قصبة تادلة: محمد البصيري
احتضنت قاعة الاجتماعات ببلدية قصبة تادلة مساء امس السبت نشاطا ثقافيا متميزا حضرته فعاليات سياسية و ثقافية و جمعوية و اعلامية، و يتعلق الامر بحفل توقيع الاصدارات الجديدة” تاريخ بلاد تادلا: تحيين و تركيب ” للكاتب و الروائي عبد الكريم جويطي الذي القى بالمناسبة محاضرة قيمة حول تاريخ نشئة و تأسيس مدينة قصبة تادلة.
و خلال افتتاح هذا الحفل الثقافي المنظم من قبل جمعية المدينة العتيقة للتنمية و الثقافة و منتدى الصحافة و التنمية بتعاون مع الجماعة الترابية، القى امحمد جلال رئيس الجماعة الترابية كلمة رحب من خلالها بالكاتب عبد الكريم جويطي و بالحضور منوها بمجهودات المنظمين. كما اشار الى اهمية تناول موضوع تاريخ المدينة و المنطقة بغية ربط الماضي بالحاضر و التحفيز على التفكير في المستقبل، و كدا اهمية الحفاظ على المروث الحضاري بالمدينة و من ضمنه معلمة القصبة الاسماعيلية. و تطرق الى المجهودات المبدولة من طرف الجماعة لتشجيع الانشطة الثقافية و جميع المبادرات في هذا الشأن.
و في ذات السياق تناول عبد الكبير الوافي رئيس اللجنة الثقافية بالجماعة اهمية الفعل الثقافي في تأهيل الانسان و في البناء الحضاري، مشددا على اهمية الرأسمال الثقافي في بعديه المادي و اللامادي. كما بسط امام الحضور تصور الجماعة الترابية للنهوض بالوضع الثقافي بالمدينة ورد الاعتبار لهذا المكون الاساسي في زمن تلاشي العديد من القيم و طغيان الانانيات و المصالح المادية.
من جانبه تطرق احمد بونو رئيس جمعية المدينة العتيق للتنمية و الثقافة الى انشغال الجمعية باعادة الاعتبار للمدينة العتيقة و تأهيلها بمواصفات تحفظ طابعها التاريخي و تجعل منها قطبا سياحيا و ثقافيا، مشيرا الى عدد من المبادرات في اطار تشاركي لاضفاء رونق جذاب على المدينة العتيقة و المساهمة في حماية مجموعة من المهن التقليدية من الانقراض و حماية القصبة الاسماعلية من النلاشي و الاندثار. كذلك و في نفس السياق تحدث الاستاذ نورالدين بلفقير عضو منتدى الصحافة و التنمية عن دور الاعلام في التنمية الشاملة و المساهمة في الارتقاء بالفعل الثقافي و الاهتمام بالابداعات الفكرية و الفنية و جعل العلم و المعرفة في صلب كل المشاريع التنموية.
مباشرة بعد ذلك تم عرض شريط للصور التاريخية لمدينة قصبة و موجز من نشرة اخبار بالقناة الاولى كان تناول في و قت سابق و ضعية القصبة الاسماعيلية المزرية مع شهادات داعية الى ضرورة انقادها و حمايتها.
بعد ذلك القى الكاتب و الروائي عبد الكريم جويطي محاضرة قيمة حول تاريخ قصبة تادلة، حيث اشاد في البداية برمزية تنظيم هذا النشاط الثقافي داخل مقر البلدية، مشيرا الى ان قصبة تادلة تستحق و صفها بالمدينة لتوفرها على نسيج حضاري حقيقي رغم عدم استفادتها من برامج و مشاريع تنموية، منوها بالحكامة التي طبعت تدبير شؤونها و صرف المال العام منذ سنين مقارنة بالعديد من الجماعات. و تطرق المحاضر بتفصيل الى حيثيات مشروع ترميم القصبة الاسماعلية و الحفاظ على معالمها التاريخية و انشاء متاحف بها و جعلها قطبا سياحيا اساسيا بالجهة، لما كان مديرا جهويا للثقافة، الا ان اكراهات افراغها من القاطنين و تأخر العملية يقول المتحدث لم تسعف في تحقيق هذا المشروع الطموع بشراكة بين وزارة الداخلية و وزارة الثقافة و وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية. و دعا جويطي كل فعاليات المدينة الى ضرورة مواصلة الاهتمام بمشروع تأهيل القصبة القصبة الاسماعلية، خاصة و ان تعليمات ملكية صادرة في هذا الشأن لترميم و تثمين هذه المعلمة التاريخية.
بعد ذلك، تناول عبد الكريم جويطي باسهاب و تفصيل اهم المحطات التاريخية لتأسيس مدينة قصبة تادلة، مستدلا كما و رد في اصداراته الثلاثة بمراجع و وثائق تاريخية مغربية و اجنبية مكنته من تحيين و اعادة تركيب العديد من المعطيات التاريخية الخاصة بسهل تادلة و المناطق المجاورة. و قد تتبع الحضور باهتمام بالغ سفر جويطي عبر الازمنة التاريخية مع ما رافقها من صراعات قبلية و دينية و سلطانية لبسط النفوذ و السيطرة على سهل تادلة لموقعه الاستراتيجي و سط المغرب.
و بعد هذه المحاضرة التي سنعود اليها بتفصيل، و تسليم الكاتب عبد الكريم جويطي تذكارا رمزيا من طرف رئيس الجماعة، انطلق حفل توفيع الاصدارات التاريخية في اجواء احتفالية و انسانية ممتعة، كما تم اخذ صور لتخليذ هذا الحدث الثقافي المميز.