الأستاذ محمد البصيري يخصص الحلقة 13 من سلسلة “صحة ورياضة” لفوائد النشاط الرياضي لدى الأطفال. ممارسة رياضية ممتعة من أجل صحة و سلامة فلذات أكبادنا

هيئة التحرير25 أكتوبر 2017
الأستاذ محمد البصيري يخصص الحلقة 13 من سلسلة “صحة ورياضة” لفوائد النشاط الرياضي لدى الأطفال. ممارسة رياضية ممتعة من أجل صحة و سلامة فلذات أكبادنا

إعداد: محمد البصيري

 

 

ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم أمر أساسي بالنسبة للطفل ،لأنها ترافق نموه وتساهم في تنمية قدراته الذهنية والتحكم والثقة في النفس والاستقلالية في اتخاذ القرار كما تنمي لديه روح العمل داخل المجموعة والفريق. إنها من بين المؤهلات التي يكتسبها الطفل من خلال مزاولته للأنشطة الرياضية شريطة الحرص على اختيار الرياضة المناسبة له.

يؤكد الأطباء والمربون والرياضيون وعلماء لنفس أن النشاط البدني والرياضي يشكل دون ريب احد عوامل النمو بالنسبة للطفل. ففوائده عديدة بدنيا أولا تم نفسيا وذهنيا. فضلا عن دوره الهام في التنشئة الاجتماعية للطفل .

 

الرياضة متعة واستفادة

الأطفال في حاجة ماسة لتفريغ طاقتهم في إطار اللعب. وما يهم الطفل قبل كل شيء هو الشعور بالمتعة والبحث عن اللذة. لكن هذا الإحساس يساهم بشكل صحي في النمو البدني والذهني والوجداني للطفل.

-على المستوى البدني: يساهم النشاط البدني والرياضي في النمو المنسجم للعضلات ويحافظ على وضع صحي للعمود الفقري ويساهم كذلك في محاربة الخمول. هذا الأخير بات في مجتمعاتنا الحديثة يصيب أكثر فأكثر الأطفال بسبب مكوثهم لوقت طويل أمام أجهزة التلفاز والحاسوب والألعاب .

 

على المستوى النفسي : تساهم ممارسة الأنشطة الرياضية في اكتساب الطفل للاستقلالية والتحكم في الجسد وإدراك الزمان والمجال. كما تساهم أيضا في تفتح الطفل وتمكينه من تفريغ توتراته اليومية وتنمية قدرته على التركيز بالمدرسة .

-على المستوى الاجتماعي : تساهم الرياضة في التنشئة الاجتماعية للطفل. فكيفما كان سنه فإنها تنمي لديه ثقافة الفريق وتعلمه احترام القواعد والقوانين واحترام الخصوم والإحساس بالانتماء للمجموعة ، مما يعينه على تكوين هويته وذاته .

 

أية رياضة لطفلك ؟

يطرح اختيار النشاط الرياضي لذى الآباء بعض المشاكل إذ يتملكهم أحيانا الخوف والحيرة من المجازفة بفلذات أكبادهم .
الأبحاث في هذا المجال تشير إلى أن لكل سن رياضته. فقبل تسجيل طفلك بأي نادي يلزم التأكد من أن النشاط الرياضي يناسب سنه وشكل جسمه. فبعض الرياضات تتطلب مجهودات غير متلائمة أحيانا مع قوة عضلات وعظام الطفل .

بين سني 6 و8 يجب اختيار الرياضات التي لها تأثير عام على الجسم برمته كالجمباز والرقص والسباحة مع تجنب إجهاد الطفل ، إذ لا يجب تجاوز 6 ساعات أسبوعيا من النشاط البدني بما فيها التي يمارسها بالمدرسة .
بين 8و12 سنة بإمكان الطفل ممارسة 8 ساعات طيلة الأسبوع وقد يصل إلى 10 ساعة عند تجاوزه سن 12 سنة. إذاك يمكنه ممارسة رياضات جماعية أو فردية. فالسن المثالي مثلا لبداية ممارسة أنشطة العاب القوى أو الدرجات هو 10 سنوات لأنها تتطلب قدرات الجلد والتحمل .

أحيانا لا تتوافق خصائص شخصية الطفل مع أي نشاط رياضي. فرياضة الركبي مثلا لا يمكنها إلا أن تزيد من حركية الطفل الزائدة ( هبير أكتفيتي). فطفل كثير الحركة قد توافقه السباحة أو العاب القوى لأنها تنمي قدرات الجلد والصبر. بالنسبة للأطفال الخجولين فينصحون بممارسة الرياضات القتالية أو الألعاب الجماعية التي تساعده على تأكيد ذاته والثقة بالنفس .
قبل اتخاذ القرار لابد إذن من استشارة الطفل لان فرض رياضة ما عليه لن تساعده على التفتح. لذى لابد من تجريب عدة رياضات لاختيار الأنسب منها .

 

الرياضة وصفة علاجية

بالنسبة للطفل المريض لابد من معرفة الرياضة المناسبة لوضعه الصحي. وزيارة الطبيب سنويا واجبة من اجل الكشف عن الاعطاب البدنية التي قد تعيق الممارسة أو التي تستلزم تكييف النشاط البدني. فالفحص يجب أن يشمل التنفس والقلب ووضع العمود الفقري وغضروف النمو بالنسبة للأطراف. هناك من يمنع الطفل المصاب بالربو من ممارسة النشاط الرياضي والذي على العكس من ذلك بإمكانه (أي النشاط الرياضي ) المساهمة في علاجه كالسباحة التي تساهم في تقوية كل عضلات الجسم وتحسن من أداء الجهاز التنفسي شريطة تكييف المجهود والقيام بعملية الإحماء وان يكون الطفل مصحوبا بالأدوية التي يستعملها واخدها من اجل الاحتياط قبل المجهود بدقائق. وينصح كذلك الأطفال المصابين بأمراض الجهاز العظمي بالسباحة لان الماء يحمل الجسم وتختفي بذلك الآلام الناجمة عن المجهود البدني .

بالنسبة للطفل المصاب بداء السكري فان الرياضة جزء من العلاج مثلها مثل الأنسولين أو الحمية الغذائية مع الحذر من خطورة تقليص نسبة السكر بالدم(هيبوكليسيمي).وهنا لابد من التركيز على توجيه الطفل وتربيته في هذا المجال .

الرقص كذلك من بين الرياضات التي ينصح بها الأطباء لأنه ينمي مجموعة من القدرات كالمرونة والجلد والتخيل ذهنيا .

إن اختيار النشاط الرياضي الملائم للطفل أمر هام للغاية .لأنه يساعده على تأكيد الذات والحصول على لياقة بدنية جيدة الضرورية للبقاء في صحة جيدة ،خصوص مع تنام ظاهرة بدانة الأطفال .

 

تكييف النشاط الرياضي

لايستفيد الطفل من النشاط الرياضي إلا إذا كان هذا الأخير متوافقا مع قدراته وإمكانياته البدنية ومع رغباته كذلك. عموما تبتدئ ممارسة الرياضة منذ سن السابعة تقريبا ويمكن أن يقوم الطفل بأنشطة بدنية قبل ذلك. ففي سن السابعة تكتمل الخطاطة الجسدية ويستدمج الطفل قدرات التوازن والتنسيق الحركي والتحكم في الحركات. انطلاقا من هذا السن يمكن للطفل ممارسة الرياضة لكن في مرحلتها الخاصة بالاستئناس. وبين 8 و12 سنة تأتي مرحلة الإتقان والمشاركة في بعض المنافسات .

 

تحذير من بعض المخاطر

 

جسم الطفل ينمو بشكل دائم خصوصا على مستوى القوام والوزن والعظام وعلى المستوى الغضروفي. هذه التغيرات تجعل الطفل في وضع هش وتستلزم مراقبته وبالخصوص عند مزاولته للرياضة. وبعيدا عن الحوادث الغير متوقعة فان التداريب الشاقة والغير متوازنة تؤدي الطفل. فغالبا ما تكون إشارة الخطورة عبر الإحساس بالألم أو بعياء غير طبيعي أو مشاكل خلال النوم أو فقدان للشهية أو تدني تحصيله الدراسي.
وعلى المدى البعيد فان ممارسة نشاط رياضي بشكل غير ملائم يتسبب في إصابات على مستوى غضروف النمو الذي قد يصاب بتشققات أو كسور ما يعيق عملية نمو الطرف المصاب. ولتجنب ذلك يجب تعليم الأطفال التعبير عن الشعور بالألم لتجنب خطر الإصابات.
إن الوقاية في هذا المجال أساسية فضلا عن احترام أوقات الطفل( وقت الراحة والدراسة والنوم والرياضة ) دون إغفال التغذية المتوازنة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة