قصبة تادلة: محمد البصيري
أكد يونس مجاهد عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ان الجواب على اشكالية النموذج التنموي المأمول بعد بلوغ التجارب السابقة الى الباب المسدود يجب ان يمر عبر الاصلاح السياسي كمدخل اساسي لا محيد عنه. و قال مجاهد في كلمته خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه صباح اليوم الاحد الفرع المحلي لحزب القوات الشعبية بمدينة قصبة تادلة تحت شعار” من اجل مشروع تنموي جديد يتوخى الحكامة الجيدة و العدالة الاجتماعية و المجالية”، (قال) انه لا اصلاح حقيقي دون فعل سياسي لترجمة المشروع المجتمعي الذي يروم تحقيق العدالة الاجتماعية و الكرامة و التوزيع العادل للثروة و محاربة مظاهر الريع و الفساد. و اكد المتحدث على اهمية اصلاح المنظومة الانتخابية كمدخل اول تم وقف مسلسل تبخيس النخب السياسية و رد الاعتبار للمؤسسة التشريعية ذات الاهمية في الهندسة الدستورية والتي تحولت حسبه الى “مسرح” و “سيرك” رغم و جود نخب مناضلة بها، مشيرا الى انه رغم هامش الاصلاح الدستوري ” وجدنا انفسنا امام بديل اول ما قام به هو تبخيس العمل السياسي، و نهج سياسات كلها تراجعات، حيث توقف الحوار الاجتماعي، و تم تطبيق اجراءات تجاه صندوق المقاصة و منظومة التقاعد”. و ذكر يونس مجاهد بالانتخابات التشريعية الاخيرة التي لم تشهد حوارا حقيقيا حول حصيلة الحكومة التي يرأسها الحزب المتصدر للانتخابات، حيث تمحور النقاش حول ما سمي بالتحكم، و الذي برأيه لم يتم نهج اية سياسات حقيقية للتصدي له، اي محاربة الريع و الفساد و السياسات اليمينية، إذ لم تتم ترجمة مناهضة التحكم في المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية. وتناول مجاهد في بداية كلمته طرح حزب الاتحاد الاشتراكي لاشكالية النموذج التنموي بالمغرب خلال الندوة التي نظمها، مشيرا الى ان هذا النموذج بلغ اقصى مداه و استنفذ امكانياته انطلاقا من عدد من المؤشرات و الدراسات الرسمية، حيث بات من الضروري كما اكد على ذلك صاحب الجلالة في احدى خطاباته التفكير في تغييره. و اوضح عضو المكتب السياسي ان المغرب شهد تحولات سوسيولوجية و ديمغرافية لم تتمكن السياسات المنتهجة من مواكبتها، متسائلا حول كيفية تغيير هذا النموذج التنموي بطريقة ناجعة، في ضل استحالة استنساخ تجارب دولة، لكون الامر معقد و لكل بلد خصوصياته و بنياته الاقتصادية و اكراهاته، مشددا على اختيار حزبه فتح نقاش و طني حول الموضوع و اشراك الشعب و وضع حد لحالة الاحباط لتغيير الصورة العامة السلبية تجاه المؤسسات المننخبة و تجاه النخب السياسية. وذكر مجاهد بتقرير الخمسينية الذي طرح سنة 2003 كنوع من البديل من خلال تشخيص الوضع السابق و استشراف المستقبل في أفق مغرب 2025 و الذي طرح سيناريوهان الاول تراجعي في حال استمرار الوضع و ازدياد النقائص و الثاني و هو السيناريو المأمول للقطع مع السلبيات في جميع المجالات. و تمنى مجاهد بعد تحليله للسناريوهين ان يكون المغرب في مفترق الطرق خاصة في ضل الوعي بفشل النموذج التنموي الحالي من خلال كل التشخيصات التي قامت بها مؤسسات رسمية و في ضل التراجعات التي انطلقت منذ 2010- 2011 و التي ادت الى تراجع القدرة الشرائية و ارتفاع البطالة خاصة في صفوف الشباب و ارتفاع المديونية بشكل غير مسبوق و ضعف التخطيط و التنافسية و تفاقم ازمة النظام التعليمي و عدم ايلاء الاولوية للرأسمال البشري من خلال التكوين و التثقيف.
من جانبه تطرق عبد الحفيظ إملي عضو المكتب السياسي في كلمته بتفصيل لمحور البرنامج التنظمي للحزل، حيث و بعد تقييم التجارب السابقة، رسم خارطة طريق تنظيمية لاعادة بناء الذات الحزبية مشددا على ان الانخراط في النموذج التنموي الجديد رهين بأذاة تنظيمية فعالة لانتاج نخب حزببة و العمل و فق دفاتر تحملات مضبوطة. هذا و قد افتتح هذا اللقاء التواصلي الحزبي الذي حضره ممثلون لفروع اقليمية و جهوية و عدد من مناضلي الحزب من اعمار مختلفة،بتلاوة الفاتحة ترحما على مناضلي الحزب، وبكلمة باسم الفرع المحلي لقصبة تادلة، و كلمتي الكتابتين الاقليمية و الجهوية.