سواء انطلقت المقاطعة بشكل عفوي افتراضي، أو بفعل فاعل، أو في إطار تصفية حسابات سياسية بين حيتان كبيرة، فإنها اليوم لم تعد فكرة في ملكية من أطلقها. هي اليوم فعل مدني احتجاجي إرادي ومدروس تبنته الطبقات الفقيرة والوسطى، بوعي وإصرار وشجاعة وتعبئة وطنية شاملة.
المقاطعة هي احتجاج ذكي وغير مكلف وزئبقي يصعب قمعه أو محاصرته. وكلما حاول حماة الريع، من حكومة أو إعلام الشركات المستهدفة تطويقها أو تسفيهها، ازدادت قوة، وتوسعت قاعدتها بشكل أكبر، وقد تتبعنا كيف تحولت الخرجات التواصلية للفاعلين السياسيين والاقتصاديين إلى حطب أجج نار المقاطعة.
ربما تبدو المقاطعة في ظاهرها احتجاجا على الغلاء، لكنها في الحقيقة أعمق من ذلك، والدليل أن المواطن يقتني المواد الأخرى المنافسة بالقدر والثمن نفسه أو ربما أغلى، لذلك، أعتبرها تتجاوز هذا المعنى الضيق، أي الاحتجاج على الغلاء، فهي في الحقيقة احتجاج على الجمع بين الثروة والسلطة والذي صار سلوكا سياسيا متفشيا بشكل فج ومكشوف ومستفز، وهي احتجاج على الاغتناء غير المشروع بسبب الاحتكار والريع والاستفادة من الإعفاءات الضريبية، وضرب القدرة الشرائية للمواطنين.
وهي احتجاج على الحكرة والإهانات المتكررة للمواطنين من طرف السلطة، من خلال قمعها المتواصل والعنيف لكل أشكال الاحتجاج التي تنشد العدالة الاجتماعية والعيش الكريم. والجميل في المقاطعة أنها كشفت أن القوي، مهما بلغت سلطته، قد يهزمه شعب أعزل ومقموع، فقط بالفكر والخيال والإرادة والإبداع.
لقد كشفت المقاطعة بأن الأحزاب و النقابات و البرلمان و الحكومة قمصان ضيقة على شاب نما و كبر أو كما قال محمد الخامس في حق الحماية
الجمع بين المال والسلطة ،التراجعات الخطيرة ضدا على ارادة الشعب ،التقطها الشعب المقهور وعاش ويعيش ويلات التسلط والقهر من سجون واعتقالات ومحاكمات ضالمة تنعدم فيها ادنى شروط المحاكمة العادلة اسباب قوت الارادة لدى الجميع في الرد بشكل فعال وغير تقليدي ووقائي ، الاوهو المقاطعة التي ابانت عن نجاح الفكرة بشكل كبير ومتطور جدا .