شطحات المجتمع في احتفالات رأس السنة ..بني ملال نموذجا

هيئة التحرير1 يناير 2018
شطحات المجتمع في احتفالات رأس السنة ..بني ملال نموذجا
عثمان أغزاف

لم يتبقى الا سويعات قليلة لتوديع سنة بما فيها و استقبال سنة جديدة , الساعة الحادية عشر ليلا ,ساعة واحدة تفصلنا عن سنة جديدة , بني ملال تعيش زحمة خانقة , كل الشوارع لم تسلم من ضوضاء الناس حتى المغلقة منها, هناك من يتجه لاقتناء قارورات الخمر , وهناك من ثمل و يغني على ليلاه , السيارت الفارهة و الدراجات ذات الحجم الكبير متوقفة بحي أولاد حمدان , هذا المكان له قصة أخرى لا تروى الا لمن عاش بأحضان هذا الحي الذي يرتدي لباس الوقار نهارا و يصير عاريا ليلا, الكل واقف في لهفة وسط صخب الموسيقى الصادرة من قلب السيارات, حاطبات الليل , حاكمات البرد كما يسموهن البعض , واقفات على الرصيف , كل واحدة منهن تستعرض ما لديها بلباس لن يحجب النظر حتى عن ضعيف البصر , هذا حال هذا الحي على طول السنة لكن بين استقبالها وتوديعها إقبال خاص , لننتقل الى وسط المدينة , هنا أجواء خاصة , المكان يعج بالناس بمختلف تلاوينهم حجوا من كل أرجاء جهة بني ملال خنيفرة , كل ومقصوده في هذه العاصمة الصغيرة , هناك من أتى قاطع كيلومترات ليتسكع في الشوارع ويعيش جو من الضحك رفقة أصدقائه , وهناك من ينوي قضاء ليلته في حانة يشرب الخمر و يدخن لفائف الحشيش ويختمها مع حاطبة ليل , وهناك أيضا العشاق يجوبون الأزقة على ايقاع الحب و سمفونية الفقر ووتر البطالة, لنرجع بخطوات للوراء و ننعرج الى جنبات الكلية , توقفت سيارة فارهة ,نزل منها شابا مخنثا , تظهر خنوتثه من المساحيق التجميلية الملطخة على وجهه و تسريحة شعره و طريقة لبسه , عرض على ثلاث فتيات كن يتمخترن على حافة الطريق , نظرت واحدة منهن الى نوع السيارة فاندهشت , فنغزت صديقتها الاولى و همست في أذن الثانية فصعدن , اقترب منتصف الليل , رجال الأمن غزوا كل الأماكن , دوريات أمنية مكثفة , ضوء الاعتقالات قد شعل , سنمضي قدما الى “حي الصفا” قرب قسارية عين أسردون باعة الهدايا و بابانويل مصطفون والمارة ينظرون بإعجاب و حماسة , هناك من يقف لأخذ بعض الصور مع الشخصية الخرافية المرتبطة بعيد ميلاد المسيح , مارة هذا الشارع ظاهر عليهم طلبة وتلاميذ , أظن أن امتحانات نهاية الفصل الأول من السنة الدراسية لم تحجزهم عن الخروج والتسكع , جرنا الفضول وهرعنا لنعرف كيف هي الأجواء بالحديقة العمومية المعروفة ب” لاكوط” , المكان شبه مظلم رغم الإنارة العمومية , العشاق من جديد جالسون على الكراسي كل شاب يتغزل بمحبوبته , من فضاء للاستراحة و الاستجمام الى وكر لممارسة الحب الفاحش و ضفته الشمالية تحولت الى ملاذا لاحتساء الخمر .
متى سيستقيم شأن هذه المدينة ؟ منتصف الليل قد حل , عقارب الساعة متحسرة من توديع سنة واستقبال سنة جديدة , المدينة بدأت تسترجع أنفاسها , البرد القارس ساعد في التخلص من عبئ هذه الليلة على بني ملال, مرت ساعتان في 2018 الوضع يكذب ما كانت عليه شوارع وأزقة و دكاكين هذه المدينة في السنة الماضية , كأن شيئا لم يكن .
ابتسام من نواحي بني ملال قالت : أفضل أن أحتفل بمعية عائلتي الصغيرة في جو يطبعه الحب و الوفاء بحلوى بسيطة و على ايقاع المشاعر الصادقة نستحضر أهم اللحظات التي عشناها في 2017 و نستقبل 2018 بنفس جديد .
تضيف ابتسام في معرض حديثها أن الاحتفال بسنة ميلادية جديدة بالنسبة لها ليس تقليد المسيح أو اتباع معتقداتهم وتقاليدهم بل فقط نريد أن نقضي اخر أوقات هذه السنة في جو ممتع وفق ضوابط.
محمد طالب بشعبة الشريعة الاسلامية قال : إن الاحتفال بحلول سنة جديدة تشبه بالنصارى واسدل على ذلك بما جاء في الحديث ” ولا تشبهوا باليهود والنصارى” ” وخالفوا المجوس” , إذا يجب مخالفة الكفار في أمورهم الدينية وما يرمز الى خصوصياتهم .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة