محمد كسوة
احتفلت ساكنة أولاد سي بلغيث جماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح بحلول السنة الهجرية الجديدة 1439 التي تصادف يوم الجمعة 22 شتنبر 2017 في معتصمها أمام مشروع تربية الديك الرومي ” بيبي ” للمطالبة برفع الضرر عنها والمتمثل في الروائح الكريهة المنبعثة من المشروع وما يسببه من الأمراض الجلدية والربو وأمراض الحساسية.
فساكنة أولاد سي بلغيث منذ أن دخلت في اعتصامها المفتوح يوم 20 مارس الماضي دأبت على الاحتفال بجميع الأعياد الدينية والوطنية بالمعتصم ، فقد سبق للساكنة أن احتفلت بعيد الفطر وعيد الأضحى المباركين بمعتصمهم أمام مشروع تربية الديك الرومي ، وهاهي اليوم تكمل قائمة الأعياد الدينية محتجة معتصمة تعبيرا من الساكنة عن حجم الضرر الذي لحقهم من جراء هذا المشروع.
و استنكرت ساكنة أولاد سي بلغيث الصمت الرهيب للمسؤولين تجاه قضيتهم التي أصبحت حديث العامة والخاصة بعد استنفادهم كل وسائل الاحتجاج الحضارية لإيصال شكاويهم لمن يهمهم الأمر لكن بدون جدوى ، فمن تنظيم الوقفات الاحتجاجية الانذارية أمام مقرات السلطات محليا وإقليميا وجهويا وطنيا ، وبعد استنفادها لكل الخطوات الممكنة احتجاجا وعن طريق المراسلات لكل من يهمهم الأمر ، لم يبق أمام الساكنة سوى الاعتصام المفتوح أمام المشروع ومنع صاحبه من الاستمرار في إنتاج الديك الرومي وهو الأمر الذي ضمن للساكنة رغم معاناة الاعتصام العيش في ظروف وبيئة صحية بعد أن ضاقوا درعا بالرائحة الكريهة المنبعثة من المشروع وما ترتب عن ذلك من أمراض جلدية والحساسية والربو وغيرها.
فاضطرار ساكنة أولاد سي بلغيث بجميع مكوناتها رجال ، نساء ، شباب وأطفال للاحتجاج أيام الأعياد الدينية التي تكتسي صبغة مقدسة في وجدان الأفراد والأمة يعتبر وصمة عار على جبين مختلف المسؤولين المحليين و الاقليمين والجهويين والوطنيين ، لعجزهم أو ربما تواطئهم ضد مصلحة الساكنة المطالبة بحقها في العيش في بيئة نقية وسليمة.
وبهذه المناسبة أكد حسن بروس في كلمة له صمود الساكنة رغم المدة الطويلة للاعتصام ، موضحا أن طول مدة الاعتصام إلى جانب مختلف الصعوبات التي عاشوها في الشتاء والصيف لم تزدهم إلا صمودا وثباتا لإنهم مؤمنون بعدالة قضيتهم .
واستنكر بوروس صمت ولا مبالاة المسؤولين في التعاطي مع قضية أولاد سي بلغيث التي أصبحت حديث الخاص والعام ، وحمل المسؤولين الإقليميين والجهويين مسؤولية الترخيص لهذا المشروع وعلى رأسهم رئيس المجلس الترابي لأولاد بورحمون ، حيث اعتبره المسؤول الأول عن الترخيص لهذا المشروع ، وبالتالي هو المسؤول عن الوضع الكارثي الذي آل إليه الحال بأولاد سي بلغيث.
وناشد بروس مختلف المسؤولين على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي والوطني من أجل التدخل لوقف معاناة ساكنة أولاد سي بلغيث ، واتهم رئيس المجلس الجماعي لأولاد بورحمون بخيانة الأمانة التي من أجلها انتخب ، ألا وهي الدفاع عن مصالح الساكنة بدل التآمر عليهم.
ورحب ذات المتحدث بتجاوب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مع مراسلة الساكنة له في الموضوع بتاريخ 21 يوليوز 2017 ، حيث تلقت الساكنة جوابا منه بتاريخ 12 شتنبر 2017 يقول فيه ” إن مراسلتكم قد تمت إحالتها على القطاعات المعنية لتدارسها واتخاذ ما تراه مفيدا بشأنها “.
ومن جهتها طالبت رشيدة مقدار من مختلف المسؤولين التدخل لرفع الأضرار المعنوية والصحية وكذا النفسية عن ساكنة أولاد سي بلغيث بمختلف مكوناته ، مشددة أن ساكنة أولاد سي بلغيث عازمة على مواصلة الاحتجاج رغم قساوة الظروف المناخية .
وأكد المحتجون من خلال الشعارات التي رددوها على صمود الساكنة إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة ، موضحين أنه واهم من يعتقد بأن ساكنة شرفاء أولاد سي بلغيث سيصابون بالعياء والإحباط جراء تماطل وصمت المسؤولين تجاه ملفهم ، مؤكدين أن ذلك لن يزيدهم إلا إصرارا وصمودا إلى حين رحيل مشروع ” بيبي ” مهما كلفهم ذلك من ثمن.
ومن جهته دعا أحمد بوشان الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للجماعات الترابية والتدبير المفوض المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالفقيه بن صالح المسؤولين بالتدخل العاجل لحل مشكل ساكنة أولاد سي بلغيث ، واستنكر تجاهل السلطات المحلية والإقليمية لمعاناة الساكنة سواء مع الروائح الكريهة وقت بداية الأشغال ، أو مع معاناة الساكنة في المعتصم الذي دخل شهره السابع دون أن يحرك من يهمه الأمر ساكنا.