ألمٌ و أمل… بين ألم التلاميذ مع ثقل المحفظة وطول الطريق للمدرسة وبين أمل أبائهم بالنتائج “تيفريت” بني ملال مثلا …

ألمٌ و أمل… بين ألم التلاميذ مع ثقل المحفظة وطول الطريق للمدرسة وبين أمل أبائهم بالنتائج “تيفريت” بني ملال مثلا …

مراسلة خاصة

 

يعاني تلاميذ و تلميذات حي ” تفريت” ببني ملال من مشكل بُعد المؤسسات التعليمية و ما يزيد الأمر صعوبة هو انعدام وسائل النقل المدرسي هذه المعاناة يعيشها الآباء و الأمهات كذلك . كيف سيهنأ بالهم و تطمئن قلوبهم و فلذات أكبادهم يتعذبون في طريقهم من و إلى المدرسة أو الإعدادية . تبعُد المدرسة بالنسبة لتلاميذ السادس ابتدائي بحوالي 1500 متر ، يومين كل أسبوع يدرس هؤلاء الحصة الصباحية و المسائية هذا يعني أن هذه المسافة يقطعها التلميذ و التلميذة مرتين ذهابا​ و إيابا بمجموع ما يُقدّر ب 6 كيلومترات ، أضف إلى ذلك وزن المحفظة الذي يصل إلى بضع كيلوغرامات ممّا يُثقل كاهل الآباء مادّياً قبل أن يُثقل كاهل أبنائهم وٙزناً ، فكيف لتلميذ أو تلميذة لم (ت ) يبلغ الإثنا عشر ربيعا أن (ت) يقطع هذه المسافة بهذا الحِمل الثقيل…؟ حتماً سيظل ذهنه مشغول مع طول المسافة و وزن المحفظة بدل التركيز على الدرس داخل القسم.

أما تلاميذ الإعدادي فليسوا أفضل حالا من إخوانهم ، فهم يقطعون ضعف المسافة تقريبا إذ تقع أقرب إعدادية ( بن زكري ) على بُعد ثلاث كيلومترات تقريبا . لك أنّ التلميذ سيدرس الحصتين الصباحية و المسائية في اليوم فهذا يعني أن تلك المسافة ستتضاعف أربع مرات لتصل ل 12 كيلومترا… بالله عليكم كيف سيتمكن تلاميذ و تلميذات هذا الحي من الدراسة في ظل هذه الظروف الصعبة…؟ ،

مٙن قطع كل هاته الكيلومترات في اليوم الواحد فستكون المدرسة عنده مكانا للإستراحة و الإسترخاء فقط و ليس مكانا للدراسة و تحصيل العِلم ، “اللهم إن كنّا نريدهم أن يصبحوا أبطالا أولمبيين في رفع الأثقال و في المسافات الطويلة مستقبلا فنحن في الطريق لتحقيق ذلك ” . و تزداد الأمور تعقيدا في فصل الشتاء و الجميع يعلم مدى برودة الجو الذي تعرفه بني ملال ، فلكم أن تتخيلوا حجم المعاناة عند هؤلاء…
لكن رغم كل هذه الظروف القاسية يتمسك الأهالي و التلاميذ على حدّ سواء بخيط رفيع من الأمل في انتظار نتائج طيبة في آخر السنة الدراسية تنفض عنهم غبار المعاناة و ترسم في وجوههم الفرحة و السرور و لو لبضعة أسابيع ليبدأ بعد ذلك فصل جديد من فصول القهر و المعاناة مع بداية كل موسم دراسي…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة