إعداد: محمد البصيري
أية أنشطة رياضية للمصابين بدوالي الساقين؟
Les varices des jambes
تعاني العديد من النساء من مرض دوالي الساقين الذي يحول دون استمتاع المرأة بحريتها في اختيار ما يناسبها من ملابس ويرغمها على ارتداء السراويل باستمرار من أجل إخفاء التشوهات البارزة على مستوى ساقيها أو ركبتيها،
والدوالي عبارة عن اتساع دائم وغير عادي لأوردة الساق أو الفخذ نتيجة خلل يصيب الصمامات الوريدية التي تلعب دورا مهما، لكونها تحول دون عودة الدم إلى الوراء داخل الأوردة، وفي حالة عجزها عن أداء هذا الدور يتراكم الدم في الأوردة، وبالتالي تتسع وتتورم.
أسباب الإصابة بدوالي الساقين
لم يستطع التشخيص الطبي إلى حد الآن تحديد أسباب مباشرة لظهور الدوالي، إذ تشير الإحصائيات إلى أنه يصيب كل امرأتين ورجل من أصل 10، ويمكن تلخيص العوامل المساهمة في الإصابة بهذا المرض في:
قلة الحركة، الحمل، إختلالات هرمونية واستعمال الهرمونات البديلة عند بلوغ المرأة سن اليأس، وكذا المهن والحرف التي تتطلب الوقوف باستمرار، والملابس الضيقة، والعمل في أماكن تستعمل فيها المدفئات والسمنة والأحذية ذات الكعب العالي، وأيضا حبوب منع الحمل.
ومن بين أعراض الإصابة بالدوالي، الإحساس بالتعب في الساقين، وانتفاخ وتورم الكاحلين عند نهاية اليوم، تنمل الساقين وارتفاع درجة حرارتهما، وظهور حبل وريدي أزرق اللون خصوصا عند الوقوف.
إن حدوث دوالي الساقين يؤثر على النساء وأيضا الرجال، حيث تصل نسبة الإصابة عند المرأة إلى نسبة 40 في المائة، بينما تتجاوزها إلى 70 في المائة عند بلوغهن السبعين سنة.
ويخلف ظهور الدوالي أثار نفسية لدى المرأة تبعا للوسط السوسيوثقافي والاقتصادي الذي تعيش فيه، وخاصة إذا كانت تنتمي إلى وسط يولي للمظهر الخارجي أهمية قصوى، لكن ما يجب على المرأة الحرص عليه عليه هو التعامل مع المرض بمنظور طبي فقط وليس بمنظور الآخرين.
أهمية النشاط البدني لتقليص مخاطر الإصابة
إن الخمول وقلة النشاط البدني والرياضي تعتبر أعداء للساقين. لدى ينصح بممارسة الأنشطة الرياضة لتقويتهما وتنشيط الدورة الدموية بهما. ومن أفضل هذه الأنشطة رياضة المشي التي تقوي بلطف العضلات وتنشط الدم الوريدي المتجه نحو القلب. ويعتبر استعمال الدراجة الهوائية كذلك من الرياضات المفيدة لتجنب خطرالإصابة بدوالي الساقين لأنها تشغل عضلات الساقين والفخدين. وينصح في هذا الشأن بالإضافة إلى المشي والدراجة الهوائية ممارسة رياضة السباحة وحركات الجمباز الهادئة و اللطيفة إن أمكن. ويوكذ المختصون في هذا المجال على تجنب بعض الرياضات التي تستدعي الخطو السريع والتوقفات المفاجئة ككرة المضرب وكرة الطاولة والمسايفة وكرة السلة وكرة اليد…
إن الممارسة المنتظمة ودون إفراط لرياضات المشي والسباحة والدراجة الهوائية تحسن من الدورة الدموية الوريدية مما يقلص من مخاطر الإصابة بالدوالي وذلك لكون هذه الرياضات تقوى العضلات التي تضغط على الأوردة وتساعد على عودة الدم إلى القلب. من جانب أخر ينصح بتفادي ممارسة رياضة تقوية العضلات داخل القاعة لتجنب ضغط الأثقال على الساقين. بينما مزاولة المشي السريع يوميا لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة تقوي جهاز الدورة الدموية وتزيد من سرعة الدم.
إرشادات للمصابين بالدوالي
– إستعمال جوارب ضاغطة لأنها تضغط على الساقين وتساعد على عودة الدم من الأطراف السفلى نحو القلب. وتختلف نوعية الجوارب وقوة ضغطها حسب نوعية الدوالي وحدتها ويتم اقتناؤها من عند الصيدليات وبتوجيه من الطبيب المختص.
– وضع الساقين ثلاث أو أربع مرات في اليوم فوق مكان مرتفع بالنسبة للقلب لمدة تتراوح بين 10 و 15 دقيقة (التمدد مع وضع الوسادة تحت الساقين مثلا). هذه الوضعية تساعد على عودة الدم إلى القلب.
– تفادي الجلوس في نفس الوضعية لوقت طويل. لأن ذلك يؤدي إلى تراكم الدم بالساقين. إذ يجب تحريك الساقين إن أمكن أو الوقوف والمشي لبضعة دقائق من حين لآخر.
– النقص من الوزن، لأن البدانة تؤدي إلى حدوث ضغط على مستوى الساقين وتضعف الأوردة.
– أخد حمام عند المساء أفضل من أخذه في الصباح. فالماء الساخن يساعد على ظهور الدوالي كما أن حمام الصباح تليه مدة طويلة من الوقوف مما يزيد من مخاطر الإصابة. أما حمام المساء فيليه التوجه نحو السرير مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية. وينصح بتدليك الساقين من الأسفل نحو الأعلى بالماء الدافىء وليس الساخن.
– تجنب وضع القدمين والساقين بالقرب من مصادر الحرارة لمدة طويلة وتجنب الحمام الساخن والإستلقاء تحت أشعة الشمس.
– تجنب الأحدية ذات الكعب العالي لأنها تقلص باستمرار عضلات الساق مما يعرقل عملية عودة الدم نحو القلب.
– الحرص ما أمكن خلال النوم على وضع وسادة تحت القدمين لرفعهما فوق مستوى الوركين والتأكد من عدم المعاناة من أية مشاكل قلبية أو تنفسية.