محمد البصيري
يعرفه سكان المدينة منذ عقود باسم المستيون، و هو عبارة عن سد شيده الفرنسيون و فق مصادر تاريخية سنة 1929، لتحويل جزء من مياه نهر أم الرببع لسقي أراضي بني عمير. لهذا السد المجاور لمعلمة القصبة الاسماعيلية و المدينة العتيقة، مكانة خاصة في الذاكرة الجماعية لأبناء المدينة الذين يحنون الى عقود ستينيات و سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي، لما كانت مياههه المتدفقة بغزارة و اسماكه الوفيرة تطفو على السطح، و الاطفال و الشبان يتزحلقون من الاعلى نحو ” عين عيشة”، في اتجاه مجرى واد اوسعيد، و النساء منهمكات في غسل الحبوب و الصوف و الملابس و الاغطية، غير آبهات بحرارة المدينة الشديدة و منتعشات برطوبة و برودة المياه المنهمرة. الموقع و بسحره و جاذبيته كان في فصل الصيف المكان المفضل لدى جل الاطفال و الشبان و حتى الكبار لتجزية الوقت و السباحة و صيد الاسماك و ممارسة عدد من الانشطة.
الآن الاصوات الغيورة على قصبة تادلة تطالب بتهيئة و تأهيل هذا الموقع و ضفاف نهر ام الربيع الممتدة من القنطرة القديمة و الى حدود الولي الصالح سيدي بلكاسم في اطار شراكات ورصد اعتمادات عمومية، و تحويل فضاءاته الى منتجع سياحي و ترفيهي لفائدة سكان المدينة و الزوار من داخل المغرب و خارجه، و تحويل مدينة قصبة تادلة التاريخية الى وجهة سياحية و خلق انشطة و فرص عمل مرتبطة بالنهر و موارده السمكية و الرياضية و الترفيهية.
هذا دون ان ننسى حماية نهر ام الربيع من المياه العادمة، و الاسراع في انجاز محطة التصفية المبرمجة في اطار شراكة بين الجماعة الترابية لقصبة تادلة و المكتب الشريف للفوسفاط.