إعداد: محمد البصيري
أكدت العديد من الأبحاث العلمية أن العلاقات الحميمية باعتبارها عملية فسيولوجية ونفسية حيوية تتم بصورة أفضل عندما يكون الوضع الصحي للإنسان جيدا، وذلك لكون المستوى الصحي المتدني عموما يؤدي إلى تدهور الوظائف الجنسية. وتعتبر الممارسة الرياضية المعتدلة والمنتظمة أحد العوامل الأساسية للحفاظ سلامة الجسم وصحته، فهي مثيرة للجنس وتساعد على إحماء مختلف أنحاء الجسم وتجعل الإنسان أكثر قوة ومرونة وأكثر رشاقة وتخلصه من الاكتئاب، إذ تكثر أثناء التمارين الرياضية إفرازات هرمون “الأندورفين” المحسن للمزاج. وتشير أبحاث علمية في هذا الصدد أن مخاطر الإصابة بانخفاض في النشاط الجنسي لدى من يمارسون التمارين الرياضية أقل من مثيلاتها عن غير الرياضيين بنحو 30 في المائة.
النشاط الرياضي مفتاح القوة والفحولة
من المعلوم أن الشخص عندما يتمتع بلياقة بدنية جيدة فإنه يملك قوة جنسية أفضل، ويميل أكثر إلى الاستمتاع بالعلاقة الجنسية لأن الجنس عملية فسيولوجية حيوية، وكل عملية حيوية يتم أداؤها بصورة أفضل عندما يكون الوضع الصحي للإنسان جيدا. وممارسة الحب مثلها مثل التمرينات الرياضية، تزيد من احتياجات الجسم إلى الأوكسجين والغذاء، ولسد هذه الاحتياجات، لا بد أن يضخ القلب كميات متزايدة من الدم، وقد تم تسجيل زيادة ضربات القلب إلى 180 أثناء ممارسة العملية الجنسية. وبوجه عام فإن ممارسة العلاقات الجنسية لا تحتاج من الطاقة أكثر مما تحتاجه لصعود سلم طابق واحد أو عدو سريع لمسافة 60 مترا.
تقول “لورين كورداين” أستاذة الفيزيولوجيا الرياضية في جامعة كولورادو أن الرياضة تجعل من الرجال والنساء عشاقًا أفضل، حيث تعمل كل أنظمة الجسم على نحو أفضل عندما يتمتع المرء بلياقة جسدية. وفي ذات السياق يقول “جايمس وايت” وهو اختصاصي في فيزيولوجيا الرياضية “إن انخفاض تدفق الدم يضعف القدرة لدى الرجل وأن الرياضة مثيرة للجنس، تحمي مختلف أنحاء الجسم وتجعل الإنسان أكثر قوة ومرونة وأكثر رشاقة”.
ويعتبرهرمون الذكورة “التستسترون” مؤثرا في الرياضة كما يؤثر في الجنس. فالزيادة في هرمون التستسترون أو هرمون الرجولة(فيريلتي)، تؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية، والعكس صحيح فعندما يقل مستوى الهرمون بسبب التقدم في العمر أو بسبب عوامل صحية أخرى، سوف تقل وتضعف الرغبة الجنسية في الوقت نفسه. وتفيد دراسات علمية في هذا الصدد، أن ممارسة التمارين المعتدلة والمنتظمة وتجنب التمارين الرياضية القاسية والعنيفة مفيد ومساعد على إفراز هرمون التستسترون مما يساعد على تحسن الرغبة الجنسية.
وتفيد دراسات في هذا المجال أن هناك تأثير إيجابي غير مباشر للتمارين الرياضية على الحياة الجنسية وهو التخلص من التوتر الذي يعتبر أحد أعداء الجنس، فبعض الرجال يتخذون من ممارسة بعض الرياضات ككمال الجسم وسيلة للتخفيف من الضغط والتوتر النفسي وبالتالي تصبح الحياة الجنسية أفضل.
ولا تقتصر فوائد ممارسة النشاط الرياضي على الرجال فقط، بل تشمل المرأة أيضا، إذ كشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية أن ممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة تعطي مفعولاً مماثلاً، وبالتالي حياة جنسية أفضل.
ويوضح “جايمس وايت” وهو اختصاصي في فيزيولوجيا الرياضة شارك في دراسة تناولت تأثيرات التمارين الرياضية لدى الرجال العاجزين جنسيا، أن انخفاض تدفق الدم يضعف قدرة الانتصاب لدى الرجل، وخلص إلى أن ممارسة الرياضة مثيرة للجنس.
وتفيد التمارين الهوائية “الأيروبيك” أو تمارين اللياقة في تدعيم نظام الأكسيجين في الجسم والذي يتم استعماله في عملية التمثيل الغذائي وتوليد الطاقة. فهي تقوي العضلات التي لها علاقة بالأعضاء المسؤولة عن التنفس وذلك لتنظيم دخول الهواء وخروجه من الرئة، وتقوي عضلة القلب و تزيد من كفاءة ضخ الدم كما تقوي عضلات الجسم بأسرها وتدعم الدورة الدموية وتقي من ارتفاع ضغط الدم. وترتقي بالصحة العقلية للشخص، إذ تخفف من حدة الضغوط التي تؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب. وتقلل من مخاطر الإصابة بداء السكري. لدى لابد من ممارسة التمارين التي تقوي عضلة القلب كالركض والسباحة وركوب الدراجة الهوائية ورياضة تقوية العضلات مع التدرج في حمل الأثقال والحرص على تمارين مرونة العضلات (سترتشينغ).
فممارسة الرياضة باعتدال وانتظام تضيف مزيدا من الألفة والتقارب بين الزوجين كما أنها فترة فاصلة تبعد عن أعباء الحياة وتزيد من قوة تحمل الطرفين. فهي تعمل على الإرتقاء بقوة احتمال كل الطرفين مما يساهم في تحقيق الإشباع. كما أنها تنشط إفراز الهرمونات الجنسية عند الرجل “التستوستيرون” وعند المرأة “الإستروجين”.
وعموما فإن عدد من الدراسات يفيد أن ممارسة التمارين الرياضية مرتين أول ثلاث مرات في الأسبوع تزيد من الرغبة الجنسية بنسبة 80% للرجال و 60% للنساء، كما أنها تزيد من القدرة على الانتصاب بنسبة 30% خاصةً لكبار السن. حيث أن اللياقة البدنية تعطي جسد مشدود و عضلات قوية و تزيد من القدرة على التحمل والذي بالتالي يزيد من الرغبة الجنسية.
بعض الممارسات الخاطئة
عندما يحاول المرء أن يصل بالتمرين إلى حد التخلص من أكبر كمية دهون في جسمه والوصول بها إلى الحد الأدنى أو إتباع رجيم قليل الدهون، فإنه سيلاحظ أن رغبته الجنسية تقل كثيرا مثلما يحدث معه عندما يتمرن بشكل عنيف ومبالغ فيه، لذا تجب مراقبة مستوى الدهون في الجسم واخذ فترة راحة كافية بين فترات التمارين الرياضية، فهذا ضروري للصحة العامة والصحة الجنسية أيضا.
عامل أخر يجب أخذه بعين الاعتبار هو العقاقير التي قد يأخذها الشخص لتحسين أداءه الرياضي ، فبعض الرجال يعتقدون خطأ أن بعض الهرمونات تزيد من الرغبة الجنسية وآخرون يتناولون السترويد الذي بالفعل يزيد الرغبة الجنسية كثيرا ولكنه في الوقت نفسه يزيد حجم الصدر ويسبب العنة الجنسية وضمور الخصيتين.
بعض الأشخاص يخشون أن تؤثر حياتهم الجنسية على أدائهم الرياضي، ولكن في الواقع ممارسة الجنس بانتظام لا تؤثر بشكل سلبي على ممارسة الرياضة ولكنها تؤدي إلى إطلاق هرمون التستسترون، الذي كلما زادت دورته في الدم أمكن بناء أنسجة عضلة أكثر.
ويمكن الحديث عن التأثير السلبي لممارسة الجنس على الرياضة والقوة البدنية، إذا توجه الممارس إلى النادي فورا بعد ممارستك للجنس، لأن الجنس قد يؤدي إلى إصابة العضلات عند بعض الرجال، ولكنه من جهة أخرى قد يزود آخرين بالنشاط والطاقة.