قصبة تادلة: محمد البصيري
هل سيساهم مجلس جهة بني ملال خنيفرة في تأهيل مدينة قصبة تادلة التاريخية؟
شراكات ستغير معالم المدينة تنتظر الموافقة
يسود إحساس بالغبن في صفوف فاعلين سياسيين و حقوقيين ونشطاء بهيئات المجتمع المدني بقصبة تادلة، وكدا لدى عموم السكان، لكون المدينة لم تنل نصيبها بما يكفي من التنمية و التأهيل الحضري رغم كونها من أقدم الحواضر بالمغرب. فرغم توسعها العمراني خلال السنين الأخيرة وتوفرها على بنيات تحتية محترمة مقارنة بالجماعات الترابية المجاورة، فالمدينة مطالبة بتعزيز بنياتها الأساسية و نفض غبار الترييف و الإختلالات المجالية من أجل خلق دينامية جديدة لجب الإستثمارات و تحريك عجلة التنمية الإقتصادية المتعثرة منذ مأساة إغلاق معمل إيكوز وتسريح عماله، وهي المطالب التي عبرنا عنها من خلال سلسلة من المقالات بعدد من المنابر الإعلامية الوطنية و الجهوية.
وفي هذا الإطار تقدمت الجماعة الترابية لقصبة تادلة أخيرا بمجموعة من اتفاقيات الشراكة إلى مجلس جهة بني ملال خنيفرة و المجلس الإقليمي لبني ملال، من أجل تأهيل المدينة والرفع من جادبيتها الإقتصادية و الثقافية و السياحية. ومن أهم هذه الإتقاقيات التي تنتظر المصادقة من قبل المجلس الجهوي برئاسة ابراهيم مجاهد، اتفاقية شراكة تتعلق بتأهيل ضفاف نهر أم الربيع، وتحويلها إلى فضاءات سياحية و ترفيهية جذابة وجميلة، ورد الإعتبار إلى نهر أم الربيع الذي يخترق المدينة والذي يعاني من مقدوفات المياه العادمة دون معالجة و من انتشار النفايات و الحشرات بضفافه، و هي الأضرار التي تهدد صحة مرتاديه و مجاوريه من السكان خاصة خلال فصل القيظ.
ومن الشراكات المطروحة على أنظار المجلسين الإقليمي و الجهوي، المساهمة في تأهيل و تهيئة شارع 20 غشت الرئيسي الذي لم يعد في مستوى تطلعات الساكنة، خاصة بعد احتلال أرصفته، وتحوله إلى سوق عشوائي يومي يقض مضجع عابريه. كما أن إنارته الضعيفة و العتيقة و قربه من أطلال معمل إيكوز ومن السوق الأسبوعي الذي لازال ينعقد وسط المدينة يزيد من تشوه معالمه. ومن أبرز الشراكات المطروحة أيضا، الشراكة المتعلقة بتهيئة المدينة العتيقة التي طالها النسيان وباتت على مر السنين تفقد معالمها التاريخية و السياحية، وهي شراكة إن تمت الموافقة عليها ستساهم في رد الإعتبار للذاكرة و لتاريخ المدينة، و ستجعل من مدينة قصبة تادلة مفخرة و منارة لكل سكان الجهة. هذا و توصل المجلس الجهوي لبني ملال خنيفرة و المجلس الإقليمي باتفاقيات شراكة أخرى تهم بناء جسرين حديدين على نهر أم الربيع لتخفيف ضغط المرور على القنطرتين التاريخيتين الوحيدتين وحمايتهما من التلاشي و الإنهيار، واتفاقية شراكة لتهيئة العشب الإصطناعي لملعب القرب المتواجد بايت الثلث، لتمكين الأطفال و الشباب من ممارسة نشاطهم الرياضي في ظروف ملائمة.
فهل سيستجيب مجلس جهة بني ملال خنيفرة و المجلس الإقليمي إلى تطلعات سكان مدينة قصبة تادلة و منتخبيها و مختلف فعالياتها، و يساهم في تأهيل المدينة و في تنميتها، وتخصيص نصيب من ميزانية المجلسين لفائدة ثاني مدينة بإقليم بني ملال. هذا ما يتمناه مواطنو و مواطنات مدينة قصبة تادلة.