محمد كسوة
ودعت ساكنة أوﻻد سي بلغيث التابعة لجماعة أوﻻد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح سنة 2017 على إيقاع الاحتجاج والاعتصام المفتوح الذي تجاوز 9 أشهر، وهو أطول اعتصام مفتوح بالمغرب مما يضمن له الدخول إلى كتاب ” غينيس ” للأرقام القياسية دون منافس، دون الحديث عن عدد الوقفات الاحتجاجية ـ محليا وإقليميا ووطنيا وحتى دوليا من خلال تنظيم وقفتين احتجاجيتين للجالية البلغيثية أمام سفارة المغرب باسبانيا ـ والتي تجاوزت 30 احتجاجا منذ أواخر سنة 2015 إلى اليوم، لكن كل ذلك لم يقنع المسؤولين بعد بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ساكنة تفوق 5000 نسمة من الأضرار التي سببها لهم مشروع لتربية الديك الرومي ، أقيم على بعد أمتار من دوارهم الذي كان ينعم بالاستقرار والطمأنينة ، إلى أن نغص عليهم من رخص لهذا المشروع حياتهم وحولها إلى جحيم، وأصبح حديث العامة والخاصة والكبير والصغير بدوار أوﻻد سي بلغيث هو المشروع والاحتجاج والاعتصام إلى حين رحيله.
غير أن لسان حال مسؤولينا بالجهة والإقليم، يقول ﻻ ينبغي الاستماع لنبض الساكنة ومطالبها إﻻ بعد استفحال الأمر ووقوع الكارثة، كما حصل بالحسيمة وجرادة، لتخرج علينا السلطات بعد فتحها للحوار مكرهة مع المحتجين بأوامر عليا بأن رسالة ومطالب المحتجين وصلت؛ لكن بعد فوات الأوات.
وفي هذا الصدد قامت ساكنة أوﻻد سي بلغيث في آخر أيام السنة الميلادية 2017 ، وبالضبط مساء يوم الأحد 31 دجنبر بالاحتفال بتوديع عام واستقبال آخر ؛ آملة أن يكون الآتي خير من الماضي ، و أمنيتهم تختلف عن أماني باقي المحتفلين على طول ربوع الوطن والعالم ، أمنيتهم أن يرحل مشروع “بيبي” ويتركهم ليعيشوا بسلام فأرض الله واسعة لإنشاء مثل هذه المشاريع.
احتفال ساكنة أوﻻد سي بلغيث كان مختلفا عن احتفاﻻت ساكنة المعمور، فهم لم يحتفلوا بقوالب الحلوى المختلفة و لم يعربدوا ، احتفلوا بتنظيم وقفة احتجاجية حاشدة بمعتصمهم أمام المشروع السالف الذكر، حاملين صور جلالة الملك والعلم الوطني وﻻفتات توضح الظلم الذي لحقهم وتؤكد إصرارهم على مواصلة الاعتصام والاحتجاج السلمي، حتى تصل رسالتهم إلى العنوان الصحيح ما دامت الرسائل والشكايات السابقة لم تجد بعد أذانا صاغية وقلوبا واعية.
و قام المحتجون و المحتجات بإشعال الشموع قبل ساعات من ميلاد عام جديد ، لكن هذه الشموع ﻻ تعبر عن الاحتفالية برأس السنة الجديدة ولكنها تعبر عن “الحكرة” والظلم والغبن الذي أحست به هذه الساكنة على منذ الترخيص لهذا المشروع ورفض مختلف المسؤولين الإنصات لأصوات الساكنة التي بحت من كثرة التشكي والاحتجاج للمطالبة برفع الضرر عنهم .
وبهذه المناسبة أكد المصطفى الشاكي فاعل جمعوي أن ساكنة أوﻻد سي بلغيث مصرة على المضي قدما في برنامجها النضالي الذي افتتحته منذ شهر دجنبر 2015 والاعتصام المفتوح منذ 21 مارس 2017 والذي تجاوز 9 أشهر، لكن دون نتيجة تذكر، اللهم ما كان من جواب وزير الداخلية السابق ورئيس الحكومة الحالى، بأن شكاية الساكنة أحيلت على المصالح المختصة للقيام بالمتعين.
وأضاف الشاكي أن اللجنة المختلطة التي زارت المشروع مؤخرا ما هي إﻻ مسرحية مكشوفة لأنه في الوقت الذي كانت الساكنة تطالب بإيفاد لجن للمراقبة إبان عمل المشروع ووجود الديك الرومي بداخله ، لم تستجب لذلك ، وبعد توقف المشروع عن الإنتاج نتيجة اعتصام الساكنة حلت هذه اللجنة إلى عين المكان، الشيء الذي يدل على عدم مصداقيتها وجديتها.
وناشد الشاكي جلالة الملك نصره الله بالنظر بعين العطف لمعاناة ساكنة أوﻻد سي بلغيث، والتدخل بإعطاء أوامره المطاعة للمسؤولين محليا للتدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الساكنة.
ومن جهته ندد لحسن بلفقيه عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سوق السبت بهذا التماطل وعدم الاكتراث لمطالب ساكنة أوﻻد سي بلغيث المشروعة والجد بسيطة والمتمثلة في العيش في بيئة سليمة، وهو ما يضمنه لهم الدستور المغربي ومختلف القوانين الوطنية والمواثيق الدولية.
وتساءل بلفقيه إلى متى ستستمر السلطات الإقليمية بالفقيه بن صالح على رأسها عامل الفقيه بن صالح في التفرج على مأساة الساكنة وتقف مكتوفة الأيدي ، وحيى بلفقيه صمود وتكتل ساكنة ﻷوﻻد أوﻻد سي بلغيث مبشرا إياهم بالفرج القريب ماداموا متحدين.