ممرضو التخدير بالمستشفى الجهوي ببني ملال بين مطرقة الإدارة و سندان القانون

هيئة التحرير19 أغسطس 2017
ممرضو التخدير بالمستشفى الجهوي ببني ملال بين مطرقة الإدارة و سندان القانون

تاكسي نيوز / خاص

 

 

أعربت مصادر شبه طبية للجريدة عن قلقها مما أصبح يعيشه المركب الجراحي للمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال منذ شهر رمضان المنصرم من احتقان و شد و جذب بين ممرضي التخدير و أطباء التخدير من جهة و بين ممرضي التخدير و الإدارة في شخص المندوب و مدير المستشفى من جهة أخرى .
وأوعزت ذات المصادر سبب الاحتقان إلى رفض ممرضي التخدير مباشرة عمليات التخدير في غياب أطباء مختصين في المجال مما سبب غضبا ملحوظا لدى الفئة المستفيدة من الوضع القائم و أدى بالإدارة حسب قولهم إلى” للتدخل لتوبيخ الممرضين و حماية حالة التسيب .”
يقول معتصم حسن ، وهو ممرض في التخدير والإنعاش ، إن من أبسط حقوق المرضى أن يتم تخديرهم من طرف طبيب مختص في التخدير و الإنعاش ضمانا لسلامتهم و تفاديا لوقوع أي أضرار و مضاعفات أثناء العمليات الجراحية ، ومن حق ممرضي التخدير رفض القيام بمهام هي في الأصل مهام طبية صرفة خوفا من المتابعة الجنائية في حالة وقوع ضرر، وتساءل حسن معتصم، عما إذا كان من المعقول أن تتدخل الإدارة لتُجبر ممرضا على القيام بالتخدير في غياب الطبيب المختص و عند وقوع مضاعفات تتم متابعته بتهمة انتحال صفة طبيب و القيام بأعمال يؤطرها القانون .
ويشير معتصم إلى انه من الناحية القانونية، يسعى ممرضو التخدير ببني ملال إلى الالتزام بالقانون 13.43 الذي يعتبر بمثابة قانون مزاولة مهنة التمريض وخاصة المادة 6 منه التي تنص على أن “ممرض التخدير و الإنعاش يقوم بأعمال التخدير تحت مسؤولية طبيب التخدير و بإشراف مباشر منه ” و قال إن الإدارة تريد أن تلتف على القانون و تلزم الممرضين على تخدير المرضى تحت إشراف الطبيب الجراح بدعوى أن القانون 13.43 يتوقف تنفيذه على إصدار القوانين التنظيمية الخاصة به وفق ما ذكر في المادة 56 من نفس القانون غير أن هذه المادة تشترط إصدار هذه النصوص التنظيمية في أجل سنة من خروجه في الجريدة الرسمية (يوليوز 2016) الأمر الذي لم يتم و بذلك تنتفي حجة الإدارة .
ويؤكد ذات المتحدث على أن الممرضين هم أول الملتزمين بالحضور الفعلي في ساعات العمل ولا يضرّهم الانحناء للعاصفة و قبول العمل بما تمليه الإدارة، لكنهم يناضلون للعمل بما تمليه ضمائرهم خوفا أولا على صحة المواطن و سلامته أثناء العملية الجراحية، وذلك من خلال عدم قبول تخدير المرضى إلا بحضور الطبيب المختص في التخدير ، و ثانيا خوفا من أي متابعة قضائية في حالة وقوع مضاعفات لا قدر الله، و حتى لا ينطبق عليهم القول المأثور “طلع تاكل الكرموس نزل شكون لي قالها ليكّ”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة