مراسلة
وقع الدكتور بوشعيب المسعودي مؤخرا مجموعته القصصية الجديدة “شذرات من حياتي.. شيء من الواقع وشيء من الخيال”، وذلك في لقاء أدبي ممتع، حضرته نخبة من المثقفين والمبدعين والقصاصين والطلبة وغيرهم، بفضاء المكتبة الوسائطية ـ ابن خلدون بخريبكة.
وتميز اللقاء الأدبي الذي نظمه الفرع المحلي لكتاب المغرب بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة، بمداخلات قيمة حول تجربة المسعودي، وشهادات حية، قدمها كل من الروائيين عبد الكريم عباسي وعبد الواحد كفيح من الفقيه بنصالح، فضلا عن الباحثين والناقدين عزيز ضويو ونور الدين محقق، الذي قدم للمجموعة، حيث تلا مداخلته بالنيابة محمد محقق، ابرز فيها أهمية هذا الإصدار، الذي يسافر بالمتلقي إلى عوالم تجانس بين الواقع والخيال، وذلك في قالب فني ممتع ومؤنس، وصياغة سردية مفعمة بالبراءة مع انسيابية في تسلسل الأحداث، عبر عوالم وفضاءات وأزمنة تنتقل من الطفولة إلى الشباب، لتكون المجموعة، لوحة أدبية معبرة، وبوح من حياة تزهر بفيض من الذكريات والشذرات المشوقة.
بالمناسبة، التي نشطها الروائي عبد الرحمان مسحت رئيس فرع الاتحاد، اثنت الشاعرة خديجة برعو المديرة الإقليمية للثقافة ، على تجربة الكاتب، التي تعد إحدى التجارب الإبداعية الواعدة والخصبة في افقها الحالم، متمنية له مزيدا من العطاء، وذلك من خلال توقيعات مقبلة.
أما عبد الكريم عباسي في هذا اللقاء الثقافي الذي أثت فقرته الموسيقية الجميلة الفنان سعيد الهوداني ومجموعاته، فقد بسط في مداخلته حول المحتفى به، محطات مضيئة في مسيرته، الذي عشق فيها السينما والكتابة والفنون، وجمع بين مهنة الطب والإبداع، سواء في إدارة المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة أو مشاركاته الكثيرة من مهرجانات دولية، ومساهماته المتنوعة في إصدارات سينمائية ونقدية وأخرى طبية وعلمية، فيما عرج الناقد عزيز ضويو في مداخلته التي عنونها ب” بين نقر الريشة وحد المشرط”، على كثير من المحطات في المجموعة، التي ترتبط بالطفولة والمجتمع والمرأة والإيحاء والفلسفة والهمس والمفارقات والسخرية والشذرات، اما الكاتب كفيح فقد ركز على قيمة المجموعة من حيث بساطة التلقي فيها بمنطق الطفل، وعين السينما، بحثا عن سحر الواقع والخيال، وأسئلة الوجود والحياة، ليختمها بشذرات شافية، تجبر القارئ إلى إعادة قراءة المجموعة من جديد.
بدوره اثنى الدكتور المسعودي في هذا اللقاء الذي شهد تقديم شريط من مسيرة الكاتب، على المشاركين في هذا اللقاء، مسلطا الضوء على بعض من أحلام تلك الشذرات القصصية القصيرة، التي صدرت عن دار النشر الحلبي وغيداء للنشر والتوزيع، وهي ذات نسق عميق مرتبط بالواقع والمحيط والحلم والخيال، متمنيا أن تشكل المجموعة التي كتبت بأسلوب مختلف، إضافة بسيطة ومهمة في الممارسة الإبداعية والثقافية، ليختتم اللقاء بتوقيع المجموعة واخذ صور تذكارية.
يشار أن الدكتور المسعودي هو طبيب مختص في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم، ومدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، جمعوي وفنان فوتوغرافي ومخرج سينمائي، صدر له مؤلف”الوثائقي أصل السينما”، كما ساهم في عدة مؤلفات منها “المدينة والفنون في السينما”، “شفشاون في عيونهم”، و”حقوق الإنسان في الفيلم الوثائقي… تجليات”، كما اخرج فيلم” اسير الألم”، الذي فاز بالجائزة الكبرى خلال الدورة الرابع للمهرجان الدولي للفيلم بدلهي الهندية عام 2015.