تاكسي نيوز- قصبة تادلة
تعرض ليلة أمس السبت جزء من سور القصبة الإسماعيلية التاريخية للإنهيار قبالة المحكمة الابتدائية و مقر الباشوية ، حيث تهاوت الأتربة و الأحجار في مشهد فاجأ و صدم المارة و كل المهتمين بالمعالم التاريخية للمدينة. و للطف الأقدار، و سوء الأحوال الجوية لم يكن أحد بالقرب من السور المنهار الذي توجد بمحاذاته حديقة يلجأ إليها السكان لأخذ قسط من الراحة أو انتظار قضاء أغراضهم الإدارية بالباشوية و المحكمة.
هذا و تسائل مواطنون في اتصال مع تاكسي نيوز عن أسباب انهيار هذا الجز من السور الذي لم يصمد رغم أشغال الترميم التي شهدتها الواجهة الشمالية للقصبة قبل سنوات في إطار شراكة بغلاف مالي يقدر ب 100 مليون سنتيم. و أضاف ذات المواطنين أن أجزاء من السور ظهرت بها منذ سنوات أثار تسربات مياه الأمطار و بدأت في التفتت و التلاشي دون تسجيل أي تدخل من لدن الجهات المعنية.
و في نفس السياق لم يخف فاعلون جمعويون و مهتمون بالثرات المعماري للمدينة تدمرهم اتجاه الحالة المزرية لهذه المعلمة التاريخية، إذ في الوقت الذي كان الجميع يترقب فيه استكمال مشروع ترميم الواجهتين الجنوبية و الغربية للقصبة و إعادة الاعتبار لها بعد إفراغها من القاطنين بها، ها هي الأجزاء “المرممة” تندثر مع مرور الزمن، ما يطرح تساؤلات بشأن مدى نجاعة أشغال الترميم السابقة و مدى تطابقها مع المواصفات التقنية المعتمدة في ترميم و إصلاح المباني التاريخية التي تشرف عليها وزارة الثقافة. و في هذا الصدد، اعتبر ذات الفاعلين أن انهيار جزء من السور التاريخي هو بمثابة ناقوس خطر، ملتمسين تدخل الجهات المسؤولة و المعنية لإجراء الخبرة التقنية و وضع الحواجز و التشوير المحذر، تفاديا لأية مخاطر محتملة، خاصة و أن جنبات سور القصبة بالمدينة العتيقة تشهد أنشطة تجارية و إقبالا دائما للسكان، و بداخلها مسجد يقصده المصلون يوميا و تقام به صلاة الجمعة.
من جانبهم، طالب مهتمون بالشأن المحلي بالمدينة من الوزارة الوصية على المباني التاريخية و من مجلس جهة بني ملال خنيفرة التدخل و رصد اعتمادات لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية التي صمدت لأكثر من ثلاثة قرون و التي يقترن إسم المدينة بها و تعتبر جزء لا يتجزأ من هويتها و ذاكرتها، و العمل على تحويلها إلى قطب سياحي هام بجهة بني ملال خنيفرة.
و للإشارة، و وفق مصادر تاريخية، فقد شيدت هذه القصبة على مشارف نهر أم الربيع بتاريخ 1679 في عهد السلطان مولاي اسماعيل، الذي اتخذها قاعدة عسكرية استراتيجية لبسط نفوده بالمنطقة.