التمارين الأوكسجينية و الإسترخاء لمقاومة الضغوط النفسية، موضوع الحلقة العاشرة من سلسلة ” صحة و رياضة” التي يعدها كل يوم أربعاء لقراء تاكسي نيوز الأستاذ محمد البصيري. السلسلة تتوخى ترسيخ ثقافة الممارسة الرياضية والحفاظ على الصحة البدنية و النفسية

هيئة التحرير4 أكتوبر 2017
التمارين الأوكسجينية و الإسترخاء لمقاومة الضغوط النفسية، موضوع الحلقة العاشرة من سلسلة ” صحة و رياضة” التي يعدها كل يوم أربعاء لقراء تاكسي نيوز الأستاذ محمد البصيري. السلسلة تتوخى ترسيخ ثقافة الممارسة الرياضية والحفاظ على الصحة البدنية و النفسية

إعداد: محمد البصيري

 

 

ازدادت وتعاظمت الضغوط والمشاكل التي تواجه الإنسان مع تسارع وثيرة التقدم الحضاري الذي عرفته الانسانية خلال العقود الأخيرة. و ازدادت الحياة تعقيدا وقوة وتنامت مطالبها وحاجاتها، مما زاد من شدة الضغوط لتلبية تلك المطالب. وأثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن علاقة الجانبين العضوي والنفسي علاقة وطيدة، فكلاهما يؤثرفي الأخر ويتأثر به، ويظهر ذلك بوضوح عندما يجتاز الشخص موقفا ضاغطا، مع ما يرافقه من تغيرات فسيولوجية، حيث يزداد إيقاع ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم، و تتضاعف أحيانا حركات التنفس إلى جانب تغيرات على مستوى الإفرازات الهرمونية.

وتبرز العديد من الدراسات الطبية أن الضغوط النفسية لها علاقة بالكثير من الأمراض العضوية، مثل: آلام الرأس – آلام الظهر – التهيجات المعوية – القرحة – أمراض القلب والشرايين.

وترتبط الضغوط النفسية أيضا بمشاكل ذات طبيعة نفسية واجتماعية تؤثر في الجهاز العصبي الذي يصدرإشاراته إلي مختلف أجزاء الجسم للقيام بالتعديل والضبط الملائم والمناسب حسب نوع وشدة المشكلة المسببة. وتترتب عن ذلك بعض الأعراض منها: الصداع – صعوبة الهضم – آلام العضلات – الأرق – الشعور بالإحباط – فقدان التركيز – زيادة التدخين، وفي بعض الأحيان اللجوء لتناول كميات أكبر من الطعام مع ما يترتب عن ذلك من مضاعفات سيئة كامراض المعدة والقلب والشرايين والجلد والسكري وألام الظهروالبدانة…
هذا بالإضافة الى ما يلحق الصحة النفسية من أثار كالشعور بالضيق والحزن والتعاسة وعصبية المزاج…

أهمية التمارين الرياضية والاسترخاء

 

يوصي العديد من علماء النفس بممارسة تدريبات الاسترخاء، بالإضافة الى ممارسة التمرينات البدنية والرياضية لتفادي هرمونات الضغط النفسي وإفرازمادة الاندروفين التي تمنح الشخص الشعور بالمتعة والإنتشاء.
ويعتبر خبراء اللياقة البدنية ممارسة نوع من النشاط البدني بشكل منتظم إحدى الطرق السهلة والأكثر فائدة للحصول على تغيرات ايجابية في حياة الفرد وتمكين الجسم من التعامل الفعال مع المواقف الضاغطة. ومن جانب أخر ، بين الباحثون في المجال الفسيولوجي بأن المؤشر الصحي الرئيسي بالنسبة للإنسان هو قدرة القلب والأجهزة الحيوية على التحمل وهذا التحمل يتحقق ويتطور من خلال النشاط الرياضي المنتظم.
فالأنشطة البدنية والرياضية من أهم الوسائل لمقاومة ومعالجة الضغوط النفسية، كما أنها وسيلة للاسترخاء، وخاصة الأنشطة البدنية الأكسجينية (أي المجهوذات ذات الشدة المعتدلة التي يتم خلالها استهلاك الاوكسجين لأكسدة السكريات دون تكون الحامض اللبني) مثل: المشي – السباحة – ركوب الدراجات، وهي انشطة رياضية تخفض من حدة القلق والحزن والشد العضلي والتوتر.


ولتحقيق برنامج منتظم ومستمر للنشاط البدني، ينصح المختصون بممارسة رياضة المشي باعتبارها في متناول الجميع، ولا تحتاج إلي معدات او ادوات مكلفة. وفي هذا الإطار، أثبتت الأبحاث الحديثة أن المشي علاج فعال للإنسان العادي يساعده على التخلص من التوتر والقلق، ويزيد من تأثير الأدوية وفعاليتها بالنسبة للمريض النفسي، ويساعد الممارس أيضا في تفريغ طاقته بدلا من توجيهها إلى العدوان والمشاجرات والتوتر، ومن ثم يصفو ذهنه وتهدأ نفسه.
كما أن الشخص الذي يمارس التمرينات الرياضية لا يرهق بسرعة مثل الشخص الذي لا يمارس أي تمرينات. و من المعروف أن الشخص المصاب بإرهاق تكون قدراته منخفضة في تحمل أي أعباء جسمية أو نفسية. فالتمرينات الرياضية تعتبر وسيلة للتــركيــــــز والاستـــرخاء وصــــــرف الدهن عن أي متاعب أو توتر. و تؤدي أيضا إلى نوع من “اليوفوريا” أي الشعور بالإنتعاش والمتعة.


الإعتدال والإنتظام في الممارسة

لكي يكون النشاط البدني مؤثرا وفعالا في مواجهة الضغوط النفسية ينبغي أن يتسم بما يلي:

– أن يكون مصدر متعة ويتناسب مع شخصية الفرد المزاجية والجسمية.

– أن يبذل خلاله الفرد جهداً يعادل 50 – 60 % من قدراته.

– أن تتراوح مدة الممارسة من 20 إلى 30 دقيقة كل حصة ، وقد تزيد وفق مستوى القدرات.
. يزاول الشخص من 2 إلى 3 مرات في الأسبوع كحد أدنى – أن

– ليس المهم طول فترة التمرينات الرياضية، ولكن الأهم هو الانتظام فيها فالجسم في حاجة مستمرة ومنتظمة للرياضة.

– أثناء ممارسة التمرينات الرياضة يستحب أن يرتفع عدد ضربات القلب إلى مستوى معين إذا أردنا فائدة اكبر(ما بين 140 و 160 نبضة في الدقيقة- أوندورونس-) .

– إن تمارين المفاصل مرة على الأقل في اليوم يحافظ على ليونتها ومرونته المطلوبة

وتجد الإشارة هنا إلى أن النشاط البدني قد يتضمن بعض المخاطر، وخاصة لمن هم فوق الخامسة والثلاثين الذين لم يتعودوا على حياة نشيطة. وبناء على ذلك، فإن استشارة أخصائي في مجال الطب الوقائي تعتبر الخطوة الأولى قبل البدء في ممارسة أي نشاط بدني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة