جمال مايس (رأي حر)
سقطت الثلوج البيضاء فوق قمم الجبال الشامخة ، فعزلت دواوير الأطلس المتوسط الأبية ، وحاصرت ساكنة المغرب الغير نافع الصامدة ، فظهرت فجأة كائنات انتخابية لا نراها تجوب المداشر والقرى سوى في حملاتها الانتخابية ، فأصحابها ينامون طوال الأيام والسنة ، لا يستيقظون سوى في مواسم الصيد المربحة ، وكلهم آمل أن يقنصوا صوتا هنا أو هناك ، صوتا لهذا الأطلسي التاعس من “سعد” البرلماني الناعس ، بقدرة قادر يحن قلبهم وترق أحاسيسهم، ويلبسون ثياب الوقار، وأحذية الفقراء ، ويمتطون صهوة النفاق ويتسلحون بالكاميرات ، ويطصنعون الابتسامات ويتقمصون أدوار الممثلين والممثلات و يخفون ملامحهم الحقيقية بالماكياج ، ليتقمصوا أدوارهم المسرحية ،وليظهروا أمام ضحاياهم بصفة الملائكة الطاهرين ، البيضاء أفعالهم وقلوبهم ونيتهم كبياض الثلج الذي يمشون عليه سالمين غانمين ، الثلج الذي يخافون من مطباته كأن يزلق مستشار معصور هنا أو برلماني هناك أو عضوة أصيلة هنالك أمام كبيرهم الذي يقودهم ، ففن الاستمالة والاستقطاب للأصوات العذبة لا مجال فيه ل”زليق” ، خصوصا إذا كانت كاميرا قولو لعام زين شاعلة…
منتخبون باتوا الليل يحلمون و”يهترون” ولعابهم يسيل ، استيقظوا صباحا وقالوا :” يا بسم الله يا فتاح يارزاق ليوم نطلعو لجبل”، ليس حبا في الجبل ولا في جمال الجبل ولا في ساكنة هذا الجبل ، وإنما حبا في تحقيق أحلام الليل ، وحرصا على ان لا تتحول لهم أحلامهم إلى كوابيس و “يتكردعون” في استحقاق قادم ….
صعودهم ليس حبا في الجبل الذي تعاني ساكنته على طول السنة دون أن يظهر للانتهازيين أثر ، لم يصعدوا في موسم العطش ، ولا في الموسم الدراسي ، ولا في موسم الحرث ولا ولا حين يحتاجهم المغرب العميق، ولكن زياراتهم حبا في اصوات الساكنة المنهكة ، وتلميعا لوجوههم التي أصبحت ثقيلة على القلوب المقهرة ، وجوه اقترب قطف جمالها الزائف ، وإزالة أقنعتها الممسوخة ، وجوه حولتها السياسة إلى وجوه “مقصدرة” بدأ الصدأ ينخر جميع تجاعيدها المبعثرة.
رجاء .. رجاء أيها “آلمنتخايبين” دعوا الجبل لأصحابه في موسم الثلوج، ووفروا كاميراتكم وقفشاتكم ، فصوركم في مخيلة كل من اكتوى بنار وعودكم “الانتخايبة” الكاذبة و”قليب الفيستة” وعبارات الحب الزائفة.
ولعمري إنكم “منتخايبين” وللحديث بقية….