جمال مايس
نشر قبل قليل المحامي محمد الهيني تدوينة على صفحته الرسمية يشرح فيها معاناة الصحفي المعتقل حميد المهداوي رفقة السجناء بسجن عكاشة ، و سلبيات السجون واثارها على نفسية السجين .
المهداوي فضفض لمحاميه وأخبره بأن من أسباب العنف داخل المؤسسة السجنية هو الاكتئاب والاكتظاظ والاحساس بتنامي الكراهية والحقد وانعدام الكرامة والتمييز بين السجناء.
وفيما يلي التدوينة الكاملة للمحامي الهيني :
جزء من وقائع المخابرة مع الزميل الصحفي حميد المهدوي
التقيت حميد صباح الامس بسجن عكاشة استقبلني بابتسامة وعناق حار سالني بداية عن الوضعية الصحية لوالديه وعن احوال زوجته وابنائه اجبته ان والديه في وضعية صحية صعبة نتيجة سماعهم نبأ اضرابه وان كل اسرته تسلم عليه وانهم جميعا يتروجنه بايقاف الاضراب حفاظا على حياته وصحته واخبرته ان جميع الاصدقاء ومحبيه يسلمون عليه ويتضامنون معه في محنته
حكى لي بتفصيل وقائع شكايته عن سوء المعاملة داخل السجن والتي كانت موضوع رسالة سابقة له ,لكن اهم ما اثار انتباهي هو انه كان يتكلم عن حقوق السجناء اكثر ما تكلم عن وضعيته مشرحا اسباب العنف في السجون مرجعا مسبباته الى الاكتئاب نتيجة البطالة السجنية لان السجين لا ينتج ولا يصنع شيئا بحيث يعيش فراغا كبيرا في حياته السجنية التي تصبح عدمية وروتينية لعدم ممارسته حياته العادية والطبيعية
اما السبب الثاني فانه الاكتظاظ الذي يحول حياة السجناء الى حياة مشتركة تغيب فيها الخصوصية والراحة
والسبب الثالث هو الاحساس بتنامي الكراهية والحقد وانعدام الكرامة والشعور بالتمييز بين السجناء
وخلص في الاخير ان السجين بسبب الفضاء السجني يجد نفسه امام اربع حيطان بحيث لا وجود للفضاء الاخضر حتى في الفسحة ومن ثم فلا حق للسجين في رؤية الطبيعة والمناطق الخضراء لتهذيب نظره وسلوكه مما يخلف ازمات نفسية قاسية عليه بسبب المحيط.