جمال مايس
لم استغرب حين قال يتيم :” أنا لست مواطن أنا وزير ” ، هذه المقولة أعادت لأذهاني قصة يتيم مع النجومية والكراسي ببني ملال ، فما لا يعرفه الجميع أن الرجل صادق في كلامه ، فهو فعلا ليس مواطنا بل وزيرا ، كان مواطنا ديال زنقة حين كان يمشي مع الشعب ببني ملال ، كان مواطنا حين كان يتواجد في مكتبه بحي الصفا لاستقبال المواطنين والاستماع لشكاياتهم، كان مواطنا حين كان معلما ويصول ويجول بين الأحياء الشعبية ويتبضع من السوق الشعبية الغديرة الحمراء ، كان مواطنا حين كان يملك سيارة مهترئة يتجول بها بشوارع بني ملال ويلقي التحية على أهلها ، كان مواطنا قبل أن يفوز في الانتخابات البرلمانية للمرة الثانية بفضل اصوات المواطنين الملاليين، وينتقل الى الدار البيضاء ، ويعطيهم بالظهر حين أصبح برلمانيا ووزيرا.
ولاتزال اغلب ساكنة بني ملال تتداول رنة الحزن والخيبة والصدمة في مرشحها البار انذاك الذي منحته صوتها واصبح برلمانيا ينوب عنها ويقف بجانبها ، محمد يتيم النقطة السوداء بحزب العدالة والتنمية ببني ملال ، خلف تركة الخيبة ونكران الجميل و”قليب الفيستة” ، فبعدما نجح في الانتخابات البرلمانية لم تعد تربطه مع الساكنة التي وضعته في تلك المراتب سوى الخير والاحسان فاغلق هاتفه النقال واغلق مكتبه في وجه الشكايات وبدل ان يقف مع الساكنة اعطى لها بالظهر، واحد المتضررين من الاخ يتيم هو محمد الخواتري من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي حرمه يتيم من 9 سنوات كان بامكانه بمكالمة هاتفية ان يحل له المشكل ويمنحه الامل لمتابعة دراسته ، وهاهو الان حصل على الاجازة والماستر رغم تخلي البرلماني عنه .
يتيم الذي تسلح انذاك بثوب التقوة وبضوء المصباح ،والاسلام هو الحل، وكان يجول الشوارع ويجوبها مرفوقا بانصاره والمتعاطفين من ساكنة ببني ملال ، كان بينهم صديقي الذي جال وطاف وصرخ باعلى صوته ” الى جيتي لحق لحق خونا يتيم يستحق ” ، فبعد ان ربح وفاز اخونا ،وغاب واختفى عن الانظار حينها اكتشف صديقي انه : ” الى جيتي لحق لحق خونا البرلماني لا يستحق ” لكن بعد فوات الاوان .
ويبدو أن الشعب الفيسبوكي قرر أن يعيش الوزير أياما عصيبة هذا الاسبوع ،وتداولوا فيديو لمواطنين بمقاطعة سيدي مومن يطردون يتيم شر طردة من احدى الندوات ويرفعون في وجهه “ارحل”.