أ-عبدالعاطــــي
انتهى الموسم الكروي الحالي بسلبياته و إيجابياته ، وباح بجميع نتائجه سواء المتعلقة بالقسم الأول أو بالقسم الثاني معلنا على الفرق المتفوقة المحتلة لرتب التألق من جهة و على الفرق الخاسرة النازلة إلى الأقسام السفلى من جهة أخرى و كذا على الفرق المحتلة لصفوف الوسط. و ما على الفرق الأن سوى نفظ الغبار و التوجه نحو المستقبل نحو الموسم الكروي المقبل.
فريق رجاء بني ملال من بين الفرق التي لم تكن من المتألقين رغم احتلالها الصف الثاني برصيد نفس النقط مع فريق يوسفية برشيد الصاعد رفقة مولودية وجدة إلى قسم الأضواء. موسم قد يعتبر جيدا للفريق الملالي رغم تضييعه في أخر أنفاس البطولة فرصة سانحة للصعود الذي كان حلما قريبا للتحقيق. قوانين كرة القدم تنص على أن من نزل إلى القسم الأسفل فقد فشل و أن من كان ينافس على الصعود فجانبه قد فشل أيضا، فهل يمكن اعتبار فريق عين أسردون من الفاشلين؟ رغم أنه احتفظ بمنصبه في القسم الثاني و الفشل هنا رياضيا، و الرياضة علم غير مؤكد لكنه يعترف بالعمل و الإجتهاد و الإستعداد. فالفريق الذي يستعد مبكرا و يجتهد في الإعداد و التهيئ سيكون لا محالة من الأوائل المرشحين للتألق. و طواحين كرة القدم علمتنا بأن الإستعدادات للموسم المقبل تكون مباشرة بعد انتهاء الموسم الحالي، غير أن هذه القاعدة يبدو أنها لا تهم مسؤولي الرجاء الملالي و لا يعيرونها أي اعتبار بحكم أن الفريق يعرف حاليا فراغا على جميع المستويات.
ففريق عين أسردون لا يتوفر حاليا على لاعبين بحيث أن حوالي 14 لاعبا غادروه بحكم انتهاء عقودهم ، في حين يعيش 8 لاعبين المتبقين بحكم ارتباطهم مع الفريق لموسم أخر حالة يأس و تيهان بعد أن اختفى المسيرون و اختفى الرئيس الذي بعد أن منح مجموعة من اللاعبين تسبيقا ماليا قدره 2000 درهم علما أن مستحقاتهم تهم راتب ثلاثة أشهر وما تبقى من منح التوقيع للبعض .الفريق لا يتوفر أيضا على مدرب أو طاقم تقني بعد مغادرة المدرب رضى حكم و جميع مساعديه. فراغ كبير دفع بثلاثة لاعبين أفارقة بالقيام باحتجاج أمام مقر ولاية بني ملال و تقديم شكاية إلى السيد الوالي بعد أن وجدوا أنفسهم في الشارع بدون أجور و لا تعويضات.
بعض المصادر تقول بأن الفريق توصل فقط بالجزء الثاني من منحة مجلس جماعة بني ملال (110 مليون سنتيم) في انتظار توصله بمنحة مجلس الجهة (150 مليون سنتيم) و أن الفريق لا يتوفر على سيولة مالية لتسديد المستحقات بكاملها و ما على اللاعبين سوى الإنتظار. علما أن الرئيس سدد مستحقات شهر مارس بالنسبة للأطر التقنية و الإدارية الخاصة بالفئات و بشكل متفاوت من إطار لآخر، باستثناء مستحقات المدير الإداري.
فراغ مالي و فراغ تقني و فراغ إداري و فراغ تسيير بحكم أن بعض أعضاء المكتب يصرحون بأنهم لم يعقدوا أي اجتماع منذ نهاية البطولة وحتى بعد مباراة الكأس التي أجراها الفريق بمدينة قلعة السراغنة و فاز فيها بهدف وحيد على الفريق المحلي حيث تكلف عضوان فقط من المكتب المسير بالقيام بإجراءات هذه المباراة.
فجميع الفرق الأن تحاول تقييم الموسم على مستوى اجتماعات المكتب المسير في انتظار الإعداد للجمع العام السنوي . بحيث يجب على الفريق أن يعقد اجتماعات على مستوى المكتب المسير لإستخلاص الإيجابيات و السلبيات في أفق إعداد برنامج الإستعدادات للموسم المقبل انطلاقا من البحث على انتدابات اللاعبين و الأطر التقنية و الإدارية و صولا إلى البحث عن الموارد المالية اللازمة لتطبيق البرنامج المسطر. فأين فريق رجاء بني ملال من كل هذا بعد أن غادره الجميع و تشرد بعض لاعبيه؟ و أين الفريق من فتح باب الإنخراط الذي تنص عليه قوانين الجامعة قبل عقد الجمع العام السنوي علما أن بعض الراغبين في الإنخراط – حسب نفس المصادر- بعثوا بطلباتهم عبر البريد الإلكتروني للفريق في حين بعث أحدهم طلبه عبر البريد المضمون في انتظار جواب المكتب. كما أن البريد الإلكتروني للفريق تلقي عدة سير ذاتية لمجموعة من المدربين الراغبين في تدريب الفريق الموسم المقبل (بوعميرة عبد الغاني- الرباح- قليليش- البكاري- بوطهير- رشيد سوكين- هلال طير و جريندو) و من بينهم من اتصل شخصيا بالمسيرين.
لا يمكن إنكار بأن الموارد المالية هي العصب الأساس في كل نشاط رياضي و هي وقود الإعداد و التخطيط و البرمجة و التسيير، لكن عدم توفرها في وقتها لا يعني إغلاق الباب و إدخال الفريق في فراغ ، في حين تتسابق الفرق حاليا على إنجاز الإنتدابات و تدعيم الترسانة التقنية قبل أن تنفذ “سوق” اللاعبين و المدربين ، إضافة إلى الإعداد لتهيئ الأجواء الإدارية و التسيرية اللازمة. فهل هذا حال فريق عين أسردون؟