حميد رزقي
يطالب عدد كبير من مزارعي الشمندر السكري بمقاطعة التنمية الفلاحية 534 بدار ولد زيدوح بإقليم الفقيه بن صالح من إدارة وحدة كوسومار بأولاد عياد الجلوس على طاولة الحوار من اجل تدارس عدة إشكالات تهم القطاع ، وتحد كثيرا من مردودية الفلاحين بالمنطقة.
ويصف المحتجون الذين ينحدرون من دوار الهبابزة وأولاد علي أمحمد والمغارير وأولاد أسليمان وأولاد النيفاوي وأولاد حمزة ، مردودية الموسم الفارط بالأسوأ ، ويعتبرونها نتاجا لسياسة شركة كوسومار غير العابئة بمعاناة المزارعين ومطالبهم المتكررة.
وينتقد المحتجون الذين تجمعوا يوم 05 أكتوبر الجاري أمام مقاطعة التنمية الفلاحية بدار ولد زيدوح، ينتقدون بشدة، جمعية منتجي الشمندر السكري ، ويطالبون بحل مكتبها على الفور ، ويقولون أنها أضحت ممثلا غير شرعيا لهم بحكم ابتعادها عن هموم المزارع وميلها إلى جانب إدارة كوسومار بأولاد عياد.
ويؤكد عدد كبير من ممارسي هذه الزراعة على استفحال مظاهر الحكرة ، وعلى استمرار مسئولي معمل السكر في بسط سياستهم بعيدا عن المزارع على الرغم من كونه شريكا أساسيا وفعالا ، والأجدر بالاستشارة في كل قضايا المتعلقة بزراعة الشمندر السكري.
وتحدث عدد من المزارعين بمركز التنمية الفلاحية 534 عن مدى مشاركة مزارعي الشمندر السكري في الدورة الإنتاجية لهذا المنتوج، وقالوا إن المزارع يقوم على مدار السنة بمجهوذات جبارة تمتد من فترة الحرث إلى القلع وفي نهاية المطاف يجد نفسه أمام أرقام ومعادلات بعيدة كل البعد عن واقعه و طموحاته وتطلعاته.
ويؤكد المحتجون على ضرورة اخذ بعين الاعتبار خصوصية مراكز التنمية الفلاحية ، ويقولون أن فلاحي مركز 534 على خلاف نظرائهم بالإقليم ، يستهلكون عشرات القنينات من الغاز من اجل ضخ مياه السقي من الآبار، ويستثمرون الملايين على قنوات الري، وفي الأخير لا يحظون بأي امتيازات عن باقي المراكز الأخرى الذي تعتمد على مياه السدود التي تقل تكلفتها.
ونبه المزارعون إلى خطورة بعض الممارسات التي تمس بالقطاع، وتحدثوا عن سياسة القلع بالمكننة التي أضحت شبه إجبارية، ويقولون أن اغلب الرافضين لها يجدون أنفسهم على لائحة الانتظار ، مما يتسبب في أضرار جسيمة لهم ويكلفهم مبالغ مالية باهظة .
وانتقد العديد من المزارعين المعايير المعتمدة في التعويضات ، وطالبوا بضرورة استشارة الفلاح ، ونددوا ببعض الاقتطاعات الأخيرة ، وأكدوا على أنهم سيواصلون مقاطعة زراعة الشمندر السكري خلال الموسم الحالي 2017/2018 ، إلى حين قبول إدارة كوسومار بالجلوس معهم على طاولة الحوار .
وتساءل المحتجون عن البعد الاجتماعي لشركة كوسومار ، ووصفوا تدخلاتها بالمنعدمة، وطالبوا بضرورة سن سياسة اجتماعية واضحة كفيلة بمساندة أبناء المزارعين ومواكبة مشوارهم الدراسي ، وبدعم المزارع بكل مستلزمات زراعة الشمندر ، وشددوا على أهمية تدخل كوسومار لإصلاح الطرق والمسالك ببعض الضيعات الفلاحية التي يستحيل الولوج إليها ، وطالبوا بالموازاة بالكشف عن حسابات احدى الجمعيات المنتجة للشمندر السكري ومجال تدخلاتها وأدوارها وبضرورة فتح قنوات التواصل بشكل مستمر مع المزارعين .
وتفاعلا مع مطالب المزارعين ، علمت الجريدة أن ممثل السلطات المحلية بقيادة دار ولد زيدوح قد بادر إلى فتح حوار فوري مع المحتجين ، وأستمع لمتطلباتهم ، وقد وعدهم بالتدخل لدى ممثلي شركة كوسومار بأولاد عياد من اجل تدارس كل القضايا المطروحة، والعمل على إيجاد حلول واقعية كفيلة بإرضاء الطرفين.