إنا لله وإنا إليه راجعون… رحيل با عمر دعامي أشهر حكواتي ببني ملال

هيئة التحرير14 أغسطس 2017
إنا لله وإنا إليه راجعون… رحيل با عمر دعامي أشهر حكواتي ببني ملال

عبد العزيز هنـــو

 

 

 

من منا حالفه الحظ لحضور إحدى حلقات الحكواتي من أمثال سيرة عنترة بن شداد والأزلية وألف ليلة وليلة وبديع الزمان والوهابية وغيرها التي كانت تسرح بخيالنا وتجوب به بقاع العالم بدون جواز سفر أو تأشيرة ، كانت رحبة الزرع وسوق برا بقلب بني ملال مسرحا للعديد من رواد الحلقة الذين كان لهم جمهور عريض من كل الأعمار كبارا وصغارا وشيوخا ، طويت صفحة الزمان ومعها أسماء هؤلاء الرواد ليبقى أحد أشهرهم يسرد حكاياته المشوقة قرابة نصف قرن من الزمان إلى أن أذن الخالق تعالى برحيله ، إنه الحكواتي الغني عن كل تعريف ابن البهجة الذي سكن ببني ملال وبقلوب أهلها منذ أن كان شابا حيث استقر بها با عمر دعامي الذي وري جثمانه الثرى بمقبرة اولاد اضريد ببني ملال يوم السبت الأخير تاركا وراءه إرثا كبيرا من محبة معجبيه ، كيف لا وهو الشخص الذي أثر في عشاقه بطريقة حكيه الجذابة من خلال التفاعل معها دليل ذلك أنه عندما كان يلوح بيده كأنها تحمل سيفا تنحني معها رؤوس المتتبعين ، كما ألف عشاقه تتبع حلقاته المشوقة ، وكالعادة تسابقوا مساء يوم السبت نحو مكان حلقته بمسرح سوق برا الذي تحفه البراريك من كل جانب بغية الظفر بمقعد قرب مكانه الخاص ، طال الإنتظار دقائق فساعات ولم يأت با عمر الذي ضرب لهم موعدا لسرد الحكاية ، تطوع ثلاثة أشخاص للذهاب إلى منزله القريب للإستفسار عن غيابه لعله يكون المانع خيرا كما يقول ابنه حيث كانت الصدمة قوية بعد إخبارهم بأنه قد مات ودفن ومعه تتمة الحكاية ، رجعوا إلى الجمع الذي كان ينتظر بشغف وما أن رأوا مرسوليهم حيث انفض الجمع بعد الخبر الفاجعة وبدء بكاء الرجال وعويلهم على فراق رجل متواضع غادرهم إلى دار البقاء دون وداع ، رحل با عمر ورحلت معه الحكاية باعمر شارك في مسابقة رواد الحلقة لقناة ميدي 1 تيفي ووصل خلالها إلى النهائيات كما نوقشت بعض الأطروحات التي تناولت مواضيع هذا الحكواتي إضافة إلى إصدار بعض الكتب منها واحد لكاتبة أمريكية حول سيرته الحكواتية .

لقد خلف رحيله أسى وحزنا عميقين في قلوب الكبار والصغار حيث أدرفت الدموع الحارقة مثل حرقة حرارة هذا الصيف

إنا لله وإنا إليه راجعون

رحمك الله باعمر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة