تاكسي نيوز / مراسلة لمياء الربيعي مرممة اسنان خريجة كلية طب الاسنان بالرباط مستشارة المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمرممي الاسنان بالمغرب
من المسلمات التي صارت منازعاتها لا تخطر على بال ان إشكالية الممارسة اللاشرعية لطب الاسنان اضحت حديث الساعة في الساحة الاعلامية الوطنية، لا سيما بعد الحادث المؤسف الذي أودى بحياة طفل ذي 12 ربيعا بواد لاو جراء خلعه لضرس لدى ممارس غير شرعي منتحل صفة طبيب اسنان بنفس المدينة، الشيء الذي أثار ضجة إعلامية في الآونة الاخيرة.
مما لا شك فيه، تتبادر على ذهن المواطن عدة تساؤلات حول من هؤلاء؟ و كيف يسمح لهم بمزاولة مهنة بدون ترخيص و بدون دراسة؟
في هذا الصدد، خرجت النقابة الوطنية لصانعي رمامات الاسنان عن صمتها ببيان شديد اللهجة للرأي العام، تتبرأ فيه من هذه الممارسات اللاشرعية و الغير قانونية و توضح الخلط الذي مارسته وسائل الإعلام في هذا المنوال، حيث ان الممارسين الغير شرعيين لا يمكن تسميتهم صانعي رمامات الاسنان، رغم أن اللسان الدارج و عموم المواطنين اعتادوا على تسميتهم ” صانعي الأسنان” مما يخلق لبسا و خلطا وجب توضيحه و وقفه لما يتسبب فيه من ضرر علينا و على مهنتنا كمرممين.
– من هو مرمم الاسنان؟
مرمم الاسنان مهني يشتغل داخل المختبر في صناعة رمامات الاسنان بناء على وصفة من طبيب الاسنان، و الجدير بالذكر ان مهنة صناعة رمامات الاسنان مهنة مستقلة بذاتها يخضع مهنييها لتكوين أكاديمي ثلاث سنوات بعد البكالوريا، متبوعة بمدة تمرس تؤهلهم لممارسة هذه المهنة، كما تمارس بناءا على ترخيص للمهني من طرف الامانة العامة للحكومة لمزاولتها في القطاع الخاص.
– ما هي العلاقة التي تربط الطبيب بالمرمم؟
علاقة الطبيب بالمرمم هي علاقة تكامل و تعاون و ليست علاقة تراتبية، فمرمم الأسنان لا يمكنه الاشتغال بدون طبيب اسنان، و طبيب الأسنان لا يمكنه الاشتغال بدون مرمم، و كلاهما يقف عند حدود اختصاصاته، فالطبيب لا يصنع الرمامات داخل عيادته استنادا الى مقتضيات الظهير الشريف رقم 1-96-123 الصادر لتنفيذ القانون 10-94 المتعلق بتنظيم المهن الطبية و خاصة المادة 59 التي تمنع الجمع في آن واحد بين مهنة الطب و مهنة اخرى و لو في حالة التوفر على شهادات تخول للطبيب مزاولتها، بل يطلبها حصريا من المرمم المرخص له، و كذا المرمم لا يعالج و لا يباشر المريض و لا يركب الرمامات.
لكن واقع الأمر مؤسف جدا، في غياب قانون منظم لمهنة صانعي رمامات الاسنان و في غياب وزارة وصية على القطاع، تظل مهنتنا قاب قوسين، تفتقد للتقنين و التأطير، و تستخدم كقنطرة للترامي على مهنة اخرى من طرف المتطفلين.
لهذا، كوننا جهاز نقابي يتمتع بروح المسؤولية، نناشد الجهات المعنية لوضع حد لهذا النزيف، و ذلك بالإسراع في استصدار القانون 25-14، كما نتمسك بحقنا في المزيد من التفصيل في مواد هذا الاخير و ذلك بالاخذ بعين الاعتبار التعديلات التي تقدمت بها نقابة صانعي رمامات الاسنان على مسودة مشروع القانون، و إن لم نتمكن سنواصل نضالنا لكي يتم تضمين مطالبنا في النصوص التطبيقية التي تتلو اصدار القانون.
في الاخير، نناشد الجهات المسؤولة، و كذا الوزارة الوصية الاخذ بعين الاعتبار وضعية صانع رمامات الاسنان الذي يتعرض لاكراهات تحد من انتاجيته، و انصافه بقانون عادل و منظم يحفظ كرامته و مصدر قوت يومه.
كلنا نعلم أن جميع الميادين سواء طبية او صناعية تعرف استثناءات و أن الكمال لله وحده ولكن الخطير هو أن فئة تركب على الحدث لتظهر نفسها أنها هي الأصدق و الأحق و أنها معصومة من الخطأ لتحمل منافسيه الوزراء و هذا ما ﻻ يقبله المنطق. إن كان الأمر كذلك فماذا نقول في الطفلة التي توفيت في عيادة طبية للأسنان بتهمة. …الخ
منافسيها الوزر
بتاهلة