تاكسي نيوز /محمد المرابطي
هنا المغرب …في بلدي المغرب أقدمت سيدة بمدينة تزنيت على التخلي على فلذة كبدها وسلمتهما للشرطة، حيث يعيشان في صناديق خشبية بسوق الدجاج بالمدينة.
وفي هذا الصدد أصدرت النيابة العامة بلاغا حول الموضوع شرحت فيه ماوقع وجاء فيه:” إن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتزنيت ينهي إلى الرأي العام الوطني أن (خبر إحالة الطفلين على الشارع بأوامر منه) لا أساس له من الصحة؛ موضحا أن الأمر يتعلق بسيدة تقدمت إلى مصالح الشرطة رفقة ابنيها يوم الجمعة المنصرم معبرة عن رغبتها في التخلي عنهما نظرا لظروفها الاجتماعية.
وأضاف وكيل الملك في بلاغه، أنه “تم إرشاد السيدة للحضور يوم الاثنين إلى هذه النيابة العامة لسلوك مسطرة الإهمال، وهو ما تم بالفعل، حيث تم إيداع الطفلين بالمستشفى الإقليمي وفق المسطرة القانونية المعمول بها في هذه الحالة”.
وكانت مصادر إعلامية، ذكرت أن النيابة العامة بمحكمة تزنيت، أمرت يوم السبت الماضي، بإرجاع طفلين متخلى عنهما يبلغان على التوالي ثلاث سنوات وسنتين، إلى الشارع وبالضبط بسوق الدجاج بالمدينة حيث كانا يسكنان. وهو الخبر الذي لقي استنكارا كبيرا من طرف جمعيات حقوقية.
دعونا من كل هذا ،ومع هذا اللغط الذي رافق هذه القضية ،وكل الانتقاذات توجهت نحو وكيل الملك ،وأفرغت المشكل الحقيقي من معناه ، فقبل أن ندين ونستنكر أمر وكيل الملك ، كان لزاما على الجميع ان يتوقفوا ويتأملوا مليا في الأسباب الحقيقية التي دفعت الأم لأن تتخلى على طفليها ،أليس الظلم الاجتماعي و الفقر والجوع وقلة الحيلة ،هم من دفعوها للتخلي عنهما ،أليس ناهبي المال العام و”الشفارة” المفسدين مصاصي دماء الفقراء هم من كانوا وراء قرارها ، كيف يعقل أن نسمع عن الاف الهكتارات توزع كالبقرة المذبوحة على من اسموا أنفسهم خدام الدولة ، وفي الوقت نشاهد أم لا تقوى على احتضان طفلين وبالتالي تسلمهما للشرطة ،ولم تهرب عنهما أو تتخلى عنهما في الشارع ،بل أرادت تسليم فلذات كبدها لأيادي أمينة .
فلا ننجر وراء طاحت الصمعة علقو الوكيل ، فالقضية أكبر مما نتصور ،فالمشكل يرجع إلى ما الظروف التي دفعت الأم لاتخاذ قرارها الشجاع ، نعم شجاع بكل المقاييس وهو وصمة عار في جبين الدولة وخدامها.
هنا المغرب …