نبيلة منيب من قصبة تادلة: أم المعارك الدفاع عن المدرسة والجامعة و البحث العلمينسعى إلى بناء يسار قوي و ضاغط و لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين وبدون أخلاق عالية

هيئة التحرير19 نوفمبر 2017
نبيلة منيب من قصبة تادلة: أم المعارك الدفاع عن المدرسة والجامعة و البحث العلمينسعى إلى بناء يسار قوي و ضاغط و لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين وبدون أخلاق عالية

قصبة تادلة: محمد البصيري

 

 

 

قالت نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، أن أم المعارك، معركة المدرسة والجامعة العموميتين و البحث العلمي، معتبرة أن المدخل الأساسي لتحقيق التقدم و النهوض بالأوضاع هو مدخل التربية والتعليم وترسيخ القيم الرفيعة، قيم العلم و التحرر و القراءة التنويرية و الهادفة للدين. وقالت منيب في عرضها الافتتاحي للدورة الاولى لمجلس كتاب فروع الطلبة الديمقراطيين و التقدميين التي احتضنتها مدينة قصبة تادلة أيام 17، 18 و 19 نونبر الجاري، تحت عنوان ” النضال الجماهيري من أجل الحرية، الكرامة و العدالة الاجتماعية”، (قالت) إن فيدرالية اليسار الديقراطي طالبت في برنامجها بتخصيص 1.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام للثقافة، و 1 في المائة للبحث العلمي، كما أن برلماني الفدرالية عمر بلافريج و مصطفى الشناوي طالبا السنة الماضية بتخفيض ميزانيات القطاعات الفرعية بنسبة 4 في المائة لدعم قطاع التعليم، إلا أن اقتراحهما للأسف، صوتا عليه لوحدهما بالبرلمان. وأضافت أن معركة التعليم أساسية، إلى جانب معركة صيانة البيئة من أجل تنمية بيئية متضامنة و مستدامة، معبرة عن رفضها لخوصصة التعليم و الصحة باعتبارهما ركيزيتين أساسيتين للحفاظ على كرامة الانسان. ودعت الأمينة العامة الشباب و الطلبة إلى الإنخراط في العصر، و في الثورة الرقمية و التكنولوجية التي يشهدها العالم، مشيرة إلى أن الخبراء يؤكدون على أن نصف المهن ستختفي في أفق سنة 2035، لتحل محلها الآلات الذكية، كما أشادت بالتاريخ المجيد للإتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي أنجب نخبا مناضلة قوية، و الذي تلقى ضربات موجعة.


و بخصوص حراك الريف، قالت القيادية اليسارية ” إننا نعيش اليوم سياقا يحكمه، حراك الريف أحب من أحب و كره من كره” مستشهدة بنضالات الزعيم التاريخي محمد بن عبدالكريم الخطابي الوحدوية والمناهضة للاستعمار و الساعية إلى مواصلة تحرير كل تراب المغرب المحتل أنذاك. وتطرقت المتحدثة في هذا السياق إلى تاريخ الحركات الاحتجاجية بالمغرب، انطلاقا من المقاومة المسلحة ضد الاستعمار، حيث انتزعت الأراضي و الخيرات من المستعمر، لتمنح لما أسمتهم منيب، بالمستعمرين الجدد، الذين استفادوا من الريع، مما ساهم في توسيع الفوارق الاجتماعية. و ذكرت بانتفاضة 23 مارس 1965، وبما شهدته من قمع شرس وما خلفته من ضحايا. وفي سنة 1981، قالت منيب” في الوقت الذي كان فيه الشعب ينتظر ظروف أحسن و القطع مع نظام الريع و الامتيازات، و عوض اصلاحات دستورية، وسن نظام ضريبي عادل، وتحقيق قضاء عادل و إصلاح التعليم، نهجت الدولة سياسة التقشف التي فرضتها المؤسسات المالية الدولية( صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، الأبناك المركزية)، وهي الامبراطورية المالية المتحكمة في تركيع الشعوب. وانتقدت منيب بشدة النخب الانتهازية، التي حولت مؤسسات الدولة لمصالحها الشخصية و لم تحترم المصلحة العامة و تطلعات الشعب، لتأتي بعد ذلك انتفاضات 1984، 1990 و 1991، تم حركة 20 فبراير سنة 2011، التي جاءت في سياق نهضة للشعوب المغاربية، التي ظلت حسب منيب، مغلوبة على أمرها، وهي الفترة التي انتفضت فيها الشعوب و رفعت شعارات من قبيل الحرية، الكرامة و العدالة الاجتماعية، وهي مطالب لادينية من أجل تحرر الانسان، من أجل العيش الكريم ومن أجل أصلاح دستوري حقيقي مؤسس على الفصل بين السلط و الربط الحقيقي للمسؤولية بالمحاسبة، وهي الانتفاضة تضيف المتحدثة، التي جددت الأمل، لكنها لم تجد الصف الديقراطي للأسف قويا . وتحدثت منيب عن ضعف الأحزاب و عن من ساهم في إضعافها، موجهة اللوم أيضا لبعض النخب السياسية التي لم تقدر على مواصلة المقاومة و الحفاظ على الاستقلالية. كما انتقدت حكومة بنكيران التي قالت أنها اخذت من شعارات حركة 20 فبراير (شعار لا للفساد و الاستبداد)، لكنها نسيت هذه الشعارات أمام الامتيازات، ورفعت شعار عفى الله عما سلف. وزادت زعيمة الاشتراكي الموحد ” نحن ضد أدلجة الدين الذي تعايشنا معه أزيد من 14 قرنا، وضد استغلاله لأغراض لا دينية، ونكن الاحترام للعلماء و الفقهاء المتنورين”.
و حول ما سمي بالزلزال السياسي، قالت منيب أن الزلزال يجب أن يليه “تسونامي” لإزالة الفساد كليا، وليس زلزالا فيه الكيل بمكيالين، مضيفة أن مشروع فيدرالية اليسار، هو مشروع المستقبل، منفتح على كل الكفاءات و الشرفاء الديمقراطيين الحقيقيين، مشروع التغيير و النضال الديمقراطي من أجل ملكية برلمانية و من أجل عدالة اجتماعية، داعية مناضلي و مناضلات فيدرالية اليسار إلى التعبئة و التفاعل مع النضالات الشعبية، للدفاع عن قضايا الكادحين، والعمال و الفلاحين و عن عموم الشعب، وان يكونوا قدوة متسلحين بالثقة في النفس و الاخلاق العالية، مساهمين في البناء الديمقراطي الذي لا يتحقق بدون ديمقراطيين، من أجل بناء يسار قوي و ضاغط، لأن الوطن يستحق التضحية و يستحق كل خير، ليكون المغرب قويا بجنوب البحر الأبيض المتوسط إلى جانب دول المغرب الكبير، ويلج أفريقيا و يفاوض أوربا قويا، تواصل نبيلة منيب.
و لم تفت الفرصة للقيادية اليسارية، للتعبير عن تذمرها من الوضع الذي تعيشها مدينة قصبة تادلة، التي قالت عنها أنها مدينة جميلة و أنها قلعة لليسار و يجب أن تبقى كذلك، مذكرة بمأساة إغلاق معمل النسيج إيكوز و تشريد عماله، وبالوضعية البيئية المقلقة لنهر أم الربيع، كما تأسفت بقوة لحرمان هذه المدينة المناضلة من معهدين على الأقل و مدرسة للمهندسين، و من مستشفى في المستوى، عوض توجيه المرضى إلى مستشفى بني ملال، لما للدقيقة من قيمة في زمن المريض.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة