إعداد: محمد البصيري
مع التقدم في العمر، ترتسم آثارالسنين على الوجه على شكل تجاعيد يرسمها الزمن. ولا يرغب العديد في رؤية هذه التجاعيد و يقلقهم شكلها الذي يشعرهم بمرور العقود وقد يصيبهم بالإحباط. فإذا كانت الشيخوخة صيرورة بيولوجية طبيعية، إلا ان وثيرتها تزداد بفعل عوامل متصلة بطبيعة نمط الحياة(التغدية السيئة و ادمان التبغ والكحول و الخمول والوسط الملوث وأشعة الشمس).
و لتأخير إقبال التجاعيد على الوجه و الحد من أثارها النفسية، ينصح المختصون في هذا المجال بممارسة الانشطة البدنية بانتظام واعتدال الى جانب تغدية متوازنة مع الترويح عن النفس لتخفيف وطأ ضغوط الحياة ومتاعبها.
فإذا كان النشاط البدني يقوي قلوبنا وعضلاتنا و يحافظ على صحتنا العامة، ويحافظ على مظهرنا جميلا ومتناغما. فهو أيضا يحسن حالة البشرة.
وفي هذا الصدد يؤكد مختصون في الصحة أن ممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة يمكن أن تلعب دورا كبيرا في المحافظة على الشباب و على بشرة صحية. وإذا كان من المعلوم أن ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية لها فوائد جمة للجسم بأكمله، غير ان العديد من الناس لا يدركون أن النشاط الرياضي يفيد بشكل هائل البشرة. ومن بين هذه الفوائد، زيادة نشاط الدورة الدموية، وما ينتج عنها من إيصال المواد الغذائية الى خلايا البشرة وإبعاد السموم الضارة المحتملة. كذلك يمنح النشاط الرياضي البشرة الظروف المثالية لانتاج الكولاجين وتقوية الألياف التي تساعد في حمايتها من التجاعيد والخطوط.
ويضيف هؤلاء المختصين أن الفائدة الكبرى من ممارسة النشاط الرياضي، تكون لدى من يعانون من “حب الشباب”، إذ أن ممارسته تساعد البشرة بشكل واضح في التغلب على حب الشباب، وذلك بضبط إفراز هرمونات التستوستيرون، الذي له صلة كبيرة بهذه المشكلة الصحية.
وتبرز العديد من الأدلة أن ممارسة الأنشطة الرياضية تحد من الإجهاد والضغوط النفسية، بحيث تنقص من افرازات الهرمونات الذكورية التي هي جزء من أسباب ظهور حب الشباب. ويظهر حب الشباب أكثر عندما يكون الشخص تحت تأثير الإجهاد والضغط لا سيما عند أولائك الذين يعانون أصلا من مضاعفاته.
ومن فوائد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أنها تزيد من التعرق، مما يفتح المسام ويساعد الجلد على التخلص من الشوائب العالقة به، وهذا له تأثير إيجابي على البشرة.
فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة باستمرار وعلى المدى البعيد تكون بشرتهم بشكل عام أكثر صحة. واذا كانوا يعانون حب الشباب، فإنهم يتحكمون في هذه المشكلة بشكل أفضل ويكون باستطاعتهم الحد منها.
النشاط البدني لمقاومة اثار الشيخوخة
إن ممارسة التمارين الرياضية وفق المختصين، تساعد في مكافحة آثار الشيخوخة على البشرة، فهي تؤثر في انتاج الكولاجين الطبيعي وهو نوع من النسيج الضام الذي ينفخ البشرة ويمنح الوجه النضارة والنعومة. لذا، فإن اضافة ممارسة الرياضة الى مواد تجميل طبيعية تزيد من شد الوجه ومد خلايا الجلد بالأكسجين والمواد المغذية الأخرى، وتوفير الظروف المثالية لإنتاج الكولاجين.كما تساعد الرياضة على انقباض العضلات وتقويتها، ويجعلها أكثر مرونة وأقل توترا. فعند ممارسة الرياضة يميل الجسم كله الى الاسترخاء بما في ذلك عضلات الوجه. مما يساعد في الحصول على مظهر شبابي لمدة أطول.
الرياضات الهوائية لبشرة ناضرة
فضلا عن دورها في استرخاء العضلات، فالأنشطة الرياضية الهوائية(أيروبيك)، مثل المشي وركوب الدراجة الهوائية و السباحة والركض(دجوغينغ)، تساعد أيضا في تطهيرالبشرة، لأن نشاط الدورة الدموية يزيد في الجسم، مما يؤدي الى إزالة السموم بفعالية أكثر، وإفراز المواد الذهنية(صيبوم) التي تمنح اللمعان مما يضفي على مظهر البشرة النضارة والنعومة.
فمن الواضح أن بشرة الأشخاص الذين يزاولون الرياضة يكون لونها أفضل وأكثر نضارة، بحيث انها تكون وردية متوهجة، مقارنة بغير الممارسين.
إرشادات لحماية البشرة
النشاط البدني لوحده غير كاف لنضارة البشرة ولتفادي التجاعيد والخطوط المرعبة، فقد تكون الابتسامة أحد الحلول السحرية، وفي هذا الإطار أكدت الدراسات العلمية أن الوجوم و التقطيب يسرعان من ظهور التجاعيد منذ سن مبكرة، وأن الابتسامة هي سلاح فعال ضد التجاعيد بسبب ارتخاء معظم عضلات الوجه أثناء الابتسام. ومن اجل تاخير ظهور التجاعيد ينصح المختصون في التجميل باتباع بعض الاجراءات الوقائية:
– عدم التعرض لأشعة الشمس بكثرة، مع الحرص على ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء لشد عضلات الوجه وإعطائه المظهر الشبابي الدائم.
– الحرص على أن يحتوى الغذاء على كمية وافرة من البروتين والإكثار من الخضروات، وشرب 8 أكواب ماء يوميا.
– تفادي التحديق بالنظر إلى البعيد كثيرا، وتجنب النظر إلى الشمس بدون نظارات لتفادي تكون التجاعيد حول العين. واستعمال وسادة مسطحة أثناء النوم.
– بالنسبة للسيدات الحرص على تنظيف البشرة صباحا ومساءا للتخلص من الأوساخ والسموم التي تعلق بها خلال اليوم، وتغلق مسامها مما يجعلها تبدو ذابلة ومرهقة ، مع اعتماد التقشير مرة في الأسبوع على الأقل لإزالة الخلايا الميتة وإعادة الانتعاش والحيوية إليها، مع استعمال قناع مغذ أو مرطب حسب طبيعة البشرة وحاجتها.