عبد العزيز هنــــو
من الملاحظ أنه لا يخلو جدار أو فضاء بمدينة بني ملال دون أن تقع عيناك على كتابة برشاش الصباغة هي عبارة عن كلام فاحش أو رسومات خادشة للحياء أو أسماء ورموز مبهمة تحط مما تبقى من كرامة كاتبيها ، وتماشيا مع المثل الفرنسي: nom des fous est écrit partout
فإننا نطرح السؤال التالي هل هؤلاء الأشخاص الذين يلطخون الجدران بالصباغة والكتابة العشوائية أسوياء عقليا وهل تربيتهم سليمة أم أن الظاهرة هي موضة عابرة؟ للأسف الشديد تفشت هذه الظاهرة بشكل كبير ومقزز وألحقت تشوهات بالمرافق العامة والخاصة أبواب المنازل والمآرب والمباني وأسوار وأبواب المؤسسات التعليمية ولم تسلم جدران المساجد منها بدورها ، وقد تبين في نظر أحد الباحثين الإجتماعيين أن الذين يكتبون على الجدران ما لايليق لديهم نوازع عدوانية وانتقامية سواء من أنفسهم أو من الآخرين بهذه الطرق المريضة ويعانون كبثا ومن عقد نفسية وفراغ وملل أو يكون فقط للهو وإشباع الميل إلى الكتابة من أجل الكتابة فقط دون حمل هدف محدد ، كما يقترن هذا السلوك بالتربية التي هي ركن أساسي في تهيئة الطفل لحياة سعيدة بأخلاق وآداب حسنة والتزام بنظافة المكان الذي يعيش فيه ومحيطه فكلما كانت التربية سيئة فسيكون احترامه للآخرين والأنظمة والسلوك سيئا أيضا وعلى العموم فظاهرة الكتابة على الجدران تتطلب توعية وتربية على المواطنة والمحافظة على البيئة كما أن مبرراتها غير مقنعة للكثيرين والمجال يطول ويطول لوضع اليد على الخلل لكن جمال الحي ونظافته من نظافة سكانه وأبنائه وتبقى الظاهرة ممقوتة تمثل منحدرا سلوكيا سيئا ، فكيف يعقل أن بعض المؤسسات التعليمية تزين واجهاتها بألوان متنوعة تعطي رونقا وجمالية كل أسبوع بعد طمس معالم الكتابة لتجدها مجددا قد عادت بشكل فضيع ؟ أليس هذا عبثا؟؟
من هنا وجب التذكير بأن الكتابة على الجدران وتشويه الأحياء والواجهات بكلام يندى له الجبين أو سب وقذف وتشهير يعاقب عليها القانون بعقوبات صارمة ومن السهل الوصول إلى أصحابها من خلال كاميرات المراقبة المثبتة و بطرق أخرى مختلفة لهذا يجب الإقلاع عن هذا السلوك اللاتربوي وأختمها بمثلنا المغربي : اللي حصل يودي.
ولنطرح سؤال هل يرضي هؤلاء أن يكتب احدهم على جدران منازلهم ؟
