حميد رزقي/ أزيلال
مأساة إنسانية موغلة في الأسى والوجع يعيشها رضوان حمان( 38 سنة ونصف) وأسرته بدوار بوعزير بجماعة آرفالة الترابية بإقليم أزيلال ، عقب إصابته ، في حادثة خلال شهر يوليوز المنصرم، بكسور متفاوتة الخطورة على مستوى ظهره، تطلبت منه أجراء عملية جراحية فورية بإحدى المصحات بعدما تعذر إجراؤها بالمستشفى الجهوي ببني ملال الذي قضى به حوالي خمسة أيام دون نتيجة تقول والدة المريض.
الجريدة زارت بيت رضوان ذو الخمسة أطفال بالإضافة إلى الأم والزوجة ، وكشفت عن حالته المأساوية التي تفجع لها القلوب حد النزف ، جثة تتحرك بصعوبة بوجه شاحب، وجسم سقيم ، وجروح غائرة تنزف على مدار الساعة ، وألم لا منتهي ، ورائحة تعفن تنبعث من ثخوم الجُرحيْن، وحزن عميق عُمق هذا المغرب العميق ..، ولا جديد سوى انتظار قضاء الله وقدره أمام عوز الأسرة ذات الثمانية أفراد ، التي كان الطريح مُعيلها قبل ان يتحول إلى عبء عليها.
تقول ع. رابحة والدة الطريح ، لقد تعرض ولدي إلى حادثة بدراجته النارية مما استلزم منه إجراء عملية جراحية بحوالي 2 مليون ونصف سنتيم تكفل بدفعها رجال الدوار المحسنون، لكن ما لم يكن في الحسبان هو ما تتطلبه هذه الجروح الغائرة التي ظهرت على وركيْه، والتي رفضت المصحة التي أجرت له العملية مواصلة معالجته دون أداء حوالي 3000 درهم لكل حصة، وعلى مدى كل 15 عشر يوما تقريبا، زيادة عن مصاريف الأدوية والمستلزمات الطبية التي تفرضها حالته الصحية .
وبما أن أسرة رضوان تعيش على حافة الفقر والتهميش، فإن “رابحة” التي غارت عيونها من شدة البؤس والوجع على ابنها الذي يموت بين يديها كل لحظة، لم تجد بُدا سوى رفع أكف الضراعة إلى العاهل المغربي، وعامل إقليم أزيلال والمحسنين من اجل التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان حق ابنها في العيش الكريم .
وضع متشظي بامتياز ، قلب حياة هذه الأسرة رأسا على عقب ، وحوّل الأم من مصدر دفء إلى بركان ثائر ، تكشف دواخله عن عمق المأساة التي تعيشها الأسر المقصية بهذا الجانب من الوطن ،حيث يمسي التطبيب حلما ، والمستشفيات العمومية فضاءات لتعميق الجراح ، مثلما تمسي خطابات المسؤولين عن الصحة أكثر مضاضة وضررا من هذه الجروح الغائرة.. وحيث تبقى حالة ” رضوان” مجرد رقم من عشرات الحالات التي ربما لا ترصدها كاميرات الإعلام ، وكثيرا ما توارى الثرى في صمت حاملة معها أسرارها وهمومها إلى الأبد ..
نشرنا الصور لكي يشعر الجميع بما يشعر به المريض وأسرته ونتقاسم معهم همومهم والامهم ولو معنويا.