤلاء الأشباح الذين لا يريدون الساكنة أن تدافع عن نفسها ، وتطالب بحقها المشروع ، فالافوراريين والافوراريات قادرون عن المطالبة بحقوقهم بعيدا عن الذين ألفوا الاصطياد في مياه الانتخابات العكرة ، ويسيل لعابهم كلعاب الذئب في البستان ، يسيل كلما سنحت لهم فرصة يصفون فيها حساباتهم الشخصية مع خصومهم ويحاولون أن يردوا لهم الصاع صاعين وينتقمون من هزائمهم السابقة وفشلهم الذريع في حصد أصوات الساكنة الأفورارية.

من حق الافوراريين أن يطالبوا بحقوقهم ومن حقهم أن يخرجوا للشارع للدفاع عن هذه المطالب الاجتماعية المشروعة كما فعل الريفيون ،نعم الريفيون الذين أغلقوا الأبواب لاستغلال حراكهم من طرف سماسرة الانتخابات  والانتهازيين السياسيين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم وكراسيهم ، ووجهوا حراكهم واحتجاجهم للسلطات المركزية المتمثلة في الحكومة ، لأنهم يعلمون جيدا أن مطالبهم تفوق قدرة جماعتهم أو حتى مجلس جهتهم .

لكن يبدو أن كبار السياسيين وديناصورات السياسة والذين يحركون البعض ونسطر عن “البعض”  وليس الكل من المحتجين ، رفعوا من سقف المطالب حتى لا تتوقف الاحتجاجات رغم أنهم يعلمون جيدا بأن جماعة كأفورار يستحيل أن تنخرط في مشروع الواد الحار الذي يتطلب ميزانية ضخمة تقدر ب 10 ملايير … إنها السياسة يا سادة.هذه السياسة التي لا نختلف أنها منحطة وقذرة في بعض العقول داخل أفورار .

الغريب أن العقلاء من ساكنة أفورار فهموا اللعبة وفطنوا للمكائد والاستغلال المفضوح لمسيراتهم واحتجاجهم ، من طرف جهات تريد تصفية الحسابات السياسية ، فكثر الحديث عن نافذ من هنا وبرلماني من هناك ، هذا الأخير -البرلماني- اقتحم أفورار لغاية في نفس يعقوب واجتمع بالعارفين والراسخين في السياسة وخططوا وقرروا لكن مع الأسف فشلوا ، لأن فهمهم لن يتفوق على فهم الأفوراريين الذين يعلمون جيدا أن مطالبهم مشروعة  لكن بعيدا عن الدكاكين السياسية ووافقوا على مقترحات عامل ازيلال ورئيس المجلس الجماعي لافورار خلال لقاء يوم 10 غشت الماضي وكأنهم يقولون “كفى المومنين شر القتال”…

وفي الأخير نحيي الشرفاء من ساكنة أفورار الذين خرجوا واحتجوا بعفوية ، وتراجعوا بمجرد اكتشافهم للتخطيط الذي تم في غرفة العمليات السياسية ، وأحبطوا جميع الخطط والتكتيكات وتركوا أصحاب الدكاكين الانتخابية شاردين وغارقين في ورطة أكبر من ورطة الذئب الذي أراد أن يلتهم كل شيء فحصل حصلة خايبة داخل البستان ولم يسعه الجحر الذي دخل منه كالقنفذ ،لم ينفع إلا أن يتظاهر بالموت ، لترميه الساكنة خارج البستان ….

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة