تاكسي نيوز // ورلاغ ـ مراسلة خاصة
تعيش ساكنة ورﻻغ أسوء أيام حياتها بفعل انقطاع الماء عنهم لمدة تزيد عن 16 يوما دون أن تحرك الجهة المسؤولة عن تدبير الماء ساكنا ؛ فهذه القرية الهادئة المسالم أهلها ابتليت أخيرا بصراعات وتصفية حسابات بين الساكنة من جهة وجمعية ورلاغ للماء من جهة ثانية حولت حياتهم إلى جحيم .
ساكنة ورﻻغ التي تضم أحد أكبر محطات معالجة المياه الصالح للشرب و خزان مائي كبير يزود ساكنة بني ملال و خريبكة و صوﻻ إلى الدار البيضاء ﻻ تملك اليوم شربة ماء تروي بها عطشها وعطش ماشيتها فما كان منهم إﻻ أن رجعوا وعادوا إلى عادتهم القديمة وهي الحمير وظهور النساء وأيدي الصبية لجلب الماء قاطعين مسافات طوال ﻻ تخلو من معاناة يومية .
وأمام هذا الوضع الشاذ الذي تعيشه ساكنة الدوار ، استنكرت الساكنة هذا الانقطاع أو قطع الماء الذي لم يسبق للساكنة أن عاشت مثله منذ أزيد من 14 سنة ، مرددين المثل الذي ظل ساكنة المنطقة تردده دائما “الشاطو حدانا والما ما جانا” قياسا على شعار “الوزين حدانا والضو ما جانا”.
إنها فعلا مفارقة عجيبة وغريبة مضحكة مبكية في الآن ذاته ، هل المواطنة في بلدنا العزيز مواطنتان واحدة من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية ، فكيف يقبل ذا عقل أن تمر قنوات للماء الصالح للشرب بالقرب من منازل ساكنة ورﻻغ حيث لا تفصلهم عنها إﻻ المتر أو المترين لكن الغالب الله ﻻيملكون من الماء ما يشربون هم وماشيتهم .
كيف يهنأ بال مسؤولينا محليا وإقليما ونحن نرى يوميا رجال ونساء وأطفال يذهبون لجلب الماء من “الواد” ( قناة الري G ) رغم كون هذا الماء غير صالح للشرب وﻻ للطهي لكونه غير معالج ولكن ساكنة ورﻻغ تشربه و تطهو به لأنها ﻻ تتوفر عن بديل.
مفارقة عجيبة وغريبة حقا أن نجد في أفورار ساكنة مثل تكانت والرجم تطالب بربط منازلهم بقنوات الصرف الصحي (الواد الحار) يحتاج لميزانية بملايير السنتيمات ، و ساكنة الباطمات تطالب بأن تفوت لهم منازل الحي الجماعي بدرهم رمزي في الوقت الذي ﻻ تجد فيه ساكنة ورﻻغ ماء تشربه ، هل هؤلاء مواطنون من الدرجة الثانية ؟؟؟ والأخرون من الدرجة الأولى؟
وبسبب هذا انقطاع الماء أو قطعه ، انعقد لقاء بمقر العمالة أعطى فيه عامل إقليم أزيلال أوامره لحل هذا المشكل بأسرع وقت ممكن وتحمل الجميع مسؤوليته ، حيث حل يوم أمس الجمعة 22 شتنبر 2017 تقني من العمالة ومساعده ومعهم مضخة جديدة للماء وحاولوا بمساعدة بعض ساكنة الدوار معالجة المشكل وبعد عدة محاولات باءت بالفشل سقطت المضخة وسط الثقب المائي بسبب انقطاع الحبل الذي أنزلت به، مما زاد من تعقيد المهمة وتمديد عمر محنة الساكنة مع المادة الحيوية التي جعل الله منها كل شيء حي.
واليوم حل التقني ومساعده مع مضخة جديدة لكنهم لم يبدؤوا العمل بعد في انتظار حلول آلة حفر الثقب المائي ( الصوندا ) التي سيستعينون بها في محاولة لاستخراج المضخة العالقة قبل إعادة إنزالها إلى عمق الثقب المائي إن كانت صالحة أو تعويضها بأخرى.
وفي انتظار إصلاح هذا العطب تعيش ساكنة دوار ورلاغ الويلات في جلب الماء من الواد مستعملة الدواب لمن يتوفر عليها أو ظهور النساء وأيدي الأطفال ، رغم كونه غير صالح للشرب ولكون أغلب الناس يتوفرون على بهائم تحتاج لكميات كبيرة من الماء لتوردها.
ويتساءل المتتبعون لمشكل الماء في ورلاغ بعد إثارة مشكل عدم قانونية الجمع العام التجديدي لمكتب جمعية ورلاغ للماء والتنمية والبيئة والثقافة عن من له المصلحة في تمديد معاناة ساكنة ورلاغ في البحث عن الماء ، ومن يقف حجرة عثرة في إعادة الأمور إلى نصابها.
وإلى أن تكلل مجهودات تقنيي العمالة بالنجاح ، ويعود الماء إلى الصنابير بورلاغ ، لابد من تدخل حازم من السلطات الإقليمية لإرجاع الأمور إلى نصابها بجمعية ورلاغ للماء ، لأنه بدون إيجاد حل يرضي الطرفين سيستمر المشكل وربما سيتعقد أكثر مما هو عليه الآن في انتظار طبعا تفويت تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب للقطاع الوصي ONEP .