إعداد: محمد البصيري
الفوائد الصحية للسباحة في مياه البحر
لرياضة السباحة فوائد عضوية ونفسية أكيدة كما تمت الإشارة إلى ذالك في حلقة سابقة، لكن تنضاف إليها فوائد صحية أخرى عديدة إذا ما مورست داخل مياه البحر. و تمثل عطلة الصيف فرصه مناسبه للكثيرين للتوجه الى شاطىء البحر وهم بذلك يجمعون بين اللهو والإستجمام والفوائد الصحية التي تمنحها المياه الزرقاء المالحة المنعشة.
فمجرد الغوص فيها والإقامة على ضفاف شواطئها يمنح جسم الإنسان العليل منافع لا يكاد عددها يحصى وللمعافى منافع اخرى وقائية تقيه من شتى أنواع الأمراض وتمكنه من الحفاظ على صحته وصيانة بدنه. كما ان لهذه المياه والمناخ البحرى بصفة عامة القدرة على ترويض النفس واكسابها منافع جمة، فضلا عن المزايا المتصلة بالمتعة والرفاهية التى يتوق اليها عامة الناس عند قدومهم للاقامة على شواطئ البحر وقضاء العطلة على ضفافها.
وتشير أحدث الأبحاث العلميه إلى أهمية الإستحمام في البحر والجلوس على شاطئه للتخلص من الأمراض النفسية والعضوية، خاصة أن العلاج بمياه البحر المالحة أحد طرق العلاج المعترف بها في الأوساط الطبيه على المستوى العالمي. ويوجد تنظيم طبي دولي يهتم بهذه النوعيه من العلاج وهو الإتحاد الدولي للعلاج بالمناخ ومياه البحار.
ويعتبر العلم المعروف باسم “فارما كولوجي البحار”، أحد العلوم الحديثة، على الرغم من أن الاستشفاء بالماء المالح وخاصة أمراض الجلد معروف منذ القدم، وهو يبحث في الخصائص العلاجية لمياه البحار والمحيطات، التي تحتوي على 52 مادة عضوية وعنصرا كيماويا، حتى أن كل ميل مكعب من المياه المالحة يحتوي على 200 مليون طن من هذه المواد والعناصر، بالإضافة إلى 200 نوع من المركبات العضوية السامة المتركزة في قاع البحار، والتي يطلق عليها العلماء اسم”السموم السمكية” ولهذه السموم فوائد جمة في علاج بعض الأمراض المزمنة، خاصة وأن مياه البحار والمحيطات تغطي 71 % من مساحة الكرة الأرضية، وفي هذا الفضاء مترامي الأطراف من المياه تعيش 80 % من الكائنات الحيوانية على كوكب الأرض، حيث لا تشكل نسبة الحيوانات التي تعيش على اليابسة أكثر من 20 % فقط.
مياه البحر متعة وعلاج
العديد من الأبحاث الطبية والعلمية تتبث الفوائد الصحية العديدة للإستحمام والسباحة في مياه البحر والتي نلخصها في ما يلي:
– تنقية الشعب الهوائيه من خلال التنفس العميق وملأ الرئتين بهواء البحر الغني بالايونات السلبية التي تشكلها أشعه الشمس على سطح الماء وتنقلها الرياح عن الاشجار والصخور، والتي تنظف الرئتين والجهاز التنفسي. لدى يسهم هواء البحر في ترطيب وتسييل الأغشية المخاطية ويعيد التوازن الى الجهاز التنفسي بأكمله.
– تنشيط الدورة الدموية، إذ أن المشي في مياه البحر افضل تمرين رياضي لمكافحه الاحساس بالثقل في الساقين الذي ينشأ عن ضعف الدورة الدموية فيهما. كما أن ممارسة المشي في ماء البحر يساعد على التخفيف من ظهور الدوالي ويبدد الانتفاخات في اسفل الساقين والقدمين. وتغطية الجسم بالرمل الساخن يساعد على مرونة المفاصل ويخفف من التهاباتها.
– تحسين صحة الجلد، حيث تسهم مياه البحر في منح الجلد الصحة والحيوية. ويشير أطباء وخبراء صحة إلى أن ملح البحر له مفعول تنظيفي هائل، إلى جانب أثره المرطب للجلد، وذلك إذا تم تدليك الجسم به. فمياه البحر غنية بالطحالب وبعلق البحر المليئه بالفيتامينات والعناصر الصحية التي تزود الجلد بالطاقه وهي العناصر نفسها التي تدخل في تركيب مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. كما ان بعض الطحالب لديها خاصية مضادة للأكسده والقدره على تسريع اندمال الجروح والتخفيف من الالتهابات الجلدية. كما ان أمواج البحر لديها تأثير شبيه بالتدليك(ماصاج) فهي تنشط الجلد والدورة الدموية فيه.
– التزود باليود، فهواء البحر ومياهه غنيان باليود لذا فالسباحة على شواطئه مفيدة جدا لتنشيط عمل الغدة الدرقية، كما أن اليود يلعب دورا مهما في أيض الدهون ولديه خصائص منقية تساعد الجسم على التخلص من المواد السامة.
– زيادة حيوية وتيقظ الحواس الخمس، فالتواجد على شاطىء البحر يشكل مناسبه لإيقاظ اجهزتنا الحسيهة التي تتبلد بفعل التأثيرات السلبية للحياة في المدينة. فإدركنا للأصوات يتبدل عندما نكون داخل الماء، فتوصيل التدفق العصبي لا يعود يتم عن طريق الاذن فقط بل عبر التموجات التي تعبر الجسم والتي لها تأثير منشط يمد الجسم بدرجة عالية من الحيوية.
– ماء البحر علاج فعال لأمراض المفاصل والروماتيزم، وبهذا الخصوص يقول الطبيب الفرنسي “أرثر ويلويك “إن ارتفاع درجة حرارة ماء البحر تجعله علاجا فعالا خصوصا في فترة الصيف، وأرجع الطبيب الفرنسي المختص في أمراض المفاصل والروماتيزم أهمية العلاج بمياه البحر إلى سببين، الأول أن ماء البحر يقلل وزن الجسم وبالتالي يخفف الضغط على المفاصل، فحينما يغوص الإنسان في الماء حتى الرقبة يزن من 6 إلى 10% من وزنه الحقيقي ويسهل في هذه الحالة تحريك المفاصل وأداء التمرينات الخفيفة. أما السبب الثاني فإنه يعود إلى ما تحتويه مياه البحر من عناصر مهمة للجسم كالصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والكلور والتي تصل إلى مفاصل الإنسان من خلال الجلد، ولكن بشرط أن تتراوح درجة المياه من 30 إلى 35 درجة مئوية.
– التخفيف من التوتر والإجهاد النفسي، فالإصغاء الى امواج البحر وايقاعها والتأمل فيها يؤثر في الدماغ بشكل يشبه التنويم المغناطيسي و ينقل الشخص الى حالة الاسترخاء. كذلك السباحة في ماء البحر حيث ان ملامسة الجسم لأمواج البحر تحث الخلايا العصبية الموجودة في الجلد على إرسال معلومات ايجابية للدماغ، مما يؤدي الى إغراق الجسم في فيض من الإحساس بالإرتياح.
– التخلص من الوزن الزائد، فالسباحه في الماء البارد نسبيا يعتبر رياضة تحرق اكبر عدد من الوحدات الحرارية.
نصائح لمرتادي البحر
تعتبر الشمس العامل الصيفي الصحي الأهم بالنسبة للسباحة، وهي أيضاً سلاح ذو حدين، قد يكون شديد الأذى أو كثير الفائدة، وبالتالي علينا أن نعرف كيف نستمتع بها من دون أن نلحق الضرر بأنفسنا، لأنها في الحالات السلبية تسبب مخاطر منها، حروق الشمس، اسمرار الجلد، التجاعيد، فقدان مرونة البشرة، نقص مناعة البشرة. لدى ينصح بعدم إطالة التعرض لأشعة الشمس، والجلوس تحت مظلة مع تُجنب التعرض لشمس الظهيرة حيث أشعة الشمس في ذروتها، وهناك قاعدة الظل التي تفيد “عندما يكون ظلك أقصر من طولك عليك أن تتوارى عن أشعة الشمس”.
استعمال مستحضر واق أو الكريم الواقي المحتوي على أكسيد الزنك والتيتانيوم والذي يعمل على تشتيت الأشعة فوق البنفسجية ويمنع امتصاصها على عكس ما تفعله الأنواع الأخرى من الكريمات.
ارتداء الملابس الواقية، كالقبعات العريضة، والقمصان الطويلة الأكمام و استخدام النظارات الشمسية داكنة اللون والقادرة على تأمين الحماية المطلوبة للعيون و الاغتسال بالصابون قبل وبعد السباحة لتجنب نقل الإصابة ببعض الأمراض الجلدية والفطرية.