محمد كسوة
أعطيت انطلاقة مشروع تأهيل الفتاة القروية في مجال تقنيات التواصل ، القيادة وريادة الأعمال بإقليمي أزيلال وبني ملال ، والذي ينجزه فريق خريجي التبادل الدولي بجهة بني ملال خنيفرة بشراكة مع الاتحاد الوطني لنساء المغرب فرع أولاد امبارك وبدعم من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ، يوم أمس الأحد 26 نونبر 2017 بجماعة أولاد امبارك التابعة ترابيا لإقليم بني ملال ، بحضور قائد قيادة أولاد امبارك وممثلة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط ورئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب فرع أولاد امبارك ورئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية بني ملال خنيفرة وممثلة مكتب تنمية التعاون بني ملال ، وممثل المجلس الجماعي لأولاد امبارك ، ورئيس قسم الشراكة ودعم التنمية، ونائب المدير الجهوي للفلاحة بتادلة أزيلال وعدد من ممثلي وممثلات جمعيات المجتمع المدني والتعاونيات بالجهة والطلبة.
في بداية هذا اللقاء الناجح أوضح الأستاذ امبارك أقدار السياق الذي يأتي فيه هذا المشروع ، حيث أكد أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في جهة بني ملال خنيفرة ، وأنه بعد تباري 1014 مشروع من 125 دولة حول منحة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تم اختيار 68 مشروع من 53 دولة ، وكان للمغرب حظ الحصول على مشروعين ضمن هذه المشاريع من بينهما مشروع تأهيل الفتاة القروية بإقليمي أزيلال وبني ملال.
ومن جهتها رحبت أمينة مجدي رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب فرع أولاد امبارك وعضوة فريق خريجي التبادل الدولي بجميع الحاضرات والحاضرين ، شاكرة لهم تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اليوم التواصلي لإعطاء انطلاقة مشروع تأهيل الفتاة القروية ، كما استعرضت برنامج هذا اللقاء.
وعبرت لبنى عراش ، ممثلة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ، منسقة برامج خريجي التبادل الدولي عن سعادتها بتواجدها لأول مرة بمدينة بني ملال ، معربة عن افتخارها بهذا المشروع الذي حضي بثقة الفريق المشرف على اختيار المشاريع المقدمة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب مشروع آخر بمدينة أكادير لجمعية دار سي أحمد ، وأكدت أن تنمية القدرات النسائية من الأولويات التي تركز عليها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ، لأنه لا يمكن لأي بلد أن يتطور بدون تطوير المرأة والفتاة.
ومن جانبه قدم عزيز توري ، رئيس فريق خريجي التبادل الدولي بجهة بني ملال ورقة تفصيلية عن مشروع تأهيل الفتاة القروية في مجال تقنيات التواصل ، القيادة وريادة الأعمال بإقليمي أزيلال وبني ملال وبالضبط في خمس جماعات ترابية هي : أفورار ، تيموليلت ، واويزغت ، أولاد امبارك و فم العنصر، مبرزا أن هذا المشروع يأتي تماشيا مع سياسة الدولة في مجال تأهيل المرأة ثقافيا وصحيا وحرفيا وإشراكها في التنمية ، وجعلها عنصرا فاعلا في الأسرة والمجتمع.
وأضاف توري ، أن مشروع تأهيل الفتاة القروية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب في إطار برنامج منح خريجي التبادل الدولي ، حيث سيعمل الريق على تأهيل الفتاة القروية وتقوية قدراتها وتوعيتها بدورها المركزي في المشاركة في التنمية ، وذلك من خلال تحسيس 300 فتاة قروية وتوعيتها حول أهمية المرأة ودورها في المساهمة والمشاركة في التنمية المحلية ، الجهوية والوطنية ، وتكوين 75 فتاة قروية في مجموعة من المواضيع المرتبطة بمهارات الحياة ، تقنيات التواصل ، مهارات القيادة و ريادة الأعمال والدفع بهن لأخذ زمام المبادرة للولوج لسوق الشغل والانخراط في الجمعيات والتعاونيات، خلال مدة المشروع التي ستستغرق 9 أشهر.
وترجع مبررات المشروع حسب عزيز توري ، إلى ضعف مشاركة الفتاة القروية بالجهة في العمل الجمعوي/التعاوني ، ضعف تأطير الفتاة القروية فى مجال المقاولة ، النقص في تمثيلية الفتاة القروية في سوق الشغل ، حاجة الفتاة القروية للدعم وتقوية القدرات لتطوير أدائها في مهارات القيادة بالإضافة إلى أهمية التكوين في مجال تقنيات التواصل ومهارات الحياة.
وبخصوص المراحل الأساسية لإنجاز المشروع فقد أكد رئيس فريق خريجي التبادل الدولي أنها تتمثل في تنظيم لقاء افتتاحي للمشروع ؛ تنظيم لقاءات تواصلية/توجيهية مع الجمعيات والتعاونيات ، المرحلة التحضيرية الأولى (التحسيس في صفوف المشاركات) ، المرحلة الثانية (تنظيم ورشات تكوينية) ، المرحلة الثالثة (تنظيم دورات تدريبةdes stages ) ، المرحلة الرابعة والأخيرة ( تنظيم زيارات ميدانية) .
وبعد هذه المداخلات أتيحت الفرصة لمجموعة من الرائدات في العمل النسوي بالجهة من أجل تقديم تجاربهم في العمل الجمعوي والتعاوني وتقاسمها مع عموم الحاضرين والحاضرات باعتبارها تجارب حية بغية تقييم وتحسين تدخل المرأة ووجودها في مشهد التنمية، كما فتح باب التدخلات أمام الجميع لطرح التساؤلات والملاحظات والمقترحات بغرض إنجاح هذا المشروع والتنبيه إلى مجموعة من المعوقات التي لازالت تقف حجرة عثرة أمام النساء في العمل التعاوني و المشاركة في التنمية إلى جانب أخيها الرجل ، هذا وقد كانت مختلف المداخلات والتساؤلات قيمة ومفيدة تعبر عن مدى الوعي والتجربة التي راكمها المجتمع المدني ومختلف الفاعلين في بلادنا ، وتعبر عن الحاجة الملحة لمثل هذه المبادرات التي من شأنها أن تساهم في إحداث ولو شيء من التغيير بهذه المناطق النائية والمهمشة.