قصبة تادلة: محمد البصيري
نظمت فيدرالية الفجر للتنمية المستدامة بقصبة تادلة، بتنسيق مع المجلس البلدي، يوم أمس الأحد بمقر الجماعة الترابية ندوة تحت عنوان “البيئة السليمة أداة للتنمية المستدامة”، شارك فيها باحثون ومنتخبون و فعاليات جمعوية وإعلامية و عدد من سكان مدينة قصبة تادلة.
و خلال هذه الندوة التي حضرها باشا المدينة و رئيس الجماعة الترابية لقصبة تادلة، و المنظمة في سياق استياء سكان المدينة من الأضرار الصحية و البيئية لمطرح النفايات الصلبة و قلقهم اتجاه مخاطر التلوث المهددة لنهر أم الربيع و الفرشة المائية، قدم الدكتور فؤاد الزهراني المختص في مجال تدبير النفايات، عرضا علميا تناول من خلاله الإشكاليات المتصلة بالنفايات الصلبة و السائلة، موضحا بالأرقام طبيعة النفايات المنزلية و مكوناتها و مختلف أنواع المطارح العمومية (المنزلية، الصناعية، الخطيرة) وآثارها السلبية على المحيط البيئي في غياب أنظمة الفرز و المعالجة. كما تناول الدكتور الزهراني القوانين الوطنية المنظمة لمعالجة النفايات وللتدبير المفوض و البرنامج الوطني لتدبير النفايات(2008-2020)، مشيرا إلى أن المطرح العمومي لقصبة تادلة عشوائي و غير قانوني و تأثيراته البيئية سلبية و خطيرة على صحة المواطنين و على البيئة. وقدم المتحدث توضيحات بشأن معايير المطارح المراقبة، مشيرا إلى بعض التجارب الدولية التي جعلت من النفايات الصلبة و السائلة مصدرا للطاقة و فرص الشغل وموارد مالية.
من جهتها قدمت الدكتورة فاطمة الزهراء بنيوسف مديرة شركة تدبير النفايات بالمدينة، عرضا حول النفايات الصلبة لمدينة قصبة تادلة، أبرزت من خلاله تصنيف النفايات و مخاطرها الصحية و البيئية، و سبل ترشيد التعامل مع النفايات و مجموعة من الحلول الاستباقية، و طرق تصريف النفايات من خلال عملية التدوير و أنتاج الأسمدة العضوية و حرق النفايات (الترميد)، وإنتاج البيوغاز و الطمر. و قدمت المتدخلة نتائج دراسة علمية أنجزتها خاصة بطبيعة و تركيبة وآثار نفايات مدينة قصبة تادلة، مقدمة مجموعة من الاقتراحات من أجل تجاوز التأثيرات السلبية للنفايات الصلبة.
و قدم الدكتور عبد الرحمان طومزين الطبيب الرئيس بالمركز الصحي الحضري، معطيات حول الأضرار الصحية للثلوث البيئي بالمدينة خاصة الأدخنة المنبعثة من مطرح النفايات الصلبة بشرق مدينة قصبة تادلة، كما قام بجرد مجموعة من الأمراض المتصلة بالثلوث الهوائي و المائي خاصة خلال فصل الصيف، معتبرا مطرح النفايات العشوائي قنبلة موقوتة، مشددا على ضرورة اتخاذ كل التدابير من أجل حماية صحة المواطنين و المواطنات بالمدينة.
من جانبه، تطرق امحمد جلال رئيس الجماعة الترابية لقصبة تادلة، إلى التدهور البيئي و أثره على صحة الساكنة، مشيرا إلى التأثيرات السلبية لغياب بنيات التطهير بعدد من الجماعات المجاورة على الموارد المائية بالمنطقة. وحث المتدخل على تدخل كل الجهات المسؤولة (وزارة الداخلية، البيئة، الجماعات المنتخبة، المجتمع المدني)، من اجل التصدي لمخاطر الثلوث، مؤكدا على تسريع تطبيق القوانين و البرامج ذات الصلة بهذا المجال. و تحدث رئيس الجماعة الترابية عن مشكل النفايات بالمدينة بفعل تزايد عدد السكان و كميات النفايات، مشيرا إلى أن استغلال المطرح من قبل جماعات أخرى زاد من تفاقم مشاكله، وأن مخطط الجماعة يعتبر أن الحل الأمثل لن يتم إلا في إطار مطرح مراقب و مشترك، كما تناول مجموعة من المبادرات البيئية للجماعة الخاصة بعملية تشجير جنبات نهر أم الربيع و أحياء المدينة و تهيئة الحدائق، ومعطيات حول محطة معالجة المياه العادمة بغرب المدينة، مشددا في الأخير على أهمية التوعية و التحسيس و على مشاركة الجميع من أجل و سط بيئي سليم.
و في مداخلتهم، تطرق فاعلون جمعويون و مواطنون إلى المشاكل البيئية التي تعاني منها مدينة قصبة، مطالبين بضرورة إيجاد بديل لمطرح النفايات الصلبة بشرق المدينة، وحماية الساكنة من أضراره، و حماية نهر أم الربيع من التلوث و العناية بضفافه و برونقه. كما اقترحوا مجموعة من التوصيات التي سترفع إلى الجهات المسؤولة من قبل نشطاء الفدرالية، بغية بلورة شعار الندوة على أرض الواقع، وضمان تنمية مستدامة في بيئة سليمة.