حميد رزقي/ سوق السبت
أقدمت السلطات الإقليمية بالفقيه بن صالح، مؤخرا ، على تحويل تجار الأثاث القديم وأرباب المتلاشيات الذين كانوا ينشطون بالقرب من تجزئة الضحى إلى مكان السوق الأسبوعي، وذلك تفعيلا منها للجهود الرامية إلى الحفاظ على جمالية المدينة والحد من الاكتضاض الذي غالبا ما يحدث بسبب كثرة المترددين عن هذا النوع من السلع الذي بات ولابد منه عند عشرات الأسر الهشة .
وتأتي هذه الخطوة التي وصفت بالجادّة ، والأولى من نوعها في عهد محمد قرناشي ، العامل الجديد على إقليم الفقيه بن صالح ، في سياق التفاعل مع مطالب الساكنة القريبة من تجزئة الضحى ، واستجابة لخلاصات بعض الاجتماعات والمقترحات الداعية إلى إحداث أسواق نموذجية كفيلة بجمع شتات الباعة الجائلين الذين أصبحوا يشكلون لوحدهم ظاهرة اجتماعية تقتضي حلولا مستعجلة .
وتبقى الغاية الأهم من هذه الخطوة حسب مصادر عليمة ، هي محاولة “إعادة تنظيم هذه الحرفة ”بإقليم الفقيه بن صالح وتخصيص أماكن مقننة للبيع كفيلة بضمان لقمة العيش لكل المزاولين لها ، والتحسيس بأهميتها كفعلِ وقائي فعال ضد البطالة المقنعة وإجراء عملي سيساهم في محاربة الازدحام الذي تعرفه بعض الطرقات التي اختفت أدوارها الحقيقية وتحولت إلى فضاءات للبيع ..
وتتبعا منه لهذا الإجراء الاجتماعي، أفادت مصادر الجريدة ، أن عامل الإقليم سيترأس شخصيا لجنة مختلطة، الغاية من إحداثها السهر على تتبع الملف ودراسة كل السبل الممكنة لمعالجة ظاهرة بائعي المتلاشيات بالمدينة عبر خلق طرائق ناجعة قادرة على ضمان صيرورة الحياة الكريمة لهذه الفئات الهشة والعريضة من ساكنة الفقيه بن صالح.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر متطابقة للجريدة على أن سلطات الفقيه بن صالح، قد قامت بتنسيق مع المجلس الإقليمي بحملة بيئية جد مهمة شذبت وغرست خلالها مجموعة من الأشجار بالمدينة، وأكدت على ضرورة تفعيل مضامين منظومة الحفاظ على المجال البيئي والتحسيس بأهميته.
وكانت السلطات المحلية بالمدينة، قد شنت مبكرا حملة مسعورة من اجل تحرير الملك العمومي ، وفك الخناق على مجموعة من البيوت التي تحولت فضاءاتها الأمامية إلى أسواق مرعبة ، كما عملت على تشديد الحراسة على بعض الطرق الرئيسية التي أضحت دكاكين تجارية دون سابق إشعار.
وموازاة مع هذه الدينامية التي عرفتها مدينة الفقيه بن صالح، تعالت أصوات المتتبعين ورواد بعض المواقع الاجتماعية من أجل تعميم التجربة على باقي الجماعات الترابية والمراكز الحضرية بالإقليم، وشدد بعض الفاعلين الحقوقيين على ضرورة الكف عن درء الرماد في العيون والعمل بشكل فوري على محاربة المحتلين الحقيقيين للملك العام .
ويلتمس آخرون من المسؤول الأول بالإقليم تحريك سفينته نحو بعض “المراكز السفلى ” التي أضحت فضاءا متعفنا بسبب الجشع والطمع الذي لم يمنع البعض من شرعنة الاستيلاء على الأخضر واليابس ، ويتساءلون عن مصير بعض الأسواق النموذجية التي لهفت عشرات الملايين وظلت مغلقة في وجه الباعة الجائلين إلى حد الساعة.