الفوائد الصحية لرياضة المشي بالمناطق الجبلية موضوع الحلقة 17 من سلسلة “صحة و رياضة” التي يعدها كل أسبوع لتاكسي نيوز الأستاذ محمد البصيري

هيئة التحرير30 نوفمبر 2017
الفوائد الصحية لرياضة المشي بالمناطق الجبلية موضوع الحلقة 17 من سلسلة “صحة و رياضة” التي يعدها كل أسبوع لتاكسي نيوز الأستاذ محمد البصيري

إعداد: محمد البصيري

 

الفوائد الصحية لرياضة المشي بالمناطق الجبلية
-Randonnée pédestre –

لرياضة المشي(راندوني) عموما فوائد صحية عديدة بدنيا ونفسيا. لكنها بالمناطق الجبلية تكتسي طابعا أخرا بفعل تنوع التضاريس وجمالية المناظر الطبيعية الخلابة والتنوع الثقافي لسلاسلنا الجبلية. لدى يوصي المختصون في هذا الميدان هواة المناطق الجبلية، باستغلال إقامتهم بها وممارسة رياضة المشي عبر مسالكها المتميزة بشدة علوها وانحداراتها، وذلك قصد الإستفادة من مزاياها الصحية والنفسية.
وفي هذا الصدد أكدت العديد من الأبحاث العلمية على أهمية الإقامة بالمناطق الجبلية وممارسة الأنشطة الرياضية بها.

 

المشي بالجبل متعة وصحة

فقد توصلت دراسة سويسرية حديثة إلى أن سكان المناطق الجبلية أو زوارها الدائمين أقل تعرضا لاضطرابات الدورة الدموية وأمراض القلب مقارنة مع نظرائهم من سكان ومرتادي السهول والوديان. وتقول الدراسة الصادرة عن معهد الطب الوقائي بجامعة “زيورخ” والتي اعتمدت على متابعة البيانات الصحية لنحو 1.6 مليون شخص من المقيمين في شرق وشمال ووسط سويسرا تتراوح أعمارهم بين أربعين و84 عاما وعاشوا في مناطق تتفاوت ارتفاعاتها بين 259 مترا و1960 مترا فوق سطح البحر “أن احتمالات الإصابة بأمراض الدورة الدموية والقلب تنخفض بنسبة 22% مع كل ألف متر ارتفاعا عن سطح البحر بحد أقصى حوالي 2800 مترا، كما تنخفض احتمالات الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 12% في نفس المسافة”.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن انخفاض المخاطر الصحية بالمناطق الجبلية تعود بالأساس إلى تكيف الجسم مع الظروف المناخية في المناطق الجبلية. فالهواء في المناطق الجبلية أكثر جفافا وأقل كثافة منه في مناطق السهول، ما ينعكس إيجابيا على وظائف الأعضاء والتمثيل الغذائي في الجسم، فضلا عن قوة أشعة الشمس وفوائدها لا سيما في توليد فيتامين د. وتضيف ذات الدراسة العلمية أن الأغذية المنتجة في المناطق الجبلية لها قيمة أعلى من تلك المنتجة في السفوح والوديان مثلما هو الحال في منتجات الألبان، تبعا لاختلاف نوعية علف الماشية في الجبال عن مثيلاتها في الوديان.
وقي ما يخص صحة القلب والأوعية الدموية خلصت الدراسة إلى وجود عوامل تساعد على الحماية والتقليل من مخاطر الإصابة باضطرابات الدورة الدموية وأمراض القلب لا سيما وأن متابعة البيانات التي استند إليها البحث تؤكد أن تأثير الإقامة في المناطق الجبلية على صحة الإنسان ليس قصير المفعول بل يترك بصماته لفترات طويلة. وينسحب تأثير طقس الجبال الإيجابي على الأجنة والنساء الحوامل وبالتالي يكتسب مواليد المناطق الجبلية ميزات صحية في القلب والأوعية الدموية تستمر معهم طيلة حياتهم، حيث لاحظت الدراسة أن مواليد المناطق الجبلية أقل عرضة لأمراض القلب والشرايين من مواليد المناطق السهلية حتى بعد تغيير مكان إقامتهم، وهو ما يدعو إلى البحث في تأثير الطقس على نمو وتشكيل الجنين.
من جهتها أكدت دراسات سابقة كبر حجم قلب وسلامة الأوعية الدموية لسكان المناطق الجبلية لتتمكن من ضخ الدم بقوة أكبر تكيفا مع الطقس السائد هناك. وأضافت أن طقس المناطق الجبلية لا ينعكس إيجابيا فقط على الجسم ووظائف الأعضاء، بل أيضا على معنويات الإنسان وحالته النفسية وبالتالي على الصحة العامة. ويشير باحثون في هذا المجال أن عددا قليلا من الدراسات اهتم بالعلاقة بين ارتفاع مكان إقامة الإنسان عن سطح البحر وبين أمراض القلب والدورة الدموية.
دراسة حديثة في ذات الموضوع أجريت على المتنزهين والمتسلقين في جبال الألب، أن للمشي نزولا فوائد أخرى إضافية لا يتوصل اليها الجسد من خلال المشي صعودا في مناطق جبلية. فإذا كان المشي صعودا متعبا وصعبا، فلا تزال فرصة الإستفادة من المشي نزولا متوفرة، وهي الأسهل. فالدراسة التي بينت أن المشي صعودا ساعد على التخلص من الدهون بسرعة ، وجدت أن النزول من أعلى أدى إلى خفض السكر في الدم بشكل ملحوظ، في حين ساهم المشي، صعودا أو نزولا، في خفض نسبة الكولسترول في الدم. هذه الدراسة أجراها الدكتور “هاينز دريكسل”، وهو طبيب يعمل في مستشفى “فيلدريخ” النمساوي وتأتي أهميتها والجديد فيها من كون المشاركين فيها هم من هواة المشي في الجبال ومناطق التزلج. وكشف الطبيب النمساوي عن نتائج دراسته في خلال مؤتمر طبي نظمه تجمع أطباء القلب في” نيو اورليانز”، مؤخرا. وتؤكد الدراسة على فوائد المشي في كل الأحوال، صعودا كان أم نزولا، إلا أن مرضى السكري مثلا يستفيدون أكثر من ممارسة المشي نزولا، لا صعودا.

ويقول الدكتور “جيرالد فلتشر”، طبيب الأمراض القلبية بمستشفى “مايو” في “جاكسونفيل”، إنه يمكن تطبيق هذه الدراسة في الحياة اليومية، فمرضى السكري الذين يعملون في مكاتب موجودة في مباني عالية مثلا، يمكنهم استقلال المصعد صعودا والدرج نزولا.

 

إرشادات لممارسي المشي بالجبل

تتطلب رياضة المشي بالمناطق الجبلية توفر مجموعة من اللوازم الضرورية لتفادي مجموعة من المخاطر أهمها :
-أحدية وألبسة خاصة بهذا النشاط الرياضي. إذ يجب اقتناء أحدية خاصة ذات جودة لحماية القدم، قابلة
للتكيف مع تنوع طبيعة الأرض(صخور، نباتات، ثلج…). ويجب أن تكون مريحة غير ضيقة وخفيفة الوزن وغير منفذة للماء.
– خلال الصيف يجب عدم نسيان القبعة والنظارات الشمسية الجيدة ووشاح مع أخد ملابس إضافية تحسبا للتقلبات الجوية والبرد في القمم.
– اختيار حقيبة الظهر(ساك أدو) تكون مريحة وتحتوي على بعض اللوازم الأساسية مصباح وعلبة عود الثقاب، وحقيبة طبية صغيرة تحوي بعض الأدوية الأساسية المضادة للصداع والإسهال ومرهم مضاد للشمس. وخريطة وبوصلة والورق الوقائي وسكين. كما يجب عدم نسين آلة التصوير لتوثيق رحلة المشي.
– أخد وجبة غذاء خفيفة وبعض الفواكه الطرية والجافة وقنينة الماء، وتفادي المرور من المسالك الصعبة ذات المعالم غير الواضحة.

.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة