كنزۃ قساح ابنة بني ملال موهبة صاعدة تشق مسارها الفني بخطی ثابتة

هيئة التحرير21 مارس 2018
كنزۃ قساح ابنة بني ملال موهبة صاعدة تشق مسارها الفني بخطی ثابتة

عثمان أغزاف

 

 

كنزة قساح , شابة طموحة , تعمل في خفاء , , استأثرت فن الرسم من عائلتها الصغيرة , واكتشافها لموهبتها كان في سن مبكرة , إذ كانت دائما رياح الفن تجرها لمجراها في المنزل و المدرسة , دائما كانت تحمل أقلامها التي استطاعت أن تنسج معهم علاقة حب وطيدة , و منذ ذلك الحين أطلقت العنان للإبداع , لكن هذا العنان ظل دائما حبيس غرفتها لمدة طويلة , الى أن اخترق جدران مدرستها و تاحت لها فرصة المشاركة بمسابقة مدرسية في فن الرسم بالديار الإيطالية , وتمكنت من الظفر بالرتبة الأولى , بإبهار المشاركين و الحاضرين ولجنة التحكيم برسوماتها التي لفتت الانتباه و جنت إعجاب الصغير و الكبير , لأن ما تجود به أناملها دائما ما تحمل لمسة استثنائية تخاطب الجفون , كأنها تحاول إخبار المتلقي بشخصية كنزة الهادئة , التي لا تحب الضوضاء وصخب الحياة و تعشق الانزواء بأفكارها و أناملها و كل شيئ فيها .


في سنة 2014 ستستنشق كنزة هواء المغرب بعدما ازدادت و كبرت بالديار الايطالية , و ستبدأ حياة جديدة كانت أولى محطاتها هو التحاقها بالثانوية التأهيلية الحسن الثاني بمدينة بني ملال لاستكمال دراستها, لكن موهبتها ظلت دائما حاضرة رغم الانتقال , أقلامها و أوراقها و أفكارها لم تفارقها يوما , وكانت تراقص الطفل الذي بداخلها برسومات تلخص قصصا وحكايات من الصعب فك شفراتها ,عمقها أعمق من الحياة , وحدها التي تفهم ما وراء إبداعاتها , و في يوم من الأيام اكتشفت إحدى زميلاتها في الصف موهبتها التي بهرت بها و أصرت على كنزة لإخراجها كي يكتشفها العالم , لأنها حقا تستحق أن يكتشفها العالم , أساتذتها أيضا فوجئوا بفنها بعد نبش وهبش في شخصها , و بادروا بتشجيعها , و ضخوا دماء ملالية جديدة مفعمة بالأمل و الطموح في شرايين التلميذة الفنانة كنزة .


كنزة قساح تلك الشخصية الهادئة التي إن تكلمت تظن أن الملائكة تتكلم منها ,لعمق سكونها كبحيرة تتوق للأبدية , قررت أن تخرج بفنها العذب الى الناس , فبادرت بفتح منصة على مواقع التواصل الاجتماعي , و بدأت تنشر بعض أعمالها ,وذلك بمساعدة زميلتها التي يظهر بأنهما تجمعهما علاقة وطيدة و تحبان بعضهما البعض , عائشة , الفتاة المثابرة و الطموحة , عاشقة لكرة القدم , تتدرب بأحد الأندية الرياضية بالمدينة المبنية فوق الكهوف , بادرت في يوم من الأيام إلى مراسلة أحد الإعلاميين بشأن زميلتها ” كنزة” بغرض نشر رسوماتها كي يكتشفها الناس , بعد ان اطلع الإعلامي على الرسومات و تمعن فيها لأزيد من نصف يوم , رغم أن مواقع التواصل تعج بمثل هذه الرسومات لكن هناك عمق و قصص انسانية و عاطفية و اجتماعية ..تفوح من رسومات كنزة , فقرر الإعلامي عقد لقاء مع عائشة و زميلتها الفنانة عشية جمعة ممطرة , خرج الإعلامي من منزله و الرسومات التي شاهدها على صفحتها تمر أمام عيناه في شكل بانوراما محاولا تخيل شكل مبدعتهم على ايقاع رنة الأمطار التي علمت باللقاء الذي لم تنجح في إجهاضه , بعد نصف ساعة من المشي و الجري أحيانا , وصل الى عين المكان , بعث برسالة لعائشة ليقول لها أنه يرتدي قبعة سوداء , لم تمر حتى دقيقتان حتى سمع صوتا قريبا منه , فلوح بعيناه هنا وهناك , التفت يسارا و يمينا لكن لم يستطع تحديد مصدر الصوت ,وبعد ثواني , وقفت أمامه شابة  , ترتدي بذلة رياضية , مدت يد السلام معرفة باسمها : “سلام , أنا عائشة و هادي كنزة لي قلت ليك عليها ” رد الإعلامي وهو يتلعتم و يرتجف كأنه واقف على مأسدة وبين نارين , يظهر عليه أنه لا يعرف كيف يتكلم مع الغرباء , حتى مع نفسه لأنه غريب عنها ,شاب يعشق الانزواء و القراءة و الكتابة و التجوال بعد منتصف الليل و يعشق الفناجين السمراء والمعزوفات التركية القديمة رغم أنه من الجيل الجديد ,وينشد ذاته للقطط . عرف بنفسه لعائشة و كنزة , ”سلام أنا عثمان ” , و سكت وسكتتا الشابتين , وراحتا تهمهمان لبعضهما قليلا وسط وعوعة المكان الذي كان يعج بالبشر بمختلف تلاوينهم , التفتتا أخيرا, وبادر عثمان بالتهنئة للفنانة كنزة معبرا عن إعجابه الشديد برسوماتها , طالبا إياها بمده ببعض المعلومات الشخصية قصد كتابة مقال صحفي عنها, فبدأت بجرد أحداث حياتها و عثمان يرى حكايات تلك الشخصيات الموجودة في الرسومات في عيناها الغريتان , زوبعة من الأفكار تشن حربا في ذهن الإعلامي , لم يستطع تهدئة تلك الزوبعة الشرسة و راح يحرك رجليه من شدة التوتر , و يطأطئ رأسه ..
بعد أن أنهت كنزة حديثها , ذكر عثمان في حديثه بعض الشذرات من حياته الإعلامية الحاصلة في سراديب الذاكرة الخائنة للشابتين مرسلا بذلك حزمة من النصائح التي ربما ستحتاج اليها كنزة في مشوارها الفني الذي أعطي ضوءه الأخضر .. مؤكدا أنها ستكون من أنجح الشخصيات في ميدان الرسم ,خاتما حديثه بدعوات التوفيق و النجاح …إلى إشعار اخر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة